المقالات

للتاريخ .. مقدم ركن (م) حمد الهادي أبوالحسن يكتب : أنصف أذنيك من فيك

خلق الله للإنسان أذنين وفم واحد .. فمن الطبيعي أن يستمع أكثر مما يتكلم ..

ولكن عندما يتكلم يجب أن يكون لحديثه معنى وإن كان تحدياً فعليه أن يكون بقدره ..

فقط العاقل من يزن كلامه وكل كلمة تخرج منه تكون بحساب ولها دلالة معينة ومقصد واضح ..

والأحمق يرغي ويزبد كثيراً ويتكلم بحسب ما تمليه عليه عواطفه لا عقله ..

وينطق بكثير كلامٍ لا معنى له .. وإن وضع نفسه في تحدي ثرثر كثيراً بما لا يعرف وظن أنه الغالب ..

فكم تآذت آذاننا بسيل من الكلمات التي خرجت من أفواه الهالك والهارب حينما أعجبتهم كثرتهم وتحدوا البلاد وشعبها وجيشها ..

لكن لا أظن أنهما سمعا بالغثاء الذي خرج من أفواههم لأن آذانهم كانت في صمم وعُميت بصيرتهم وغرهم ما كانوا يمتلكون من سلطان وجاه ..

الهالك كان يتحدى بالعلن ويصرح كثيراً وفرّغ جل وقته للثرثرة في الفضائيات متحدياً الجيش السوداني ..

حتى وصل به القول أنه محاصر القيادة العامة للجيش ورئيس البلاد عليه التسليم ..

بل تعدى الأمر أكثر من ذلك عندما ظن أنه أستولى على حكم البلاد وأن الأمر أصبح واقعاً معاشاً بالنسبة له ولأوهامه ..

أما الهارب الأرعن كلما وجد منبراً للحديث وقف يثرثر ويصيح كديكٍ بدأ في تعلم الصياح حديثاً فطفق يصيح صباح مساء ..

وليته تعلم الصياح جيداً وعلم متى يصيح ولكن رعونته وبلاهته سولت له الصياح في غير وقت الصياح ..

ومن أشهر أقواله (الخرطوم دي حقت أبو منو) و (سلم الحكم يا برهان ) هل هذا حديث يخرج من رجل يعتبر قدوة لجنده ؟؟

ولكن عندما ترى أقوال وأفعال الرجلان (الهالك والهارب) تتبين لك حقيقة المقولة (إذا كان الغراب دليل قومٍ فلا وصل الغراب ولا هم وصلوا ) ..

فما بالك بقومٍ يقودهم غرابين أو (ديوك العدة) فحتماً لن يصلوا إلى جهة وسيهيمون في الغابات والصحاري كما هو حالهم الآن ..

وأي حال وصلوا إليه ؟؟ تبدل عزهم إلى ذل وقوتهم إلى وهن وأرتالهم إلى بضع متحركات يهيمون في الفلوات ويعيشون الضنك ..

كل ذلك حدث لهم في برهة من الزمن عقاباً من الله على ظلمهم وإستبدادهم وتعديهم على كل المحرمات ..

حدث كل هذا بسبب بضع كلمات خرجت من ألسن رجلين أهبلين أرعنين يهرفون بما لا يعرفون ..

فتسلطوا على الناس فسلط الله عليهم جيشاً جراراً من بني السودان الشجعان ..

فأذاقوهم ويلات الذل والعذاب وطاردوهم في كل فج من فجاج الأض ..

ووصل الحال بأن وصل الجيش إلى أوكارهم القاصية التي ظنوا أنه لن يصلها أي كائن لا بالأرض ولا من السماء ..

ولكن في غمضة عين وصل الجيش والمشتركة إلى عرشهم ونكلوا به وأحالوه إلى خراب وعادوا أدراجهم إستعداداً ل ( خلعة ) أخرى ..

وعندما عاد المرتزقة إلى زرقهم هذه لم يعرفوها ولما سألهم السائل عنها قالوا كأنها هي ..

فأصابتهم الدهشة والحيرة ولم يستوعبوا ما حدث إلى الآن لأن الحدث بالنسبة لهم عظيم وكان من المستحيلات ..

لكن لا مستحيل عند الجيش فكل شئ عنده ممكن ويسير ولا توجد صعوبة أو ما يسمى بالمستحيل لدى بواسلنا ..

(هل أنصفت أفواه الهالك والهارب أذنيهما) .. وهل سيتحدثان بما كان يتحدثان به سابقاً أم ستتغير النبرة ..

فالجيش أدخل يده في المناطق الحساسة للمرتزقة ولن يخرجها وعندما يخرجها سيكون قد أفقد المرتزقة رجولتهم وجعلهم يمشون بين الناس مكبين أوجههم إلى التراب وفارقوا الصراط المستقيم ..

(تحية لجيشنا الباسل وقواتنا المشتركة المناضلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *