التهجير خط احمر ولن نشارك فى ظلم الفلسطينيين، بعدما جاء هذا التصريح على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي كنا نتوقع ان تزلزل هذه التصريحات الأرض من تحت أقدام العابثين بمقدرات الشعوب المقهورة والمظلومة، لكن ما حدث فاق وتخطى كل التوقعات، لقد أفقدتهم تلك التصريحات الحاسمة توازنهم وغيبت عقولهم وصاروا كمن يتخبطه الشيطان من المس. فبدأت الألاعيب الصهيونية القذرة مع مصر وزعيمها البداية عندما نشرت صحيفة جيروزاليم بوست وهي الصوت الرسمي الإسرائيل باللغة الإنجليزية والتى تعبر عن توجهات ووجهات نظر اجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية المختلفة كالموساد وأمان والشاباك تقريرا تعلق فيه غاضبة على تلك التصريحات.
*******
ودون مبررات مهنية وضعت الصحيفة صورة للرئيس السيسى مع الرئيس الإيراني المقتول» إبراهيم رئيسي والذي لقي مصرعه في حادث سقوط أو إسقاط طائرته العام الماضي. وللوهلة الأولى يبدو أنه لا علاقة تربط بين صورة الرجلين وفق هذا السياق، لكن بقليل من التدقيق في سياق الخبر وصياغته ورسمه وإخراجه نجد الصحيفة العبرية تعبر عن حالة الغضب الإسرائيلية الهستيرية غير المسبوقة من تصريحات الرئيس السيسي ضد التهجير.
*******
أعتقد أن نشر صورة الرئيسين المصرى والايراني مع الخبر هي في أحسن الأحوال إشارة شديدة الوضوح الموقف مصر المعارض بشدة ووضوح لسياسات إسرائيل في المنطقة أو كما جاء في التعليق المصاحب للصورة : ( الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي يلتقى بالرئيس الإيراني آنذاك إبراهيم رئيسي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي صرح السيسى مؤخراً بأنه لن يتعاون مع تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد إيران من شأنه أن يقاوم هجوم طهران على إسرائيل (الصورة الرئاسة الإيرانية وكالة أنباء غرب آسيا رويترز)
*******
لكن وعلى الأرجح فإن دلالات تلك الإشارة السلبية المطلوبة أبعد من ذلك بكثير وتشير لحملات سياسية وإعلامية ممنهجة ومخططة ومدارة، وربما ترصد وتربص بمصر ورئيسها في المرحلة المقبلة، أو بشكل واضح ودون اختباء وراء عبارات دبلوماسية حمالة أوجه هي رسالة تهديد مباشرة للرئيس عبد الفتاح السيسي بعدما ضاقت تل أبيب من تراكمات الموقف المصرى المناهض للحكومة الإسرائيلية والدعم المعلن والخفى للفلسطينيين وفصائل المقاومة ولو قمنا باستدعاء بعض التفاصيل والأحداث خاصة اجتماع ستيف ويتكوف مع نتنياهو، والذى تناول ملف التهجير، نستطيع أن نستنتج ببساطة أن الموضوع لم ينته بالرفض المصرى الأردني وأن هناك إصرار أمريكي إسرائيلى على تنفيذه بكل الطرق. كما تأتي في نفس السياق تصريحات القائد العسكري الكبير الذي نشر اليوم بـ يديعوت أحرنوت، والذي أكد فيه أن نقل سكان غزة لدول الجوار سيكون فيه مصلحة كبيرة لإسرائيل يدعم فكرة أن الملف لم يغلق بعد ولن يغلق بسهولة. فالمسئول العسكري الكبير الذى أجرى الحوار دون ذكر اسمه مرجح أن يكون أيال زامير المرشح لتولى رئاسة الأركان يوم 6 مارس القادم.
*******
هذه التحركات الإسرائيلية ليست بعيدة عن أعين الأجهزة المصرية التي تتابع كل صغيرة وكبيرة بشكل دقيق، لكن الحكمة البالغة والصبر الإستراتيجي هي محددات الموقف المصرى الذي مازال حتى هذه اللحظة يرى أن الحوار والمفاوضات هما الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل وليس سلام الأمر الواقع الذي يبتلع حقوق الشعوب، ويبقى علينا في مصر واجب تجاه دولة إسرائيل، ألا وهو إنعاش ذاكرتهم الجمعية بما فعله المصريون فى حربي الاستنزاف والعبور، حتى لا تأخذهم العزة بالإثم ويتمادون في غيهم ويتعاملون مع مصر وقائدها بما لا يليق مع الكبار، فمصر كبيرة وكبيرة جدا وأكبر مما يظن كل هؤلاء.
*******
من هنا وبشكل مجرد أرى ان إسرائيل أرسلت لنا رسالة تهديد شديدة الفجاجة باغتيال السيد الرئيس نتيجة مواقفه وقراراته وتصريحاته التي تنتصر للحق الفلسطيني دون تردد ، ويحاول السفلة تذكيرنا بالمشهد الأسود الذي رحل فيه الرئيس الإيراني والذين معه بشكل شديد الغموض لم تفك طلاسمه ولوغاريتماته حتى الآن، وأقول لهم باختصار وبصوت الرئيس السادات متجربوش مصر والسيسى خط أحمر قضى الأمر الذي فيه تستفتيان وجنت على نفسها براقش يا أولاد العم …