
كتاب وما أدراك ما إكسبو الجرء إهداء إليك أيها القاريء ، فأنت أول من يستحق الإهداء ،.. إلى وطني الذي هو كالصحة لايعرف قيمته إلا من يفقده ، إلى أهلي الطيبين في كل شبر من وطني الحبيب ، وعائلتي وأسرتي وكل من أحبني وأحببته في هذه الحياة … إلى إبني العزيز ملهم عبدالدين الذي تمكّن بصعوبة والحاح مستمر من إقناعي وتشجيعي على كتابة هذا الكتاب ، إلى القائمين على أمر مشاركات البلاد لأن المشاركة بمعرض أهم من المشاركة بفريق كرة قدم ، ولأن الفرق بين الأهداف والوسائل يجب أن يشكل أول منهج للتدريس الإستراتيجي … ومن قبل وبعد .. نحتاج من إعلامنا جرعات تربية وطنية لأن نقص فيتاميناتها فينا كبير ومؤثّر . مدخل :-
كما وعدت في نهاية سلسة مقالاتي الأسبوعية قبل وأثناء انطلاق معرض إكسبو دبي 2020 والتي تجاوزت الأربعين مقالا ، بأن ماتناولته تلك المقالات ومالم يسعها تناوله من أسرار سأجملها في كتاب واحد ، وهانذا أفي بوعدي ، والمقصد الأساسي هو التوثيق لتلك المشاركة المثيرة التي عكست شكلا من أشكال الفساد المتجذّر الذي ناءت به بلادنا منذ استقلالها ، وسيلحظ القاريء تناولا لمجلس إدارة النادي السوداني بدبي والجالية السودانية بالامارات ، وسبب ذلك أن الحدث يقع ضمن جغرافيتهما ، وأن مجلس إدارة النادي السوداني بدبي الذي اختلفنا حوله في ذلك الوقت لابسبب أمر شخصي ، فليس ثمّة علاقات أو تعاملات أو معاملات تؤدي لخلاف ، ولاتوجد أسباب شخصية ، ولكن خلافنا معه كان حول الطريقة التي استولى بها على مقاليد الإدارة بالنادي والتي ألغت عودة الإنتخابات بعدما استمتنا في إعادتها بعد قرابة العقد من التوقف ، ولأن الطريقة التي أتى بها كانت حسب رؤيتنا لاتمت لأخلاقيات الجالية في شيء ، ولأنه أتى بخيانة واضحة من أحد أفراد المجلس الذي سبقه ، وأعلنّاها واضحة أننا ضدّ الطريقة وليس الأشخاص ، وعمدنا على الضغط على المجلس حتى يعيد النظر في موقفه ويدخل النادي من الباب لا النافذة إن أراد ، ويجري انتخابات لوفاز فيها فسنكون أول داعميه والواقفون معه طالما التزم بدستور النادي ، ورؤيتنا أو اعتقادنا المبني على تحليل الأحداث والحقائق كانت تجنح لتفسير أن ذلك المجلس جاء خصيصا من أجل إكسبو ، والنادي كان هو البوابة ، وأحداث كثيرة أثبت ذلك أقلها عقد اتفاق لإدارة إكسبو من جانب الشركة التي يديرها ويملك أسهما فيها رئيس ذلك المجلس ، ولأن معظم أعضاء ذلك المجلس كانوا هم المتحكمين في إدارة جناحنا في إكسبو ، ولأن قراءة أحداث إكسبو لاتستقيم بغير ربط مجلس إدارة النادي السوداني دبي بها .
الحدث مرّ كغيره من الأحداث مخلّفا الكثير من المرارات وكاشفا حجم الفساد الذي تنوء به مختلف المفاصل ، فمسؤولي الدولة الذين زاروا الحدث خلّف معظمهم علامات استفهام كبيرة حول زيارته ، والكيانات التي شاركت في الحدث معظمها انكشف الكثير من مستور فساده ، ومن الغريب أن جناحنا المكسور في إكسبو نقل فساد الداخل إليه وكان الجناح ثديا لإرضاع الكثيرين الذين لم يميزوا بين الحرام والحلال .