استهدفتها حملات تضليل لإفشال الحكومة وضرب علاقاتها الخارجية .. تفاصيل زيارة رئيس الوزراء د. كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية

متابعات _ عزة برس
أفصحت مصادر واسعة الاطلاع، الأحد، عن تفاصيل جديدة بشأن زيارة رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدة أن الزيارة كانت ذات طابع رسمي بحت، وأنها استهدفت بحملات تشويش وتضليل لإفشال الحكومة والإضرار بعلاقات السودان الخارجية.
وقالت المصادر : إن لقاء رئيس الوزراء وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيعقد قريباً وفق جدول جديد، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز المسار الأخوي والاستراتيجي بين البلدين.
ونفت المصادر بشدة ما تم ترويجه حول قيام الوفد الرسمي بقيادة رئيس الوزراء بزيارة متاجر أو مطاعم أو مواقع خاصة، ووصفت تلك المزاعم بأنها “محض أكاذيب وافتراءات”، معتبرة أن ما أُثير يدخل ضمن “حملة ممنهجة وغرف إلكترونية تُدار داخلياً وخارجياً” هدفها ضرب العلاقات الاستراتيجية بين السودان والدول الشقيقة والصديقة.
وأكدت المصادر أن 99% مما نُشر حول الزيارة لا يمت للحقيقة بصلة، مشيرة إلى أن الأمر يكرر نفس الحملات التي صاحبت زيارة رئيس الوزراء إلى القاهرة ولقاءاته مع القيادات المصرية، والتي رغم نجاحها الكبير، تعرضت لحملة تشويش غير مبررة في الداخل.
تفاصيل الزيارة الرسمية
أوضحت المصادر أن رحلة رئيس الوزراء د. كامل إدريس بدأت من مطار بورتسودان، حيث توجه الوفد إلى المدينة المنورة على متن الطائرة الرئاسية، وحطت الطائرة في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي.
وبحسب البروتوكول الرسمي المعمول به في المملكة، يتم استقبال الضيوف من قبل أمير المنطقة أو نائبه، بغض النظر عن هوية الزائر. وقد كان في استقبال رئيس الوزراء وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة عبد المحسن بن نايف بن حميد، ورئيس مكتب المراسم الملكية إبراهيم بن عبد الله بري، إلى جانب عدد من المسؤولين السعوديين والسفير السوداني لدى المملكة دفع الله الحاج، والقنصل العام بجدة السفير كمال علي عثمان.
وأقام الوفد السوداني في فندق الهيلتون بالمدينة المنورة، حيث زار رئيس الوزراء مسجد قباء وأدى صلاة الظهر في المسجد النبوي الشريف، قبل أن يغادر إلى الرياض استعداداً للقاء ولي العهد السعودي.
وفي مطار الملك خالد الدولي بالرياض، كان في استقباله الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان علي بن حسن جعفر، وعدد من كبار المسؤولين السعوديين، حيث أقام الوفد في فندق الريتز كارلتون بالرياض.
لقاءات رسمية ومفاجأة صحية
لبى رئيس الوزراء مساء اليوم الأول دعوة عشاء أقامها السفير السوداني دفع الله الحاج بمنزله، بحضور عدد كبير من رجال الأعمال السعوديين والسودانيين، ونائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ورئيس اتحاد الغرف التجارية السعودية حسن الحويزي. ودار خلال اللقاء نقاش موسع حول آفاق التعاون السوداني – السعودي.
غير أن رئيس الوزراء تعرض في ساعات الليل لوعكة صحية مفاجئة استمرت حتى صباح اليوم التالي، ما استدعى نقله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي حيث تلقى رعاية طبية خاصة. وبسبب هذه الحالة الطارئة تم تأجيل اللقاء المقرر مع ولي العهد السعودي.
وفي اليوم الثالث، زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رئيس الوزراء في مقر إقامته بفندق الريتز كارلتون، برفقة نائبه وليد الخريجي، ونقل له تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، متمنيين له الشفاء العاجل. وتم الاتفاق على إعادة جدولة اللقاء الرسمي في وقت لاحق.
نشاط وزاري مكثف
شهد اليوم الرابع والأخير للزيارة نشاطاً وزارياً مكثفاً، حيث اجتمع وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني خالد الإعيسر مع نظيره السعودي سلمان بن يوسف الدوسري، وناقش معه عدداً من قضايا التعاون الإعلامي والشراكات الاستراتيجية.
كما التقى رئيس الوزراء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد عبد الكريم العيسى، الذي حضر خصيصاً من خارج المملكة لمقابلة الوفد السوداني، ودعا إدريس ووفده إلى مأدبة غداء رسمية. وغادر الوفد بعد اللقاء متوجهاً إلى مطار الملك خالد الدولي، حيث ودعه الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز والسفير السوداني ووكيل المراسم الملكية.
نتائج وتفاهمات اقتصادية
وكشفت المصادر أن الوفد السوداني قدم لوزير الخارجية السعودي ورابطة العالم الإسلامي رؤية استراتيجية متكاملة للتعاون الاقتصادي، تتضمن شراكات بمليارات الدولارات في مجالات حيوية.
كما عقد وزير الثروة الحيوانية د. أحمد التجاني المنصوري لقاءات مع جهات حكومية وخاصة أفضت إلى تفاهمات متقدمة لتأسيس مشاريع بملايين الدولارات. وشارك وزير المالية د. جبريل إبراهيم ووزير النفط والطاقة د. المعتصم إبراهيم أحمد علي في لقاءات واتصالات مهمة لتعزيز التعاون الثنائي.
وأدى مستشارو رئيس الوزراء أدواراً مهمة في ترتيب الزيارة ومتابعة تفاصيلها، مما انعكس في مخرجات عملية قابلة للتنفيذ.
ختام
وأكدت المصادر أن العلاقات السودانية السعودية ستظل قوية وراسخة، وأن محاولات التشويش وحملات التضليل لن تنال منها. ودعت الجميع إلى تحري الدقة ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، مشددة على أن هذه الزيارة رغم الحملات الموجهة ضدها، حملت نتائج إيجابية تعزز مكانة السودان في محيطه العربي والإسلامي.