
تعجبت جدا من حديث كابتن عادل المفتي مدير مركز تأشير امس الخميس في منتدى ليالي الصحافة بفندق هوتيل قراند ببورتسودان ومطالبته الدولة برفع يدها عن الناقل الوطني”سودانير” وتسليمه للقطاع الخاص فضلا عن تحويله لشركة مساهمة عامة
كيف يمكن ان يتم تحويل رمز الدولة الى قطاع خاص لم يحدث هذا في تاريخ البشرية
لمن لا يعرف المفتي تم تعينه بقطاع الطيران من قبل صلاح مناع عبر لجنة التمكين وقام حينها بتشريد عدد من موظفي “سودانير” والطيران المدني
ومن الواضح ان هناك بعض الشخصيات بمؤسسات الدولة تعمل بسياسية “الهبوط الناعم”
ويبدو ان المفتي مدعوما من قبل شخصية بارزة “بحزب الامة” ربما الجميع يعرفها
وفي غفلة من الزمان في ظل الحرب الدائرة حاليا تم تعيينه في مجلس ادارة “سودانير”
لا نعلم بأي صفة وهو يمتلك شركة “مناولة ارضية” كانت السبب في تحقيق خسائر فادحة “لسودانير”
ولابد من حل مجلس ادارة “سودانير”اسوة بمجلس ادارة الطيران المدني وتعين خبراء أكفاء يدعمون المسيرة وليس تشريف فقط
نعم اقترحنا من قبل إنشاء وزارة طيران مختصة
تنضوي “سودانير” تحت مظلتها بدلا من التداخلات تارة ما بين وزارة النقل وآخرى المالية الى اخره وزارة تقوم بإعمار وتنمية صناعة الطيران والمطارات والملاحة الجوية والتأهيل والتدريب لكافة الكوادر الوطنية بإنشاء المعاهد المتخصصة لأن تعدد تبعية الطيران المدني يخلق فوضى وعدم انضباط وتدخل في صميم العمل الفني مما لا يساعد في وضع أسس مقارنة بالدول الاخرى التى تعدل اللوائح وتجددها حسب متطلبات الامن القومي والاقتصادي
ولكن ان يطالب المفتي بتسليم “رمز الدول” الى قطاع خاص هذا الامر مرفوض ولا يمكن أن يحدث
تصريح المفتي قوبل برفض واسع خاصة وسط المهتمين بالقطاع وموظفي “سودانير” الذين هم على دراية تامة بما قام به المفتي وتعتبر هذه الخطوة تفكيك بشكل كبير “للناقل الوطني” ولا توجد دولة ليس بها “ناقل وطني”
رغم تعرض “سودانير للتهميش والاهمال خاصة بعض سحب عقد المناولة منها لشركات خاصة الا انها لا زالت تعمل بأقل الامكانات
وظلت “سودانير”ضحية لحرب دولية وإقليمية على البلاد ولم تجد حظها من رعاية لتحقق حمل شعار “العلم” من ضعف أسطولها
ورغم قلة الامكانات والتهميش الا انها ظلت تعمل بطائرة واحدة متمسكة بتحقيق رمز الدولة الذي تحمله في طائرتها الباهت لونها
ويبدو أن هناك أشخاص غير معنيين موجودين بالشركة ويساهمون في قراراتها الاستراتيجية الامر الذي يثير عدد من الشكوك حول وجود مصالح خاصة ولا يمكن التفريط في أصول الشركة الوطنية
ومن الواضح ان اعداء “الناقل الوطني” يريدون خصخصته لخدمة مصالحهم الشخصية وربما لخدمة مصالح جهات اخرى لم تظهر في الصورة بعد
وعلى الدولة الاهتمام اكثر “بسودانير” لأنها تحمل شعارها وتحديثها وتطويرها وغيرها من النواقل الوطنية والابتعاد عن من ينادون بالخصخصة
اخيرا نناشد الدولة بأن تلتفت الى قطاع الطيران وتوليه قدرا من الاهتمام والرعاية المعنوية إذا لم تكن مادية على الاقل وتعيين كفاءات وطنية متخصصة لقيادة وتطوير “سودانير” وسلطة الطيران المدني بدلا عن التعيينات العشوائية مما يضر كثيرا بالقطاع ويقلل من التفاعل مع المنظمات الدولية والإقليمية وتمثيل السودان بصورة مشرفة وندية مع وزراء الطيران اومدراء الطيران المدني لدى الدول الاخرى المنتسبين لصناعة الطيران من طيارين ومهندسين متخصصين