الفاشر _ عزة برس
شكا مواطنون وقادة إدارات أهلية من عمليات تجنيد قسري تمارسها قوات الدعم السريع ضد عشرات الشباب في مناطق مختلفة من دارفور.
وقال بابكر عثمان حمزة، من بلدة شنقلي طوباي جنوبي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لـ”سودان تربيون” إن قوات الدعم السريع ألقت القبض على 40 من نازحي معسكر “شداد” بالبلدة واقتادتهم إلى معسكراتها بنيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، بغرض تجنيدهم في صفوفها.
وأشار إلى أن من بين المجندين قسريًا طلابًا في المرحلة الثانوية كانوا يخططون للوصول إلى ليبيا أو شمال السودان من أجل الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية.
وأوضح أن حملة التجنيد القسري جاءت بعد خطاب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، في أكتوبر الماضي، الذي أعلن فيه استعداده لتجهيز مليون مقاتل.
وأفاد بأن قادة الدعم السريع الميدانيين في البلدة ظلوا يمارسون ضغوطًا كثيفة على قادة الإدارات الأهلية من أجل تجهيز المقاتلين.
وقال إن القادة الأهليين فشلوا في إقناع الشباب، وهو ما دفع قوات الدعم السريع إلى اقتيادهم قسرًا والدفع بهم نحو معسكرات التجنيد.
وفي مدينة كبكابية بولاية شمال دارفور، قال أحد قادة الإدارات الأهلية في المنطقة، فضل حجب اسمه لـ”سودان تربيون” لدواعٍ أمنية، إن القائد الميداني في قوات الدعم السريع، علي رزق الله الشهير بـ”السافنا”، زار المنطقة نهاية الشهر الماضي وأصدر توجيهات لقيادات الإدارات الأهلية بتجهيز 200 مقاتل من أجل الدفع بهم إلى معارك الفاشر.
وأفاد بأن السافنا هدد باقتياد الشباب قسرًا حال فشل رجال الإدارة الأهلية في تجهيز المقاتلين.
وكشف عن فرار أعداد كبيرة من الأسر من بلدة كبكابية خوفًا من تجنيد أبنائهم قسرًا.
كما تحدث عن معاناة عشرات المصابين من نقص العلاج وإهمال قوات الدعم السريع، التي قال إنها لا تهتم بجرحى العمليات، حيث يكابد ذووهم من أجل علاجهم.
وطالب المنظمات الدولية بالتدخل لوقف حملات التجنيد القسري، خاصة أن من بين المجندين أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 16 عامًا.
وفي مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، قال الناشط الإعلامي آدم موسى لـ”سودان تربيون” إن قوات الدعم السريع تقوم بحملات مكثفة للقبض على الشباب من أماكن تجمعاتهم في أندية المشاهدة، ومقاهي الإنترنت، والأسواق، ومن ثم يتم نقلهم إلى معسكراتها بغرض التجنيد.
ونوّه إلى أن الوضع في جنوب دارفور مأزوم للغاية، وأن كثيرًا من المواطنين يفكرون في مغادرة نيالا وعدد من مدن جنوب دارفور خوفًا من حملات التجنيد القسري