المقالات

استراتيجيات.. د . عصام بطران يكتب: الناطقون الرسميون ..!

– مايقوم به المسؤوليين من ايضاحات اعلامية سواء كانت صحفية او مسموعة او مشاهدة او عبر “الميديا” الالكترونية او مايعرف بالتصريحات الاعلامية عبر المؤتمرات الصحفية والمنتديات والاحتفالات الرسمية .. وخاصة تلك التى تنقل عنهم مباشرة دون “فلترة” او عبر وسيط اعلامي متخصص او مايعرف بالناطق الرسمي للمؤسسة الذي يمثل الحائل مابين تصريحات المسؤولين “المشاترة” احيانا و”المستفزة” تارة اخرى والتي تاتي في سياقات متعددة اهمها واكبرها سياق الاتصال السياسي اذ ان هدف “الناطق الرسمي” يتمثل في تحقيق اثر سياسي متميز سواء في اوساط الراي العام او في اوساط نخب سياسية وفئات معينة من فئات “الفاعلين السياسيين” او “المفعول بهم” من عامة المستقبلين والمعنيين بالرسالة المرسلة من القائم بالاتصال ايضا وكذلك الاتصال والنشاط السياسي الموجه الذي يقوم به الساسة او الاعلاميون او عامة افراد الشعب والذي يعكس اهدافا سياسية محددة تتعلق بقضايا المواطن الضرورية المؤثرة في الحكومة او الراي العام او الحياة الخاصة للافراد والشعوب من خلال وسائل الاتصال المتعددة ..
– حديث قيادات الدولة عبر التصريحات الاعلامية التي تطلق للاعلاميين في الهواء الطلق دون متخصص او وسيط اعلامي في المؤتمرات الصحفية والندوات والمحاضرات وورش العمل دائما مايتصيد منها الاعلاميين النابهين التصريحات “المشاترة” والمستفزة في بعضها لتكون مادة اعلامية دسمة تخرج المسؤول من دائرة السكون الايجابي الى دائرة الحراك السلبي داخل الاجهزة الاعلامية .. فالمسؤول الذي يواجه الاجهزة الاعلامية بصورة مباشرة دون ان يلم باصول الاعلام ونظرياته ويمتلك رصيدا جيدا من الثقافة وادبيات الممارسة الى جانب العلاقات الجيدة مع كافة وسائل الاعلام والمامه بتفاصيل المهمة ورسالة الجهة التي يعمل بها حتى يستطيع ان يعبر عنها بشكل واضح ومقبول .. فهنا يبرز في المشهد العملي شخصيات وقطاعات حكومية قدمت جهدا يحسب لها في الصدقية والمهنية والمسؤولية استطاعت من خلاله ان تواكب الاحداث بكل شفافية ووضوح وحنكة وان تحظى بقناعة المجتمع ومعه الاعلام ..
– كثير من التصريحات الاعلامية التي تخرج من السنة المسؤولين وبعد ان تحدث ضجة اعلامية سالبة بسببها يتمنون لو انها “بلعت” قبل ان تخرج من افواههم ..
– “التغريد خارج سرب” الحكومة وسياساتها المعلنة خلال الازمات والحروب باتت صفة ملازمة لتلك الشاكلة من التصريحات “المشاترة” .. وياتي التصريح “المشاتر” والذي نعتبره زلة لسان لشخصية عامة كان من المفترض لما لديه من “كاريزما” ذات خلفية دبلوماسية توزن خروج الكلام من اللسان بميزان الذهب .. العبارات القاسية التي يطلقها المسؤولين بالدولة باتت مؤرق للبناء المؤسسي الحكومي ..
– ان مثل تلك التصريحات “المشاترة” لاتجد طريقا الى قلوب الناس وخاصة من هم يعيشون في ازمة قدوم الى المجهول بسبب الحرب وافرازاتها من ناحية السكن والتعليم والعمل وخلافه من مقومات كسب العيش الكريم بعد ان كانوا في بسطة من الحياة ومتاعها هم وابناءهم وعوائلهم الممتدة بالوطن السوداني الكبير ..
– ان اختيار العبارات في تصريحات المسؤولين تحتاج الى ضبط يراعي التركيبة النفسية لمن تتعامل معهم وتوجه حديثها اليهم حتى لاتمثل تلك التصريحات صدمة ارتدادية غير مرغوبة في مسيرة مؤسسات الدولة المعنية بمعالجة قضايا المواطن وازماته الفجائية وايجاد استراتيجيات تدمجهم في المجتمع وايجاد وسيلة للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم المكتسبة في الولايات الامنة وهذا الدور لا يلعبه الا فريق عمل متكامل مؤهل ومدرب من الناطقين الرسميين باسم المؤسسات السيادية المدنية والعسكرية لتوحيد لغة الخطاب الاعلامي للدولة في زمن الحرب ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *