الشارقة- نهلة مجذوب
إحتفاء بالكلمة والتميز وعرفانا بمنتوجه الشعري القيم ، قامت شركة تاركو للطيران الجمعة الماضية ، بإطلاق المجموعة الشعرية الكاملة للشاعر السوداني الفذ هاشم صديق ،بإمارة الشارقة وبمقر غرف تجارة وصناعة الشارقة .
مقتبسة من شعارها ” سلامة وإبتسامة” إستقبل طاقم الضيافة بتاركو الحضور بترحاب كبير وسط حضور نوعي لاعضاء إدراة تاركو للطيران وحشد كبير من المثقفين والإعلاميين والمهتمين السودانيين بدولة الإمارات العربية المتحدة .
دموع واشجان:
وإستهل الحفل بكلمه مؤثرة من الشاعر هاشم صديق، لم يستطيع خلالها ان يحبس مشاعره الرقيقة وسرعان ما بكى وابكى الحضور عندما حضر الوطن المكلوم في حديثه وحين قال : ( لاعندي بيت ولا وطن ) ، موجها نداء هامسا لطرفي الصراع أن ينظرا للوطن.
إسترسل الشاعر في بث اشجانه وأحزان الماضي ، وتحدث عن طفولته وعن مدينة ام درمان العريقة التي شكلت وجدان الأمة السودانية لاسيما شخصه وإرتباطه الروحي ، بها ، وانشغاله بالشعر مبكرا وإهتمامه المسرح . كما تحدث بحزن بالغ عن صديقه ورفيق دربه الموسيقار الراحل محمد الأمين.
وكشف هاشم صديق عن أكثر شاعر تأثر به.. وقال: أستاذي في الشعر وقدوتي ، مبارك حسن الخليفة رائد حركة التجديد في الشعر .
وذكر هاشم إنه لن يرفع الراية البيضاء للإبداع ، داعيا لعدم التوقف مهما كانت الظروف.
وقدم شكرا كبيرا لتاركو لاشرافها على طباعة أعماله الشعرية الكاملة ولفت الي ان صنيعها معه هو محبة خالصة للوطن وفيه كثير من المودة
لمبدعيه . الذين هم رأس الرمح في كل ما يتعلق بالوطن رغم الهموم والعواصف بحد قوله .
تحديق حول هاشم صديق:
واشتملت الأمسية على عرض فيديو من إنتاج تاركو حمل قراءات قصيرة لصاحب الإحتفالية، وشهادات للناقد المسرحي عصام ، والشاعر أزهري محمد علي وإفادات من أسرته.
وذكر أزهري ان هاشم صديق من الشعراء الكبار ويتصدر قائمة الكتاب المسرحيين، الذين لهم قدرة على التجديد وإنفتاح على مغنيين عدة، على سبيل المثال ابوعركي البخيت ومحمد الأمين ، ومصطفى سيد أحمد وسيد خليفة ، وابن البادية. مشيرا الي دراسته في المعهد العالي للموسيقى ، وإنشغاله بالمسرح وتقديمه عددا من المسرحيات مع كبار اساتذة المسرح ، وظلت راسخة في وجدان الأمة السودانية بجانب ما جاد به للدراما الإذاعية من أعمال قيمه منها طائر الشفق، الحراز والمطر والديناصور .
من جانبه تناول الناقد المسرحي عصام ابو القاسم المسرحي ، مقدما مشاهدات لا تخلو من قوة بصرية وابداعية لاهم المسرحيات التي كتبها هاشم صديق ، مثل مسرحية ” أحلام الزمان عام 1972″ ومسرحية ” نبته حبيبتي” .والتي عبر خلالها عن هموم الناس وكان سلاحه الوحيد الكلمه .مشيرا الي أنه واجه الإعتقالات ، السياسية في عهدي نميري والبشير ، وقدم رسالة نضاليه، داعيا خلالها لقيم الحرية والعدل والديموقراطية .
من جانبها ونيابة عن الأسرة شكرت د. لينا هاشم شركة تاركو للطيران مبينه ان طباعة أشعار والدها يعد إنجازا كبيرا منها رغم الظروف ، واوضحت ان همه الأول كان كتبه وإرثه وكيف يصل للناس .
واحتوى الحفل على كلمة لتاركو عززت فيها دور الشاعر هاشم صديق الوطني ، وانتاجه الشعري المتميز.
اضافة لمشاركات ثره ضمت مقطوعات موسيقة قدمها عازف الكمان لؤى عبدالعزيز بجانب قراءات شعرية للشعراء أزهري محمد علي ومحمود الجيلي، وفي بادرة طيبة قام النادي السوداني الاجتماعي بتكريم هاشم صديق ليلتها.
وجاءت الأمسية حافلة بحضور زاهي وكبير لأسرته واهله واصدقائيه ومحبيه وتدافعوا لمصافحته ،وأخذ الصور التذكارية معه ، وكان يقول بحميمية وتقدير مرحبا بكم أبناء وبنات بلدي .
