المقالات

خبر و تحليل.. إستراتجية الحرب الوجودية ، و تكتيكات المعركة السياسية.. عمار العركى

اين الجيش ؟ متى النصر و العودة ؟ لماذا الإبرة والعودة لجدة ؟ إلى آخر أسئلة نفاد الصبر المحدود و الإلحاح في طلب تأويلها بغض النظر عن مدى إستفادة العدو من التأويل و التعليل.
• خلال اليومين التي تلت خروج الفريق الكباشي و حتى الآن ، ضجت الساحة بجدال و نقاش وحول حديث منسوب للفريق كباشي عند زيارته منطقة كرري العسكرية عن “عودة الجيش لمنبر تفاوض جدة يوم الخميس القادم ” ،وأي كان دواعي ذلك النقاش بحسب ما هو متداول من إفادات سابقة تم التلاعب بها من قبل إعلام العدو، أو أن الأمر برُمته جس نبض للرأى العام ، أو أنه تكتيك من الجيش، إلى أخر الفرضيات و الإجتهادات و التي في أصلها نتيجة بلبلة و تشويش متعمد من العدو، إطار الحرب الإعلامية و النفسية قصد منها واحد من إثنين إجبار الجيش “للتأويل و التوضيح” الذي يكشف نوايا و خطط الجيش او السكوت عن ذلك ، بالتالي إحداث شرخ في جدار الثقة المتين بين المواطن و الجيش، ولأن الجيش واعي و مدرك لهذا الأسلوب فجاء التوضيح محسوب و مدروس و إكتفى الجيش بأن قال ” مقطع الفيديو و حديث كباشي قديم، كان فى مناسبة و توقيت غير مع نشر و تعميم الفيديو الحقيقي لحديث الكباشي أمام قيادة منطقة كرري .
• كذلك فإن الآلة الإعلامية للعدو تعمل على إلهاء و إشغال الرأى العام بعيداً عن ما يتم طبخه في “إثيوبيا” من جهة، و تشتيت التركيز و عدم الإنتباه لدواعي التحول و تغييرالمسمى من “قحت” إلى “جوع”، فمن قوى للتغيير والحرية بكل شموليتها الثورية والمدنية، إنكمشت وتقلصت في أحد آلياتها التنفيذية “المجلس المركزي” حتى هو الآخر تقلص وأُختصر على “أربعة أحزاب” تحت سيطرة و هيمنة أسماء بعينها بعيداً عن قواعدها و جماهيرها رغم محدوديتهم و قلتهم.
• عندما تشبثت تلك المجموعة الصغيرة الضئيلة بسفينة “الإطاري” وقبطانها “فوكر” و بوصلتها ‘الرباعية” التي حددت إتجاه الإبحار نحو “حميدتي” من أجل “الإنتصار والعبور إلى بر الآمان” ، و بعد أن غرقت السفينة بمن فيها، رمى مستخدمي العُملاء العديد من أطواق النجاة و التي فشلت و ضلت مراميها ، فكان هذا الطوق الأكثر ضآلة و إنكماشاً ليصبحوا مجرد “جبهة وطنية مدنية ” لإيقاف الحرب ، و في حقيقتها المثبتة والمعلومة للكافة أنها ( جبهة لا وطنية ) لإيقاف تهديد قواتنا المسلحة لمصالح وأطماع “مستخدمي العُملاء ” في الوطن السودان.
• هذه الحرب ليس مع تمرد الدعم السريع و لا مع ميلشياته الإرهابية ، و لا مع جناحهم السياسي المتحولون وطنياً و المتغيرون بحسب ما يطلبه مستخدميهم ، فهم مجرد ادوات و بيادق ، و لكن هذه الحرب مع من يستخدمهم و يحركهم كيفما ومتى ما أرد.
• العدو الحقيقي هو “مستخدم” العملاء كأداة ، مع أدوات أُخرى غير مرئية من ممارسة لضغوط سياسية دولية و إقليمية بإستخدام النفوذ و الهيمنة الدولية في إستغلال الآليات و المنظمات الدولية و تسخيرها لتحقيق المصالح و المطامع بالضغط على “السلطة العسكرية في السودان” بفزاعة القانون الدولي و حقوق الإنسان و الكيل بمكيال ” التحول الديمقراطي ، الحكم و السلطة المدنية ، حقوق الإنسان ….. الخ ” ، من مبادئ و أعراف القانون الدولي والتلويح بها لتطويع و تركيع السُودان وقواته المُسلحة.
