المدرج الصامت
وسط زخات من اخبار الحرب وذكرياتها العابثة تحت الحصار، يتدفق الصحيح منها والكاذب غالب،وبين رشقات عالية ومنخفضة من نقاشات حامية بين زملاء أكْبُرهم عمرا، مميمون صوب مطار بورتسودان الدولى ومحط آمالنا فى غدنا المنتظر بعد الفرج،تقلنا عربة نقل جماعى من كورنيش بورتسودان نقطة تلاقينا بعد طول افتراق،يشاقق قائد المركبة طرقا بالنزوح تزداد ازدحاما لاتقطع رحيما هو أم جحيما فى مدينة منقوصة عن الكثير إلا من نفوس طيبة مع هنات هى من بهارات الحياة حادقة وحالية ومرة مالحة، والتيمم قبالة المطار ينتهى إلى هبوط وتحليق واستقبال وتوديع إلا بركبنا،اللجنة العليا لتوسعة وتأهيل مطار بورتسودان ليواكب حتى علامات الإرشادات الضوئية من العتيقة للنضيرة كما سائر مطارات الدنيا الفخيمة، ميناؤنا الجوى الأحمر الرئيس يتخذ من الصمت مدرجا للإقلاع عن البواح ولو من المتاح متزينا عن بعد بالوان هادئة مريحة تسر المغادرين وعيون الواصلين،ومدرج الإقلاع بالصمت و بالاعمال مهما طال لابد من مهبط للأقوال وفسحة للانفس المنجزة بما يقل ويدل ويشرك المنتفعين من السودانيين والاصدقاء فى تفاصيل عمل كبير يشف عن عزم الإنسان، وعن مرتدة منظمة على هجمة حرب الخرطوم الضارية على البلد بتؤدة تقوم بتحضيرهاو ببنائها فرقة متكاملة عسكرية ومدنية وشعبية من غمار الناس ووجهائهم بالأفعال وتقدم الصفوف،اللجنة العليا لا تكتفى بالوقوف على خط تنفيذ المرتدة وبفاعلية تشارك وتتابع لاحراز اهم هدف عكسى فى مرمى الحرب،توسعة وتهيئة مطار بورتسودان لاستيعاب كل مطلوبات الطيران الدولية المستحدثة باستمرار،فالمطار ليس البديل للخرطوم ولكنه وحيد سودانه المحزون وبالحرب مكلوم،خلطة عملية اهتدت لها قيادة اللجنة العليا المشكلة بعد الحرب واسندت التنفيذ لأهل مكة مع فتح الباب لمشاركة كل ذوى الشأن والإختصاص،مدير الإدارة العامة للمطارات الولائية والمهابط عثمان العوض الصديق استجمع كل قواه الذهنية لتنويرنا مستصحبا قيادات اداء مهمته و بمعية عميد الشرطة العوض الحسن مسؤولا عن الإشراف على أعمال توسعة وتطوير مرافق جمارك المطار ،فالمطار ليست طائرة فقط للتحليق بالمسافرين ولو من كواكب ونجوم الناس،فالمطار مقال طويل من الأعمال تتخلله شولات وسكنات وفتحات وكسرات وضمات ونقاط ليست للتوقف إنما للإبتداء والتحليق مجددا كما طائر صلاح محمد إبراهيم المحثوث على المواصلة وزيادة السرعات كل ما غالب إحساس الخوار منه الجناح،فقدر إبن العوض وأعوانه وكلهم عثمان إتمام موجهات اللجنة العليا بقيادة الفريق مهندس إبراهيم جابر فى ظروف ولا أنكأ وأعقد وحرب تستعر وخسائرها فادحة ولما تتوقف بعد حين لأفدح،و الهدف خلق مطار مجاور ومواز وفائق للقائم حاليا بمواصفة عالمية الأركان والابعاد وسلامة وخدمات بخطط وحيل التغلب على الشدة والضيق،ولضمان وجودية الدولة السودانية وترياق من كامل الإنزلاق وشريان للضخ واستمرار الحياة بعلاتها وفجيعاتها ومنصة الإنطلاق متى توقفت الحرب لإعادة الإعمار وللإعالة وإغاثة وإحياء الآمال فى النفوس،فالمطار توسعته وتطويره سلاح لانهاء الحرب ولارساء قواعد البناء والإستقرار وإحلال وإفشاء السلام وما الطيران إلا تواصل بين الامم والشعوب ومعرفة اللغات فيأمنون شر بعضهم بعضا،والحرب فى الخرطوم يشعلها ويغذيها التواصل والتداخل بعيدا عن أعين المطارات،عيون الطمآنينة والرقابة والحماية الصارمة لتخالط الشعوب والقبائل المحتوم دنيا ودين وفتح الآفاق للتعاون الوسيع.
