رحلتي إلى سفارة السودان في المملكة: تجربة فريدة في رحاب الدبلوماسية السودانية بقلم :وعد الحق أمين

في زيارتي اليوم إلى سفارة جمهورية السودان بالمملكة العربية السعودية، لم يكن الأمر مجرد لقاء رسمي أو إجراء روتيني، بل كانت تجربة غنية كشفت لي عن حجم الجهود المبذولة لخدمة أبناء الجالية السودانية، ورأيت بأم عيني كيف يمكن للدبلوماسية أن تكون رسالة قبل أن تكون وظيفة.
كان لقائي بسعادة السفير دفع الله الحاج سفير جمهورية السودان لدئ المملكة العربية السعودية محطة بارزة في زيارتي، فهو ليس مجرد سفير يمثل بلاده، بل هو صوت قوي يصدح باسم السودان في المحافل الدولية، مدافعًا عن قضاياه، رافعًا راية السيادة الوطنية، ومؤكدًا على أن السودان ليس وحيدًا في معركته من أجل الاستقرار والتنمية.
رأيت فيه دبلوماسية فذة تمتزج فيها الحكمة بالحنكة السياسية، والإصرار بالدبلوماسية الذكية، مما جعله من أبرز الشخصيات التي تقود الدبلوماسية السودانية في مرحلة تاريخية دقيقة. كانت كلماته صادقة، تعكس إيمانه العميق بضرورة تعزيز العلاقات السودانية السعودية، ودعم السودانيين في الخارج، وتقديم صورة مشرقة عن السودان وأبنائه.
*خدمات القنصلية السودانية: الوجه المشرق للسودان في الخارج*
من أهم محطات زيارتي كان لقائي بالقنصل العام بالسفارة القنصل مصطفى الشريف، حيث لمست حجم الجهود التي تبذلها القنصلية لخدمة أبناء الجالية السودانية. لم يكن الأمر مجرد معاملات ورقية، بل تعامل إنساني راقٍ يعكس صورة السودان الحقيقية.
ما لفت انتباهي أن المواطنين يدخلون إلى القنصلية بقلوب مثقلة بالهموم، بعضهم مستاء بسبب مشكلات إدارية أو تأخيرات روتينية، لكنهم يخرجون وهم راضون تمامًا، بعد أن يجدوا من يستمع إليهم، ويحاول مساعدتهم بكل الطرق الممكنة. إجراءات مع الرجل حوارا موسعاً ينشر لاحقا
في جولة داخل إدارة الجوازات والسجل المدني، التقيت بسعادة العقيد رحمة الله الفارس، الذي أطلعني على المجهودات الكبيرة المبذولة لتسهيل استخراج الجوازات والمعاملات الرسمية للجالية السودانية في حوار صحفي موسع كان واضحًا أن الإجراءات تتم بسلاسة واحترافية، وأن هناك إصرارًا على تقديم خدمة متميزة رغم التحديات.
كما التقيت بسعادة العميد الفاضل حسين، المستشار العام بالسفارة، الذي أوضح لي حجم التعاون بين السفارة والمواطنين لضمان توفير الخدمات القنصلية وغيرها من الملفات بأفضل صورة ممكنة.
لم تكن هذه الزيارة مجرد جولة في أروقة السفارة، بل كانت تجربة فريدة نقلت لي صورة مشرقة عن الدبلوماسية السودانية، وعن الجهود الضخمة التي تُبذل لخدمة المواطنين السودانيين في المملكة.
ما رأيته ولمسته بنفسي جعلني أكثر قناعة بأن السفارة ليست مجرد مبنى إداري، بل هي بيت السودان في الخارج، حيث يجد المواطن الدعم والمساندة، وحيث يعمل فريق متكامل بجهود عظيمة لتعزيز الروابط بين السودان وأبنائه في المهجر.
في الأيام القادمة، سأشارك تفاصيل الحوارات التي أجريتها مع هؤلاء القامات الدبلوماسية والأمنية، وسأنقل صوت السفارة إلى الجميع، ليعرفوا حجم الجهود التي تُبذل خلف الكواليس، بعيدًا عن الأضواء. فما شاهدته اليوم يستحق أن يُحكى، ويُروى، ويُنقل بكل فخر واعتزاز.