الخرطوم _ عزة برس
قابلت جموع الشعب السوداني وجماهير غرب كردفان التهدئة التي أخمدت وقوع فتنة كانت على الأبواب بين قبيلتي الحمر والمسيرية بمحلية أبوزبد بولاية غرب كردفان بارتياح تام.
وقد بذلت الآلية المشتركة بين القبيلتين من الحكماء من الطرفين جهود حثيثة لوقف الفتنة والتحريض على القتل والعنف.
الدعوات والمناشدات الكثيفة من مختلف المكونات المجتمعية والسياسية والأهلية للطرفين بوقف التصعيد والتهدئة والجلوس لحل الأزمة بالطرق السلمية كانت حاضرة طوال الأزمة وحتى اللحظة وربما تستمر حتى تنجلي الأزمة بصورة نهائية.
وتعود أسباب النزاع الأخير إلى خلاف حول ترسيم للحدود بين محليتي السنوط والنهود بولاية غرب كردفان.
وأصاب هذا الخلاف المراقبون بالدهشة والاستغراب لكون ان الطرفين ليس من مصلحتهما الفصل بين مصالحهم الحيوية فضلا عن مسالة الرعي فلا تعترف أبقار المسيرية بالحدود في رحلتها شمالا في موسم الأمطار تفاديا للناموس والباعوض و لم تكتفي ابل وضان حمر بأماكنها بل تتجاوزها إلى دار المسيرية حيث الكلاء والماء في فترة الصيف، فمن المستفيد إذن من هذا النزاع ؟.
ويتساءل المحلل السياسي الدكتور محمود تيراب عن محركات النزاعات القبلية في السودان وأسبابها من البحر الأحمر إلى دارفور؟ولم يستبعد الدور الخفي للسياسيين وأصحاب الأجندات من تجار الحروب وسماسرة الأزمات في زرع الفتنة بين القبائل.
الآلية المشتركة:
الآلية المشتركة لفض النزاع القبلي بين حمر والمسيرية هي نتاج اتصال تم بين نورالدين بوش (حمري) والدكتور محمد عبدالله ود ابوك(مسيري)، وهم صديقان جمعت بينهما الدراسة وفرقت بينهم دروب السياسة ،حيث عقد اول اجتماع بمنزل ود ابوك بحي المهندسين بعدد مقدر من ابناء حمر والمسيرية وفيه اتفق الطرفان بالقيام ولعب دور يسهم في نزع فتيل الصراع الذي نشب بين القبيلتين، وايجاد سبل للتهدئة، وإيقاف التصعيد وإرسال رسالة واضحة للمثقفين بإيقاف التناول الإعلامي عبر الوسائط المختلفة خاصه الذي يسهم في تأجيج الصراع ويزيد من نار الفتنه، والتأمين على أن أبناء القبيلتين بالخرطوم على قلب رجل واحد وباتفاق على لعب دور رسل للسلام والمحبة والتعايش، كما اتفق الطرفان على تكوين لجنة (خمسينية) أي 25 شخص من كل طرف، أيضا التام اجتماع أخر للجنة ببرج الدعم السريع خرج بتوصيات ومخرجات تتمحور وتنحصر في الآتي:
أولا: تهدئة وتهيئة المناخ عبر التواصل مع الجهات ذات الصلة (الحكومة المركزية والولائية والادارة الأهلية والمجتمع)، لإيجاد صيغه توصل الجميع لقيام مؤتمر للتصالح والتعايش تطرح فيه كافة القضايا، بين الطرفين وإيجاد صيغه ناجعة ومثلي ونهائية لكافة القضايا.
ثانيا :قيام مؤتمر صحفي للجنة يوم السبت 17 سبتمبر بوكالة سونا للأنباء لتشرح اللجنة الدور الذي تلعبه للإسهام في إيجاد خارطة طريق لنزع فتيل الأزمة، والتأكيد على أن أبناء حمر والمسيرية يد واحدة درءا للفتنة القبلية.
ثالثا :إرسال وفد من اللجنة في أعجل وقت للوقوف على الأحداث ميدانياً ومخاطبة الأهل بضرورة نبذ العنف والحفاظ على التعايش السلمي بينهم.
رابعاً :حث الإدارة الأهلية بين الطرفين لأحكام صوت العقل والحكمة، التي اشتهرت بهما للجلوس وحل الأزمة من جذورها.
دقلو النزاعات القبلية تدار عبر غرف من الخرطوم والخارج :
دعا النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو خلال لقائه الآلية المشتركة بين الحمر والمسيرية، أبناء المنطقة من حمر ومسيرية لتقديم نموذج يحتذى به ويسهم في إعلاء روح التسامح والتعايش، ودعاهم إلى إشراك كل القبائل المتواجدة والمتعايشة، في كل ما يتعلق بأمر المنطقة.
أوضح النائب دقلو في حديث قوي وصريح خلال لقائه بالالية المشتركة من الطرفين، أن الصراعات التي تحدث في كل أنحاء السودان، (مفتعله) وتقوم بها جهات تريد للسودان عدم الاستقرار، مضيفاً أن هذه الأحداث متجددة ومتكرره وكل يوم في موقع جديد قائلا:(بقينا زي بتاع المطافي، نطفي النار هنا تولع هناك) ، متسائلا عم ماذا يجني حمر والمسيرية من الحرب والصراع غير الخراب والدمار، متحسرا على ضياع الأرواح التي فقدت نفسها في صراع ليست جزء، كاشفا أن صراع القبائل في السودان يدار عبر غرف من الخرطوم ومن خارج السودان لإشعال نار الفتنه تمهيدا لجعل البلاد غير مستقره..
وأكد دقلو أن عدم توازن توزيع السلطة والثروة والتنمية في ولاية غرب كردفان تسبب في غبن مجتمعي قد يهدد في بقاء الولاية نفسها ، حاثا الجميع بعد قيام مؤتمر التصالح إيجاد حلول مرضية للطرفين توزع بها السلطة والثروة والتنمية والخدمات بعداله وشفافية تامة على أن تشترك في ذلك كل المكونات القبلية في الولاية دون إقصاء أو تمييز، متحسرا على الوضع المتدني للتنمية والخدمات، في حين أن الولاية من أغنى ولايات السودان بالموارد؛ الشي الذي يدل على وجود (فساد كبير)، يحتاج إلى تدخل من الدولة