• كذلك تجنيد بعض حكومات و كبار المسئولين بدول الجوار و الأقليم و تسخيرها للمزيد من الضغط و إخضاع على السلطة في السودان من خلال ما نراه من دعم سياسي و عسكري يقدم للميلشيات و حاضنته السياسية “قحت” إضافة إلى الضغوط الإقتصادية المعلومة و معروفة للكل .
• “المستخدمون” إستحقروا و قللوا من شأن قوات الشعب المسلحة و الأجهزة النظامية الأخرى المسؤلة وظيفياً و أخلاقياً و وطنياً جنودا مجندة لله ثم الوطن فإعتقدوا أن مسايرة و مسايسة البرهان رئيس مجلس السيادة “ضعف و تراخي” و أسقطوا ذلك على البرهان القائد العام للقوات المسلحة و فات عليهم أن البرهان الرئيس السياسي الحاكم بأمره ليس هو البرهان “القائد العسكري ” يأتمر بأمر الشعبثم رؤية نوابه و مساعديه و مستساريه من القادة و هيئة الأركان وصولاً للرأى العام وسط القوات من ضباط و ضباط صف و جنود .
• القائد العام يعمل وفق تخطيط إستراتيجي وفق ثوابت و قيم و مسئوليات لا يستطيع الإنحراف عنها ممثلة في (حماية تراب و حياض الوطن تحقيق إرادة و تطلعات الشعب) و التي وضح أثرها و تأثيرها على أداء القائد العام السياسي قولا مثال إبداله مفردة عبثية إلى وجودية ، و فعلاً بتنفيذ مخطط إستراتجية الخروج من القيادة العامة و ما تلاها من أفعال و تكتيكات في إطار المعركة السياسية غير المرئية و التي هي أخطر و أشد ضراوة من تلك العسكرية بالخطورة بمكان يجعل “الصبر” عليها فريضة و واجب من منطلق الثقة المتناهية في قواتنا المسلحة و قيادتها التي تعمل و تقود المعركتين العسكرية و السياسية ما ذكر وفق إستراتيجية عسكرية و و تكتيكات سياسية ضمن حرب وصفها الرئيس و القائد الفريق أول البرهان “بالوجودبة” هذا الوصف من المفترض أن يُغني و يسد الباب أمام أي إستفهامات أو ظنون تُشكك و تقدح في أداء الرئاسة و القيادة التي تدير المعركتين معاٌ بكل إقتدار و جدارة و وطنية فلا ترهقوا الجيش بمخاطر “تأويل” ما لم نستطع عليه صبرا “تأويل” يسعى العدو بكل ما أوتي من إمكانات الوصول إليه بإحداث هكذا ثغرات على الجدار فلا تكن أنت الثغرة .
• خلاصة القول و منتهاه:
• إبتداءً قبل و بعد الحرب قيادة القوات المسلحة تعي و تُدرك أن دول وساطة جدة ضمن “الرباعية” التي تأمرت و تتأمر عليها و تماهيها مع الملشيات و قحت رغم ذلك كان القبول بالوساطة و الذهاب إلى جدة و إدارة التفاوض بإستراتجية و إحترافية جعل سلاح منبر جدة يرتد بالسؤ على الملشيات التي رفضت تنفيذ ما التزمت به و أحرجت الوساطة المتماهية معها.
• هذه الحرب تتطلب إضافة للصبر ، التروي ورفع الحس الأمنى والوقائى وتحسس موضع الأفخاج والألغام ، فإستراتجية معركة مفاوضات جدة السياسية المحفوفة بكثير من إرتياب كونها ثغرة شبيهة بإستراتجية معركة المدرعات العسكرية بفتح ثغرات لدخول العدو (و إستدراجه إلى أرض القتل) ثم الإطباق، عليه و إبادته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!