حرب السودان لابد لها وان تضع اوزارها وأن طال أمدها، وبالرغم أنها بمثابة حرب وجودية كونها دمرت الأعيان ، والبني التحتية ومساكن المواطنين على يد مليشيا الدعم السريع وداعميها من مليشيات بعض الدول، فضلا عن إزهاق أرواح ملايين المواطنيين وتصفيتهم مباشرة وتدمير ضرعهم وزرعهم وتهجيرهم قسرا، وغير ذلك كثير من البشاعة والأستهداف الممنهج الرامي للتغيير الديمغرافي. لكن رغم كل ذلك ومع ما حدث إلا أن السودان قادر على النهوض مجددا طالما أن قيادته ما زالت تقف كالطود، قادرة على صد كل معتد أثيم، وطالما أن إنسانه تحدوه إرادة قوية قادر على النهوض و إعادة إعماره بتعاضد الجبهة الداخلية، ودعم أصدقاء السودان من الخارج وغالبه في إطار المصالح المشتركة.
السيد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للجيش الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان”خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادى المستدام الذي جرى قبيل أيام في بورتسودان. أعرب عن تقدير الدولة لأصدقاء السودان من الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات على دعمهم المستمر ووقوفهم المستمر إلى جانب السودان. وقال: نحن نراقب ذلك والشعب السودانى الآن تبين له العدو من الصديق) . ثم لم ينسى سعادته من الإشارة إلى أن هذه المواقف تبنى عليها العلاقات الخارجية مستقبلا، وأن من وقف في المنطقة الرمادية سيعامل من السودان بالمثل.
نعم .. دول كثيرة جدا وقفت في المنطقة الرمادية خلال حرب السودان وهو الأكثر حاجة للتعاون والمساندة ممن ظن أنهم أصدقاء، وبالمقابل هناك قلة اخلصت النية ومدت يدها بيضاء سلما وحربا كالسعودية، وتركيا، وقطر ، روسيا، الصين، ارتريا، الكويت، ومصر.
وما ادراك ما مصر. الشقيقة التي أثبتت نبل مواقفها مع السودان في سلمه قبل الحرب ، وسلمه بعد الحرب (أن شاءالله) قريبا والنصر يلوح في الأفق، وفوق كل ما فات وهو مما لا يسع المجال لذكره ها هي تتبنى أكبر منتدى أقتصادى وتشمله برعاية وعناية عليا نتمنى أن تجد توصياته طريقها وأن تتنزل واقعا في القريب العاجل.
نظمت سفارة السودان بالقاهرة بالتعاون مع الشركة السودانية المصرية للتنمية والاستثمارات، ومركز التكامل السوداني المصري ملتقى رجال الأعمال السودانيين والمصريين، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية في البلدين. ملتقى اقتصادى ضخم تحت رعاية الفريق مهندس “كامل الوزير” نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصناعة والنقل المصري.
السيد الوزير لم يكن راعيا لهذا الملتقى مكتفيا بالرعاية بل كان حضورا طاغيا ومشرفا متحدثا بلباقة عن تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية في المنطقة عامة، كما قدم إحاطة حول إعادة الإعمار والأمن الغذائي المشترك محورا الفعالية. بيد أن أهم ما ختم به حديثه هو أن الحكومة المصرية مستعدة لتقديم كافة الدعم وإزالة العقبات لتشجيع السودانيين على الاستثمار والتوسع في الوقت الحالي ومستقبلا.
شهدت الفعالية حضور طاغ لذوي الصلة من وزراء ووزراء القطاعات الاقتصادية من البلدين، فضلا عن سفير السودان بمصر الفريق أول م. “عماد الدين عدوى”، و رجال الأعمال الذين مثل عنهم متحدثا من السودان الأستاذ سعود البرير، و مصر م. أحمد السويدي وكل تحدث بما يصب في أهداف الفعالية، هذا إلى جانب رئيس مجلس إدارة الشركة السودانية المصرية للتنمية والاستثمارات المتعددة المهندس “علاء ناجي”، فضلا عن المهتمين وذوي الصلة.
تناول الجميع كما اسلفت تعزيز العلاقات من خلال الاستثمارات، وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات شتى من زراعة، وصناعة، وتعليم، وصحة وغيره، إلى جانب الشراكة من خلال استثمارات، تطوير التعاون وتحقيق أهداف مشتركة كخطوة لتحقيق تنمية البلدين.
عدد جل المتحدثون إمكانيات السودان المهولة، وكيف أنه يرقد على ثروة من المعادن النفيسة ، والثروة الحيوانية، والأراضي الزراعية الخصبة، ومقومات السياحة، والموقع الجغرافي المتميز والكثير مما تتمتع به السودان، والذي جعلها محل تكالب، ومطامع دول تعمل حاليا على تأجيج الحرب بغية تقسيمه ومن ثم السيطرة عليه وعلى موارده الغنية لكن هيهات، من وقف مع السودان (وحدهم من يحق لهم الاستثمار من باب تبادل المنافع والمصالح المشتركة).
ومصر التي تبنت الملتقى الضخم وبعيدا عن وقفتها الإنسانية تربطها مع السودان حدود مشتركة ويلتقيان بنحو الف كلم، فضلا عن ثلاث محاور لربطهما عن طريق النقل نهرا ، وبرا عن طريق الربط السككي إلى جانب الاسفلت، هذا إلى جانب روابط المصاهرة وغيره لذلك نجدها دوما اخت بحق بلا من أو رياء، وقطعا الاستفادة من خبراتها المتراكمة في الزراعة وإعادة التخطيط وخلافه سيسهم في نجاح أهداف الملتقى ولا غرو في ذلك وهي تتعامل مع حوالي 60 دولة في العالم.
في ختام الملتقى تلى سفير السودان بالقاهرة البيان الختامي، كما تمت تلاوة التوصيات، في مجالات عدة نتمنى أن تجد طريقها للواقع، وأن لا ينتهى اللقاء بانتهاء مراسمه، أو محض حديث للاستهلاك أو كما نوه ودعا رجل الأعمال المصري “نجيب ساويس” إلى العمل بجد وتقليل الكلام وارتباط الأفعال بخطط قصيرة وطويلة المدى لتفعيل التعاون بين البلدين.