
رغم كل ما يمر به المواطن السوداني في المناطق التي اندلعت بها الحرب منذ سنتين وحتى الآن يواجهون الصعاب والقهر والموت بكل صبر رغم الحزن الذي خيم بدواخل أبناء وآباء شهداء الوطن الكرام وكذلك أسر الأسرى والمفقودين من حزن عميق ما زال هناك نور للأمل في وسط الظلام.
كما كثرت مؤخرا الأمراض والأوبئة والكوارث التي يعاني منها الكثيرون يوميا وكل ساعة. هناك أطباء يعملون بحهد ليلاً نهاراً لتفادي الازمات الصحية رغم قلة الإمكانيات بالمستشفيات يعملون وأيضا نساء يعملن على طهي الطعام في (التكية) في بعض الاحياء بمناطق الحرب دون كلل ولا ملل وشباب يعملون على التوعية لتفادي المخاطر.
هذا شعب السودان رغم المحن صابر وصامد لتنتهي هذه الأيام العجاف وتنتهي معها كل لحظات الحزن ويحل مكانها الفرح.
الإيجابية هنا لا تعني تجاهل التحديات بل تعني النظر إليها كفرصة لاكتشاف القوة الداخلية وتعزيز روح التعاون، فهي تبعث الطمأنينة وسط الخوف وتغرس الثقة في أن الغد يمكن أن يكون أفضل مهما اشتدت العواصف.
إن التحلي بالإيجابية في ظل الكوارث لا يعني إنكار الألم أو تجاهل المعاناة، بل يعني تحويل الطاقة السلبية إلى عمل مثمر وإلى أمل يضيء الطريق للآخرين.
السودانيون عُرفوا بالصبر والتماسك الاجتماعي بما يقدمونه اليوم درساً للعالم.
إن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على مواجهة الأزمات بابتسامة وبقلب مليء بالإيمان. لم تعد هناك رفاهية بل وسيلة بقاء ومقاومة مع أقدار الله.