
بسم الله الرحمن الرحيم
في مثل هذا اليوم ٢٤-١١-١٨٩٩م خاض الأنصار بقيادة خليفة الصديق الخليفه عبدالله بن السيد محمد آخر معركة فاصلة ضد الغزو الأجنبي. وقد استبسل الخليفه وصحبه الكرام وثبتوا ثبات الجبال الصم الراسخات واذاقوا جيش ونجت بعضًا من باس السودانيين ولا شك تفوق السلاح الناري ولم يتفوق الغزاة. وعندما عادت طلائع استخبارات الخليفه بالمعلومات التفصيلية عن جيش الغزاة ، قال الخليفه للمجاهدين(إني اعفو بيعتي ومن يريد ان يغادر المعسكر فانا عاف عنه لله والرسول فلتسقط الدولة ولتبقى الدعوة. ) وقد صاح الجيش الأنصاري صيحة ردد صداها المكان أننا نجدد البيعة حتى الموت في تاكيد على الموقف الذي لا تهزه العواصف ولا يقوده حب الدنيا او قبول عيشة الذل في (أم بنايا غش )، ففرش خليفة الصديق عليه السلام فروته واستقبل القبلة وأدى ركعتين والى جواره الأمير ود حلو وابو جكة والسيد الصديق بن الإمام المهدي ثم قدموا ارواحهم فداء لعقيدتهم ولوطنهم.
فسلام عليهم يوم يبعثون أحياء يسعى نورهم بين أيديهم وان شاء الله من أصحاب اليمين.
قال الشاعر فيهم:
امن ام دبيكرات اتاك مخبر..
ام زرتها تتنسم الاخبارا..
ام كنت حاضرهم غداة تجمعوا.. حول الخليفة ينشدون الثار..
انفوا الهوان فآثروا ان يطردوا …
بظبا السيوف عن البلاد العارا…
طلع العدو عليهم فتقدموا … متسابقين وفارقوا الاعمارا…
لله من جيش الخليفة فتية … اتخذوا الوفاء الي الممات شعارا.
رحم الله الخليفه عبدالله بن السيد محمد وصحبه الكرام وسلام على ذكراهم العطرة وحي الله مواقفهم المشرفة وصيحاتهم الملهمة.
والله أكبر ولله الحمد
د الصادق الهادي المهدي
٢٤-١١-٢٠٢٢م