المقالات

هناك فرق – منى أبوزيد تكتب : في فض الاعتصام..!

*”لا بد من استحداث طرائق جديدة في سودان ما بعد الحرب لتذليل الصعاب التي تعترض مسالك الحكم الرشيد في بلادنا التي سبق نشوء الدولة في تاريخها نشوء الأمة” .. الكاتبة ..!

المكان العاصمة السودانية الخرطوم، الزمان إحدى أمسيات أواخر شهر يناير للعام ٢٠٢٢م. كنت منهمكة في مراجعة ملف إعداد الحلقة الثانية من برنامج “هناك فرق” – الذي كان يبث على قناة النيل الأزرق – عندما رن جرس هاتفي المحمول، وكان المتصل هو الأستاذ نبيل أديب المحامي، رئيس لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة..!

بهدوء واقتضاب اعتذر الأستاذ نبيل عن الحضور في ظهر اليوم التالي – أي بعد ساعات من وقت المكالمة – للمشاركة في الحلقة التي كانت بعنوان “فض الاعتصام، الملابسات ومسيرة التحقيق”، والتي كان يشاركه ضيافتي عبرها المهندس صديق يوسف القيادي بالحزب الشيوعي..!

الأستاذ نبيل كان قد اعتذر عن الحضور متعللاً بالدخول في فترة عزل صحي بعد أن خالط مصاباً بفايروس كورونا، وعليه فقد تقوَّض موضوع الحلقة، إذ لا يمكن الإفتاء بشأن فض الاعتصام من قِبَل أي ضيف آخر والسيد نبيل أديب في المدينة “انعزاله الصحي شأن وعزله من منصبه شأن آخر” بطبيعة الحال..!

لم تكن الساعات الباقية قبيل منتصف الليل كافية لإنقاذ الموضوع لذا فقد قضيت ما تبقى منه ساهرةً في إعداد موضوع جديد للحلقة الثانية من خلال استثمار حضور العم صديق في الحديث عن المؤسسية والديمقراطية والمواقف السياسية داخل الأحزاب السودانية..!

أما إعداد الحلقة التي تم إلغاؤها بعد اعتذار الأستاذ نبيل فقد كان يتضمن بث فيديو لمشاهد ذات صلة قبل سؤاله عن لجنة التحقيق “متى أنشئت ومن الذي أنشأها وماهي الفترة الزمنية التي تم تحديدها للانتهاء من عملها”..!

 
ولأنني كنت أعرف الإجابة التي تقول بأنه قد مضى على إنشائها أكثر من عامين فقد كنت سأسأل الأستاذ نبيل عن سر كل ذلك التأخير في اكتمال نتائج التحقيقات، وكم شوطاً قطعته اللجنة في مضمار أعمالها حتى لحظة توجيه السؤال..!

بعدها كنت سأسأل العم صديق هل كانت لديكم أي معلومات عن موضوع فض الاعتصام قبل وقوعه، وهل كان فض الاعتصام عملية سرية مخطط لها من قبل جهة عسكربة دون أي تواطؤ من أي جهة مدنية بالموافقة أو بالصمت على الأقل، ولماذا كثر تداول الحديث عن تواطؤ بعض الأحزاب بين بعض الأوساط المدنية والسياسية ..؟

 
وكانت بقية الأسئلة على النحو الآتي، سيد نبيل أديب، أنت كرئيس للجنة التحقيق في قضية فض اعتصام القيادة العامة هل يمكنك الإفصاح عن أي مؤشرات عامة؟. هنالك فيديوهات كثيرة وصور أكثر هل تأكدتم من صحتها وهل كونتم من خلالها أي فكرة عن الجهة الفاعلة، وهل تعتقدون أن الفيديوهات والصور كافية قانونياً لثبوت إدانة ..؟

سيد صديق يوسف، لماذا قامت بعض الأحزاب باقتلاع خيامها وإخلاء ساحة القيادة قبيل فض الاعتصام، هل كانت هنالك جهات سياسية مدنية عندها علم بأن هنالك فض سيحدث للاعتصام؟. وأين كانت القيادات والكوادر السياسية المعروفة ولماذا اقتصرت مآلات الفض على العامة من المعتصمين فقط ..؟

سيد نبيل أديب، ما الذي يجعل الملف مكتملاً لتوجيه التهمة وإيضاح الحقائق، أنتم كلجنة ألم تتوصلوا بعد لمعرفة من فض الاعتصام؟. لا أريد منك إجابة تحدد من هي الجهة، الإجابة المطلوبة هي هل توصلتم لقناعة محددة بجهة محددة أم لا؟. نعلم ونقدر سرية عمل اللجنة لكن ألا يوجد فيما توافر لديكم من أدلة ما يمكن أن يشكل إدانة واضحة للجهة الفاعلة ..؟

. سيد صديق، يقولون إن أبواب القوات المسلحة كانت مغلقة قبيل فض الاعتصام. لو كانت مغلقة كيف قامت ذات القوات بفض الاعتصام إذن، ومن الذي قام بفض اعتصام القيادة العامة برأيك..؟
 

نحن لسنا خبراء في التفاصيل العسكرية لكننا نعلم أن كل جهة عندها زي مخصص ومحدد المعالم، ألا تظهر مقاطع الفيديو المتداولة هوية الجهة التي قامت بفض الاعتصام “الزي، العربات، الشكل العام .. إلخ..”؟. ما الذي سيقول به التاريخ عن مآلات عمل لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة ..؟

 
 المكان العاصمة المصرية القاهرة، الزمان إحدى أمسيات مطلع شهر فبراير الجاري، كنت منهمكة في تصفح أخبار اليوم عندما تعثرت بخبر نفي الأستاذ نبيل أديب للتصريح الآتي “الآن أقولها دون خوف الدعم السريع هو الذي فض اعتصام القيادة العامة”..!

تُرى، مالذي قد يجده الباحث في أضابير دار الوثائق الجديدة في العام ٢٠٥٥م من سودان ما بعد الحرب بشأن نتائج تحقيق اللجنة أو بشأن مآلات استنطاق رئيسها!.

munaabuzaid2@gmail.com

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *