من أحاجي الحرب ( ٥٨٧٨)..كتب: منير شلغوم :الانتداب الإماراتي بغطاء اقتصادي وباعتراف أهل الدار
○ نقلاً عن موقع (الجزائر الآن) .. متناولاً تصريحات مديرة مركز الإمارات حول التدخل الإماراتي في السودان
□ شد إنتباهي مؤخرا الحوار الاعلامي الذي أجرته الدكتورة الاماراتية ”إبتسام الكتبي” رئيسة مركز الإمارات للسياسات.
□ لأن ملخص ما قالته هذه الدكتورة الإماراتية المقربة من دوائر صنع القرار بالعاصمة أبو ظبي ما معناه أن الامارات العربية المتحدة أينما وجدت مصالحها الإقتصادية وفي أي بلد، فستمارس “الإنتداب” عوضا عن الإحتلال والاستعمار.
□ ومركز الإمارات للسياسات أسسته ذات الدكتورة في سبتمبر 2011.
□ وهو ممول من طرف الدولة الاماراتية، بمعنى أوضح هو يشبه مراكز التفكير الأمريكية الموجودة خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية ”ثينك تانك“.
□ إختصاص هذا المركز تحديدا هو الجغرافيا السياسية، و يمتلك “وحدات سياسية” تتابع عن كثب ما يجري من تطورات وأحداث بمختلف بلدان العالم المنتشرة بالقاراة الخمس.
□ هذه الوحدات السياسية ترفع للسلطات العليا للإمارات أوراق سياسية لا تتعدى 5 صفحات، بمعنى عصارة العصارة.
□ أحيانا تقترح كيفية فتح الطريق للإمارات ببلدان معينة، وأحيانا أخرى تتابع الطريق المفتوح.
□ وماشد إنتباهي ودعاني لمتابعة الحوار الاعلامي كاملا لرئيسة هذا المركز، هو المقطع الذي إنتشر كالنار في الهشيم على وسائط التواصل الاجتماعي، والذي يخص علاقات الامارات العربية المتحدة مع الولايات المتحدة الامريكية، وكذلك محتوى إجابتها بعدما سئلت من طرف المحاور حول إتهام السودان للامارات بالتدخل في الشأن السوداني.
□ وكانت إجابتها حرفيا ما يلي: ”لماذا عدو أمريكا يكون عدوي. مصالحك الوطنية هي الأولى، وليست مصالح الدول الأخرى” .
القانون الأمريكي ”من ليس معي فهو ضدي“، هذا ما يطبق. ومن المفروض يتم رفضه.
□ وأضافت: ”حتى الطفل يكبر، هذه دولة كانت صغيرة صحيح، اعتمدنا على أمريكا لكن إنتهى، كبرنا وصار عندنا عضلات، صرنا نحن نموذج تنموي، صار العالم كله يحج إلينا لماذا أنا أعادي من تعاديه” .
□ في الملف السوداني وهو الملف الذي استوقفني كثيرا خاطبها الإعلامي بالقول: بأن السودان مشتكي علينا في الأمم المتحدة !
□ وأجابت وبكل صراحة بالقول بأن “النظام هو الذي اشتكى وليس السودانيين، النظام حسب زعمها متحالف مع الاخوان طبيعي أنه يشتكي على الامارات لأن الإمارات ضد الإخوان .
□ نحن لسنا متدخلين في السودان، نحن موجودون هناك لأننا لدينا مصالحنا، مصالح إقتصادية في السودان، عندنا استثمارات لا بد لنا أن نحميها، كيف تترك استثماراتك بالمليارات، يهمنا استقرار السودان لأننا عندنا مصالح هناك”.
□ لا يهمني طبعا ما قالته الدكتورة إبتسام الكتبي بخصوص علاقتها مع الولايات المتحدة، لكن يهمني كاعلامي جزائري و عربي ما قالته بخصوص علاقة بلدها مع السودان وتقديمها ذلك التبرير لتدخل بلدها في شؤون السودان.
□ وبالتالي وجب أن نطرح الأسئلة التالية:
○ هل إستثمارات دولة من الدول في دولة أخرى يعطيها الحق في ضرب أمنها القومي وإقالة سلطة والمجيء بأشخاص آخرين لوضعهم على رأس سلطة هذا البلد لحماية مصالحها الاقتصادية ؟
○ وهل هذا تصرف “الدول” أم تصرف الجماعات والمليشيات ؟
□ الإمارات في السودان تريد أن تسقط الجيش الوطني السوداني وتنصب قائد الدعم السريع بدلا عنه، بمعنى تريد إسقاط الدولة، وتنصيب جماعة أو مليشيا لتسير مصالح أبوظبي الإقتصادية.
□ بمعنى أوضح تريد إستنزاف خيرات الشعب السوداني من مياه وأراضي خصبة ومناجم الذهب ومعادن أخرى في دارفور.
□ وبالتالي من واجب ودور دولة الإمارات إسقاط” البرهان” قائد الجيش السوداني وتنصيب حليفها “حمديتي” قائد الدعم السريع. لأنه هذا هو مفهوم ودور وواجب الدولة الإماراتية بحسب مفهوم الدكتور” إبتسام الكتبي” رئيس مركز السياسات للامارات التي ترفع 5 من أوراقها السياسية لرئيس الدولة محمد بن زايد بخصوص الملف السوداني.
□ ما تأكد منه الجميع بعد هذه التصريحات أن الإمارات من واجبها ودورها لحماية استثماراتها بأي دولة أن تقود إنقلاب داخل هذه الدولة.
□ بمعنى تمول جماعة أو ميليشا أو كيان أو هيئة أو حزب أو جمعية أو وسيلة اعلامية ويكون التمويل بشتى الوسائل بما فيها العسكرية، المهم أن تأتي بأشخاص على رأس سلطة هذا البلد لحماية مصالحها الاقتصادية لأن هذا هو مفهوم ودور الدولة الاماراتية في أي بلد فيه إستثمارات إماراتية.
□ بمعنى الإمارات العربية المتحدة أينما وجدت إستثماراتها فهي تسعى للمارسة “الإنتداب” على تلك الدولة وإلا تفعل فيها ما فعلت في السودان.
□ في الأخير لا بد من الإشارة أن ذات الدكتورة إفتخرت بالإمارات لأنها كانت رفقة الناتو بليبيا لإسقاط نظام معمر القذافي والدولة الليبية والتي لازالت منهارة إلى اليوم .
#من_أحاجي_الحرب