يلعب الوعي الوطني في حياة الشعوب و الذي يكون منطلقا من الذات المتشبع بالحس و المسؤولية الوطنية.
فذاكرة تاريخنا السياسي تحتفظ بالكثير من الادوار الوطنية للطرق الصوفية في وطننا الحبيييب التي تتشاكس و تتعنت و تتصارع فيه نخبه و مثقفيه و احزابه و كياناته السياسية و رغم كل تلك المعوقات التي لم تزدهم الا تواضعا و حبا و عملا من اجله في الظل كما في الضوء لا من أجل طموح سياسي او شخصي او تحقيق غايات بل لأجل المصلحة و المسئولية الوطنية تجاه الوطن.
و إيمانا بذلك المبدا و الواجب و المسئولية الوطنية كان ذلك الدور في خدمة الوطن الذي لم يبخل عليه أبناؤه يوما بقدراتهم وجهودهم وحياتهم من اجل وحدته و استقراره و نهضته و عدم انزلاقه في براثن خطاب الكراهية و الفتنة و القبلية و العنصرية و الجهوية و الانقسامات و الاقتتال و الحرب بعد طول تضحيات.
فالمتامل لمبادرة العارف بالله الشيخ الطيب الجد ( نداء اهل السودان ) و الذي عمله و كرسه جهده لها و سعي فيها بالمبادئ و القيم و المسئولية الوطنية في لم شمل ابناء الوطن الفرقاء من الاحزاب و الكيانات السياسية والثورية و الشبابية و المجتمعية لتحقيق احلام و امال و تطلعات الشعب نجده
دعي في مبادرته كافة الوان الطيف و القوى السياسية و الاجتماعية إلى ضرورة ضبط النفس و العمل علي التوافق والشراكة الوطنية عبر الاتفاق و الحوار الوطني
من خلال نبذ التعنت السياسي و خطاب الكراهية و العنصرية و الجهوية لخطورتها علي على العملية السياسية و على البلاد برمتها و من اجل تحقيق ذلك كان علينا جميعا تحكيم صوت العقل و المنطق و تغليب مصلحة الوطن العليا بدلا من زعزعة أمنه واستقراره و العمل من أجل استكمال ما تبقى من شروط المرحلة الانتقالية و تنفيذ مخرجات هذا الحوار الوطني بالتعاون الجاد والصادق و المسؤولية الوطن تجاه الوطن من أجل تفويت الفرصة على من يسعون لجر البلاد نحو المجهول …
إن الحديث عن شخصية متميّزة كشخصية العارف بالله الشيخ الطيب الشيخ احمد الجد يظل حديثا فقيرا أمام ثراء هذه الشخصية الوطنية و التي تحمل بين ثناياها و عبر مبادرته المعقود عليها الكثير من طموحات الشعب المقلوب علي امره و الذي باتت امنياته بها تعانق السماء …. فالرجل ذو سيرة علمية و عملية و رؤية راسخة عميقة له مبادئ ثابتة وخارطة عمل و سعي دؤوب من اجل تحقيقها عبر التوافق الوطني حيث بذل كل ما في وسعه من أجل خدمة الوطن و قضاياه و لكم احوج الوطن في محنته التي يمر بها لمثل هذه الشخصيات الوطنية قبل فوات الاوان حيث لا ينفع الندم حينها.
كل حروف الضاد و كلمات الفخر والاعتزاز لرجل أحب بلاده وأخلص لها لن توفيه حقه فهو رجل و عالم و منارة علم شامخه حملت الكثير من الأعباء وتحدت الكثير من الصعاب لا لشئ إلا من اجل هذا الوطن و انسانه.
و لسان الحال يعجز عن منح هذه الشخصية جزءا من حقها لأنها من القلائل الذين يستحقون أن نبادل عطاءهم هذا بالشكر و التقدير و الاحترام و يعجز الفكر و اليراع أن يخط سطراً أخر في حق رجال صدقوا الله و الوطن فانت رجل بقامة وطن و ليت قومي يعقلون …. و لله درك يا وطن .
اترك رد