الطيب ابراهيم -كسلا/تغطية الأحداث الجارية
عادت مدينة كسلا، للهدوء والسكينة كطفلة يانعة تغتسل من القاش لتزيل توترات يوما عصيبا كان يمكن أن يحول شوارعها إلى بركان يقذف حممه فوق رؤوس الجميع.
تدين كسلا بالدرجة الأولى كبقائها مدينة هادئة حتى اللحظة وتجاوزها لأصعب أيامها لجهاز المخابرات العامة، الذي تعامل بوعي خرافي مع حادثة مقتل الشاب الأمين محمد نور، حيث كانت تنسيقية تقدم وناشطون موالون لمليشيا الدعم السريع قد ألقوا شباكهم للإصطياد في المياه العكرة، لكن مادة الكلور التي ألقاها جهاز المخابرات عملت على تنقية المياه وكشفت شباك المؤامرة.
بعد نحو عشرة أيام من حادثة مقتل الشاب، يمكن وصف كسلا بمدينة الهدوء كعنوان لتغطية الأحداث الجارية.
إحباط المؤامرة
عاشت كسلا، الأحد قبل الماضي، يوما عصيبا، تم قفل الطرقات وأغلقت المحلات التجارية وكانت الأنفس مشحونة والغضب في أعلى مراحل صعوده، كان أكثر المتفائلين يتوقع إمتداد هذه الأزمة وتوسعها واستمرارها لأيام.
وبينما كانت المظاهرات تتوسع، كانت المخاوف عند السلطات تزداد بالقدر نفسه، المخاوف من أن تقوم مجموعات الناشطين وتنسيقية تقدم والخلايا النائمة للمليشيا بالاستثمار في هذا الحشد ويحدث إطلاق نار يؤدي لمزيد من الضحايا ومزيد من التعقيد.
ولتحقيق العدالة، سارع جهاز المخابرات العامة بولاية كسلا، لنزع فتيل الأزمة برفع الحصانة عن منسوبيه المشتبه بهم في مقتل الشاب وتسليمهم للنيابة لتكملة الإجراءات.
هذا الإجراء وبحكمة ناظر البني عامر، الناظر محمد إبراهيم دقلل، ووعي شباب البني عامر، أنهى الأزمة وحولها للمسلك القانوني، وأنهى بذلك وضعا كان يمكن أن يحول كسلا لمدينة أشباح.
أمام النيابة
حسب المتابعات، تم تشكيل لجنة من محامي كسلا، بقيادة عبد الله درف، لمتابعة سير القضية، حيث تتواصل التحريات مع المشتبه بهم وتم فتح بلاغ عبر نيابة كسلا، بينما لا يزال الملف داخل النيابة.
نجح جهاز المخابرات العامة بشكل لافت في طئ هذه الأزمة وتوجيهها في مسارها القانوني وعادت كسلا على إثر ذلك إلى سابق عهدها، مدينة هادئة تحتضن آلاف النازحين ويلقي شعرائها قصائد غزل في ضفاف القاش ويزدحم سوقها بالبائعين والجائلين، بينما لا تشم في سوقها سوى رائحة البن ولا تسمع غير “حليفة علي الطلاق”.