المقالات

مرام البشير تكتب : الفاشر غزة السودان ..!!

مُنذ إندلاع الحرب في أبريل ٢٠٢٣م لم يتوقف التآمر على السودان بل كانت تُحاك ضده المؤامرات قُبيل إندلاعها إلى لحظة إطلاق المليشيا رصاصة الغدر الأولى .
والناظر لهذه المؤامرات والخطط عالية التكلفة يتبادر إلى ذهنه من الوهلة الأولى أن قادة مثل عبد الرحيم “السجمان” وأخوه الهالك “الغبيان” أو من يليهما في سلسلة رتب “الخلاء” لا يمكن أن تستوعب عقولهم الضحلة ربع ماحدث في هذه الحرب الخبيثة ناهيك عن فصولها المرعبة.

وعلى الرغم من تاريخهم الدموي في دارفور البعيد عن كل قوانين وأعراف الإنسانية والذي جعلهم وحوشاً بشرية فتاكة جاذبت لهم أُمراء الأجندات والمآرب الشيطانية ، إلا أن عقولهم السمجة لا يمكنها أن تشرف أو تدير مثل هذه الحرب الشاملة على دولة كبيرة بحجم السودان .إذن من الذي يخطط للمرتزقة وقيادتها المهترية؟ ومن الذي يحركهم كالدمى والعرائس؟ بالنظر لخطة إحتلال الفاشر وتهجير سكانها يمكننا تخيل من وضع فصول هذه الخطط الشيطانية.

التآمر على الفاشر بدأ مُنذ فشل الهجمات الأولى عليها فالمليشيا وداعميها عرفوا جيداً أن الفاشر حجر عثرة في طريق السيطرة على دارفور خاصة أنهم حققوا أرقاماً قياسية في الهزائم المتكررة على أعتاب هذه المدينة الشامخة ، حتى أصابهم الوهن وأستقر في نفوس مقاتليهم الشك والريبة ،فأنشغالهم بالإنتصارات التي حققوها في بداية الحرب كان مسكناً لخيبتهم الكبيرة هناك .

ولكن بعد هزيمتهم المُجلجلة في معارك تحرير الخرطوم والولايات الأخرى أصبحت المليشيا تعيش حالة من الإنهيار المُزرئ مما جعلها تزيد من الخناق والحصار على الفاشر فمُنع الغذاء والدواء وحتى الماء من الدخول لمواطنيها وهذا لعمرى هو بالضبط ما فعلته نفس العقلية والتخطيط بغزة الصامدة عندما حُوصرت أشد حصار منذ اكتوبر ٢٠٢٣م قبل تدميرها بالكامل بالهجمات الصاروخية والمدفعية المميتة.

والذي قام بتجويع أهلنا في غزة تجويعاً ممنهجاً هو نفسه من خطط لحصار وتجويع أهلنا في الفاشر عندما قفل حدودها ومنع المنظمات من تقديم المساعدات لمواطنيها في ظل ظروف بالغة التعقيد ، وظهر جلياً تؤاطو الأمم المتحدة فهي لم تستطع أن تُجبر المليشيا على تطبيق قرارها بفك الحصار عن الفاشر ولا نستغرب هذا فهو إمتداد لدورها المتخاذل في غزة حيت فشلت فشلاً ذريعاً في فك حصارها أو إسكات أصوات الجوعي والثكالى من الأطفال والنساء .

استمر التدوين والهجوم على ذات المنوال بل وأزداد كثافةً بعد تحرير الخرطوم فأصبح القصف يطال المدنيين في كل مكان داخل المدن وفي معسكرات النزوح حتى المرافق الصحية والمستشفيات لم تسلم فالمدينة التي كانت تعج بالمستشفيات والمراكز الصحية وتملك مايقارب إثني عشر مرفقاً صحياً أصبح مرضاها يتلقفهم الموت في الأحياء والبيوت لا يستطيعون الذهاب للمستشفي من فرط التدوين والقصف المدفعي فخرجت كلها عن العمل، أليس هذا هو الذي حدث بالضبط في غزة ؟ ألم تُقصف المستشفيات والطواقم الطبية وعربات الإسعاف لتتوقف عن مداواة الجرحي وعلاج المصابين؟

نعم الفاشر صارت غزة والذي أراد أن يبيد أهل غزة لا يختلف كثيراً عن قاتل أهل الفاشر ، نفس الملامح والشبه حصار، تخويف، تجويع ،قتل ، تشريد وأغتصاب ثم تهجير تعالت به أصوات نشاز من شرذمة المليشيا السياسية الذين خانوا أوطانهم وسلموا أعناقهم للشيطان حينما بدأوا يروجون لضرورة ترحيل سكان الفاشر وتهجيرهم من ديارهم إلى أماكن آمنة خوفاً على حياتهم من مصير مشوؤم وهنا تكشفت الأجندة الخفية والتى تروِى عن قصص التهجير المروعة التي شاهدها كل العالم في قطاع غزة على عكس أهلنا في الفاشر الذين تقطعت بهم السبل وعُزلوا عمداً عن العالم وكاميرات الإعلام فليس لهم قناة إخبارية تنقل مايجري هناك على مدار الساعة وليس لهم مراسلين يحُكون عن الفظائع والجرائم التى ترتكب في حقهم ، هم فاقدون لأبسط مقومات الحياة غائبون عن المشهد ولكن حاضرون في الدعاء .

أخيراً اذا كانت كل تلك المجازر والانتهاكات والمآسي التي أُرتكبت في غزة وشعبها لم تهز من عزيمتهم أو تنسيهم مقاومتهم الشرسة ضد الإحتلال ، فهي كذلك كفيلة تماماً بأن تقوي من عزيمة أهلنا في الفاشر وترفع من روحهم المعنوية لا لشئ إلا لأنهم أصحاب الأرض الحقيقيون وكما يقولون فأن الأرض تقاتل مع صاحبها سيتحقق هذا الوعد والنصر على يد هؤلاء الرجال والميارم الأحرار في معركتهم الأخيرة لدحر الشيطان وأعوانه.
*فلسطين حرة*
*مورال فوق*

اللهم_برداً_وسلاماً_على_السودان
مرام البشير “١٠ أبريل ٢٠٢٥م”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *