وكالات _ عزة برس
كشف تحقيق استقصائي أعدته خدمة BBC Africa Eye تحت عنوان Death in Dubai عن تعرض شابات أوغنديات لعمليات خداع عبر عقود عمل وهمية في دبي، حيث وُعِدن بوظائف بسيطة مثل العمل في محلات تجارية أو مطاعم، لكن انتهى بهن الأمر في شبكات استغلال جنسي قسري.
وسلط التحقيق الضوء على قصة الشابة مونيك كارونغي، المعروفة باسم “مونا كيز”، التي سافرت إلى دبي على أمل الحصول على عمل، قبل أن تجد نفسها ضحية للاستغلال. وقد عُثر عليها لاحقًا ميتة بعد سقوطها من شرفة أحد المباني في حادث صنفته السلطات الإماراتية على أنه “انتحار”، بينما تقول عائلتها إنها كانت ضحية استغلال وضغوط نفسية قاسية.
وأشار التحقيق إلى أن هذه القصة ليست حالة فردية، بل تعكس معاناة العديد من الشابات الأوغنديات اللاتي يتم استقطابهن بوعود عمل كاذبة ثم يجبرن على ممارسات غير إنسانية، وسط غياب الحماية القانونية الكافية لهن في بلدان الاغتراب.
ويأتي ذلك في ظل ارتفاع معدلات البطالة في أوغندا، حيث يدفع غياب الفرص الاقتصادية آلاف الشباب، خاصة النساء، إلى الهجرة نحو الخليج. وبحسب BBC، فإن هذا الوضع يخلق بيئة خصبة للوسطاء غير الشرعيين وشبكات التوظيف المشبوهة التي تستغل حاجات الشباب.
ودعا ناشطون حقوقيون في أوغندا سلطات بلادهم إلى تشديد الرقابة على مكاتب الاستقدام، ومحاسبة السماسرة المتورطين في تهريب الفتيات، إلى جانب توفير آليات لحماية العاملات في الخارج ومتابعة أوضاعهن.
تتوافق هذه النتائج مع تحذيرات متكررة من منظمات حقوقية دولية، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العمل الدولية، بشأن الانتهاكات التي تتعرض لها العمالة الوافدة في بعض دول الخليج، بما في ذلك ظروف العمل القاسية، وحجز جوازات السفر، وغياب القوانين الرادعة ضد الاتجار بالبشر. وتؤكد هذه المنظمات أن غياب الرقابة والمساءلة يعزز من تفشي الاستغلال، خصوصًا للنساء العاملات في الخدمة المنزلية والقطاعات غير الرسمية.
