
– حقيقة الأمر من خطط للظهور الإعلامي للمليشيا المتمردة عقب الهزائم المتتالية التي حققها الجيش مؤخرا أراد خلق نوع من الحراك الإعلامي المضاد لتغطية انتصارات القوات المسلحة في سعيها نحو القضاء نهائيا على التمرد بعد أن أنهكت الفريسة وجعلتها غير قادرة على الحركة ، ولكن من كتب محتوى خطاب المليشي المتمرد (حميدتي) جعل من (جرجرة) دولة مصر إلى حلبة التدخل المباشر في الحرب النقطة المحورية في خطاب المهزلة…
– بدأت رسائل الإقليم الداعم للمليشيا المتمردة في تحييد مصر من التدخل المباشر لدعم الجيش السوداني قبل بدء الحرب باستهداف قاعدة مروي الجوية (ليس محض صدفة) احتجاز عدد من الطيارين المصريين الذين كانوا في مهمة تدريب مشترك سبق ان تم إجراؤها مرات عديدة بين الجيشين السوداني والمصري ، كانت تلك الرسالة الأولى من المخطط الإقليمي لإبعاد مصر عن المشهد…
– ليس من الخفي أن الحرب السودانية كانت محورا رئيسا لزيارتين متتاليتين قام بهما محمد بن زايد إلى مصر في أقل من شهرين الأولى: في أغسطس والثانية: في مطلع أكتوبر الجاري ولكن هذه المرة لم تكن بغرض التحييد فقط ولكن للاستدراج…
– يبدو أن مصر (الدولة) تحمل رؤى مختلفة عن الراعي الإقليمي لمليشيا التمرد في السودان مما دعا إلى إنتاج خطاب المهزلة لقائد المليشيا وتبنيه توجيه اتهامات مضللة عن قصف الطيران المصري لأهداف سيطرة المليشيا الهدف منها لاستدراج مصر إلى فخ التدخل المباشر في الحرب…
– الخطة (ب) التي ذكرها الهالك حميدتي في خطاب الهزيمة لاتعدو الا ان تكون تحريك التقاطعات المتباينة بين دول الاقليم الشمالي والشرقي للسودان بعد ان فشل مخطط احتلال وسقوط الفاشر لتكون منصة الانطلاق الى الولايات الشمالية والشرقية…
– خطاب الهزيمة لحميدتي يقترن بسؤال مهم: هل يستطيع قائد المليشيا المزعوم باطلاق اتهامات مباشرة لمصر دون ان تسمح دولة الامارات بذلك ؟.. هل اتهامات (حميدتي) المباشرة لمصر جاءت بمعزل عن دولة الامارات المعروف سيطرتها على مفاصل المليشيا المتمردة في السودان وقائدها وغرفها الاعلامية وناشطيها ؟ ..
– كل الدلائل تشير الى تولي دولة الامارات مهمة استدراج مصر الى فخ التدخل المباشر لصالح المليشيا المتمردة واهم تلك الدلائل توقيت خطاب الهزيمة الذي تم بثه في عشية زيارة معلنة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى اسمرا لعقد لقاء اقليمي ثلاثي مناهض لاثيوبيا يضم الصومال بينما تعمل دولة الامارات العربية المتحدة بالتماهي مع اديس ابابا لفتح مدخل للمليشيا المتمردة لاعادة السيطرة على اقليم الفشقة الاستراتيجي وانطلاق قاعدة عملياتية للمليشيا المتمردة للانقضاض على الشرق السوداني الكبير…
– ثاني الدلائل اطلاق عدد من الناشطين الداعمين للمليشيا المتمردة اتهامات استباقية لخطاب (بن زايد _ حميدتي) حيث انبرى قبل خطاب الهزيمة ابواق المليشيا وغرفها الاعلامية في كيل اتهامات وتهديدات لمصر ازدادت وتيرة الهجوم عقب الخطاب واتبعه قرارات (وهمية) من المليشيا المتمردة بمنع صادرات السلع الاستراتيجية الى مصر رغم علمها بمحدودية سيطرتها والتاثير الاقتصادي المحتمل على مصر نتيجة ذلك الاجراء الارعن ..
– السيناريوهات الافتراضية لخطاب الهزيمة المليشي هو من اجل توصيل رسائل من الامارات الى مصر ليس لتحييدها في هذه المرة انما لدفعها في تقديم اسناد حربي مشابه لما تقوم به تشاد وليبيا عبر الحدود الشمالية للسودان ، ولكن هل ستستجيب اثيوبيا بعقد حلف مع المليشيا المتمردة لوضع اقدامها على الفشقة والقضارف بعد سيطرة جبهة فانو على الحدود والوصول الى مشارف اديس ابابا…
– بيان الخارجية المصرية على اتهامات الدعم السريع في اقل من ساعة على خطاب الهزيمة ووصفها له بالمليشيا المتمردة وضع النقاط على الحروف بثبات الموقف المصري الداعم لمؤسسات الدولة السودانية وهذا يؤكد وعي مصر وادراكها لاهمية العمق الاستراتيجي لامنها القومي في السودان الذي لا يتحقق الا عبر مؤسساته وعلى راسها الجيش السوداني ، لذلك ستظل مواقف مصر معلنة دون مواربة في عدم الدخول الى حلبة الراعي الاقليمي لصالح المليشيا المتمردة…