الربط والرضاء
استمعنا من العوض ورفاقه ما يبث الطمآنينة ويبعث على الامل فى صمود وجودية الدولة السودانية وإن تتكالب عليها و تتكاثر مهددات فنائيتها و تتعاظم مصائبها ولكنك تشعر بتقاصرها وامكانية التغلب عليها وعملية تأهيل مطار بورتسودان الدولى توسعة وتطويرا تمضى بنسق ونفس الدولة وتكاملية الأدوار،المطارات الآن كما محطات النقل الكبيرة برا وبحرا دول موازية،لو وددت مثالا معرفة الهند العظيمة فاطلع على خبايا نظام وتاريخية سكك حديد قطاراتها ومحطاتها كيف تصنع وتبنى وتشيد وتدار بمتوالية هندسية بديعة تبلغ حد وصول الوجبات المنزلية للعاملين من منازلهم بأزهد كلفة وتفتح ابواب رزق لآخرين، العوض ورفاقه شيبا وشبابا يعملون لتنزيل توجيهات اللجنة العليا بروح الفريق الواحد وبكل ميسر لما خلق له وينجزون المخطوط فى الكراس والمدون فى كتب بناء وإدارة المطارات واجهة للدول معبرة عنها،وحالهم الآن حال طاقم طائرة تحلق وسط أجواء معقدة ترفع من معدلات العزم ومهتهم الحفاظ على سمعة جوية الدولة السودانية وعون قوتها العسكرية الرئيسة فضلا عن استعادة السمة الأمنية لمطاراتها و قريبا تجتذب كبريات شركات الطيران العالمية والابتداء بمطار بورتسودان الموعود وشيكا بافتتاح منشآت متكاملة خدمية أرضية وجوية ومعينات لتحقيق كامل السلامة تحسبا لكل كبيرة وصغيرة بأياد ممتدة حتى باحات المطار الخارجية رصفا وتجميلا وخضرة وإنارة هذا فضلا عن العمل الكبير الذى وقفنا عليه لخدمة مختلف طائرات الشركات العالمية التى يكفيها لمباشرة عملها من مطار بورتسودان عمليات الإجلاء الكبيرة فى ظل أجواء الحرب بكل سلاسة وسلامة يشهد عليها المجليون من مختلف الجنسيات وشتى البقاع دون تسجيل لأدنى ملاحظة،وحسب الشركات للعودة تعامل إدارة المطار مع حادثة الإنتنوف الوحيدة طيلة شهور الحرب،عربات المطافئ والإسعاف مركوزة و على اتم الإستعداد تحسبا ودرجات التأمين العالية موجودة و غير محسوسة لرصد كل شاردة خارقة وواردة مع زيادة الجولات عن بعد وقرب من الساحات الخارجية ،فلو الحال كذلك والامكانات اقل فى عز التدافع بسبب المخاوف الأمنية من قبل الرعايا الأجانب وكذلك السودانيين،فكيف يكون وساحات المطار تشهد طفرات بائنة تزداد معها ثقة العاملين بمواقف تتسع لاستيعاب فوق العشر طائرات دفعة واحدة بدل ثلاث أو أربع حاليا اتساعا يمتد لساحات ركن السيارات،وكما لاتغفل العمليات الإنشائية والتوسعية الأبعاد الإقتصادية للمطار بتطوير لافت لخدمات الجمارك بما يحقق الربط والرضاء،وتقف شامختان محطتا توليد المياه والكهرباء بما يكفى جمع المسافرين والمودعين والمستقبلين والمساكن الملحقة للعاملين،لن يدوم انقطاع للكهرباء فى مدرجات الهبوط والإقلاع لأربع ثوان وعموم المنشآت فى مطار بورتسودان الدولى بعقلية راجحة وجمعية وكلية بشرية متعاونة ومتفانية عملت على إستقطاب خبرات من كفاءات مطار الخرطوم المنكوب،القبطان العوض يتحدث باعجاب عن روح العاملين و القادمين من الخرطوم الذين ضحى بعضهم وخاطر لاجل تقديم خبراته،يبدو الإهتمام متعاظما باكمال الخطة الطموحة بتوفير الطلبيات المالية ولو من سنام المطار على رُقه،ولولا أن بعض الإنشاءات يتطلب إفتتاحها زمنا لبلوغ المواصفة العالمية دقة وصلابة وكفاءة لأتم العاملون وبما لمسنا من روح مرتدة بورتسودان على هجمة حرابة الخرطوم مطارا كامل الأركان معززة مواصفاته الدولية يعيد بعض ألق اجوائنا المفقود وخطوطنا الجوية مقصرة المسافات ومقتصدة التكاليف لشركات الطيران العالمى المقتربة من معانقة مطار بورتسودان مقصدا ومهبطا بديلا لطائرات قاصدة نظرائه هنا وهناك وأعين طواقمها عليه فى الغدو والرواح.