
كُنا ومازلنا نتعشم في الحكم المدني ولكن لضعف من وليناهم على أمرنا وهم على كابينة قيادة الحكومة من الشق المدني الذين أصبحوا عبارة عن كومبارس للعساكر لم نسمع لهم كلمة قوية ولا قراراَ ناجعاً في يوم من الأيام وأغلبهم يجيدون مرحلة الهبوط الناعم وتغبيش الحقائق للشارع وأنهم حاكمون وحازمون القبضة.. ولكن!!!
من ينادي الآن بتحييد القوة العسكرية وهو لا يرغب في المواجهة أن يفهم جيدا حيز المستقبل الذي كان مفترض أن يبدأ بتقليص حتى وضعية القوة العسكرية الرمزية وصولا لحكم ديمقراطي كامل ولكن فشل السياسيون كما أسلفت سيقود الدولة لحكم عسكري كامل الدسم حتى ولو أنكر المدنيون ذلك…..
الشارع اليوم في حالة استقطاب تام بحال ترك المساحة لمعسكري مدنيين وعسكريين والجدير بالذكر أن العساكر الآن يقودون كل شئ بدلا أن يكون الدور للقوة العسكرية هو المشاركة في نظام الحكم فقط فكانت السيطرة التامة ليس ابتداء بقيادة التفاوض ولا نهاية بالقرارات ولا التوقيع على الاتفاقيات ولا عدم اعتراف حركات الكفاح المسلح بالمدنيين والتشكيك فيهم بل حتى الأجسام الهلامية المدنية الموجودة قد تقلصت وربما ستنضوي تحت أجسام هلامية عسكرية صرفة طالما غاب الغرض الحقيقي لها وتكسرت مجاديفها…
عبارة “الدولة المدنية” هذه ولعمري هذة العبارة هو الكذب بعينه وطمس الحقيقة الذي بدأ به المدنيين عندما قالوا عن المجلس السيادي إنه تشريفي واتضح الأمر بعد ذلك أنه ليست تشريفيا وإنما الكل في الكل وحتى الأعضاء العسكر هم ليس أقلية ولا هم الصامتون عندما يتحدث أحدهم في أي قضية يحسم القضية بقرار لصالح العسكر ويتبعه المدنيون بالموافقة المباشرة وحتي الشارع العام والميديا لا أحدهم ينطق بكلمة أو حتي هاشتاق …..
عموماً الخط الماثل أمامنا الآن هو نتاج لتخطيط العساكر ومهادنتهم وهو تمرير سيقود لتمدد العسكر وتقوية شوكتهم حينها سيدعم الشارع السوداني العسكر، هذا الأمر ليس ببعيد المنال طالما أن الحكام المدنيين هم أبواق للعساكر ولاحظنا أن جميع السياسيين المدنيين الآن في أوهن حالاتهم انبطاح يميل لكسرة العين وإذلال الموجودين في السيادي كلهم…
الحقيقة المرة أن العساكر حاليا موقفهم متماسك فعليا ومتفقون فيما بينهم بل ويعملون في تناغم يدعي المدنيون العمل به في حين أن المدنيين في السيادي قلوبهم شتى ومعلقة بأسيادهم خارجيا…..
العسكر حتى بعدم قدرته على طريقة الخطاب والكلام المنمق وكعادة لغتهم البندقية لكن يفلحون بخاطبهم ملامسة وجدان الشعب ويحاولون أن يشبهوا العامية السودانية ويسدوا الفجوة بينهم والشارع، نجد أن العساكر يحصدون إرضاء الناس ويتمددون للوصول لانتخابات قريبة ويلوحون بها كلما رفع واحد من الحكام المدنيين رأسه…..
أنا لست من رواد الأنظمة العسكرية ولا من المائلين للانقلابات على إرادة الشعوب ولكن واقع اليوم والحال يقول ذلك طالما البلاد ليست على حدود نمرة2 ولا مزارع النيل دوم، بل هناك نازحين وقرى وحلال لم تعرف التحديث ولا التطور ولم يُضأ فيها ضوء عتمة وماسورة مياه صالحة وفيها المواطن البسيط يريد ماء ورغيفا وعلاجا، إن نجح العساكر في توفيرها فهنا يكون حكمهم ضرورة أوجدها الضيق والمسغبة وأصبح على المدنيين الصبح وهم يتجولون بالفنادق وشارع كترينا ويفقدون الشارع العام ووقتها يلفظهم الشعب الذي تمسك بخيط رفيع لكي يحافظ على مدنيته ولكن خذله الذين ولّاهم على أمره من المدنيين !!
فهل يفعلها المدنيون ويلتقطون القفاز قبل العساكر ….
وكفي
تتابعونه علي صفحات صحيفة المواكب…