
يمكن تلخيص مآخذ الحزب الشيوعي على قحت، في التالي:
– قحت ترفع شعارات الثورة وتتفاوض على تحقيق مصالحها الخاصة
– قحت من دعاة الهبوط الناعم والمساومات التاريخية..
– قحت خاضعة لقوى خارجية إقليمية ودولية وتنفذ أجندتها..
– قحت بسلوكها الحالي تحاول اجهاض الثورة..
ردنا على هذه المآخذ كالتالي:
– قحت أعلنت مراراً وتكراراً أنها لن تدخل في شراكة جديدة مع العسكر، وبالتالي بأي لغة أخرى يمكن قول هذا الكلام حتى يكون واضحا ومفهوما للرفاق في الحزب الشيوعي؟! لأنه على الرغم من كثرة النفي الذي وصل الحزب إلا أن الحزب مصر على فرية الشراكة الجديدة مع العسكر..
– القوى الخارجية، سواء كانت إقليمية أو دولية، لا يمكن إبعادها عن الشأن الداخلي، ولابد من التحاور معها وإبقاء أبواب التواصل معها مفتوحة، ومحاولة اللعب على التقاطعات والتناقضات فيما بينها لتحقيق مكاسب للثورة، مع الحفاظ والثبات على غايات الثورة وأهدافها. أما التعامل معها على أنها الشر المطلق الذي لا يجب الاقتراب منه، فهذا سيدفعها لتقوية معسكر الإنقلاب والانحياز له..
– التفاوض مع العدو لا يعد خيانة ولا بيع للمباديء، وهو أمر متعارف عليه..
– الشارع لن يقبل بأي شراكة جديدة مع العسكريين، ولو كانت الشراكة ستنجح لنجح إتفاق حمدوك / البرهان.. بالتالي لو أتت قحت بأخون الخونة فيها وطلبت منه توقيع إتفاق شراكة جديدة مع العسكر فلن يستطيع لأن الشارع واقف له بالمرصاد، وخطوة كهذه ستقضي عليه سياسياً..
– ثم أن القيادات التي تثق فيها الجماهير تخرج من رحم العمل الثوري والنضالي، وقيادات قحت الحالية تعرضت لكل أشكال التنكيل والسجون في الفترة الماضية، ولم تبدل ولم تغير.. قولوا لي رجاء لماذا لم نر واحداً من كوادر الحزب الشيوعي خلف القضبان عقب الإنقلاب؟!
– قحت فيها تباينات داخلها، والعسكر والكيزان لهم رجالهم داخلها، لكن هؤلاء ليسوا كثيرين ولا مؤثرين، ومتواجدين بصورة أساسية في حزب الأمة، وهم من يعرفون داخل الحزب بجنرالات حزب الأمة، أمثال فضل الله برمة ناصر، وصديق الحسين، بالإضافة لبعض أولاد الصادق المهدي الذين يمسكون العصا من المنتصف، وكل هؤلاء لم يستطيعوا فرض مهادنتهم للعسكر داخل الحزب أو داخل قحت.. أما الحزب الاتحادي جناح مولانا، فهؤلاء بالكامل مع العسكر ولا وجود لهم داخل قحت… لكن كوادر لجنة إزالة التمكين وحزب المؤتمر السوداني وحزب البعث فهؤلاء لاشك في وطنيتهم وأصالتهم ومبدئيتهم، وبالتالي لن تؤتى الثورة من قبلهم..
– يا صديقي هناك صفة جينية في الحزب الشيوعي لا تغادره أبداً، ويجب أن تعترفوا أنتم بها، وهي أن الحزب الشيوعي يستحيل أن يعمل في جبهة وطنية نضالية عريضة دون أن يكون هو قائد لها.. كل تاريخكم يقول ذلك..
– الحزب الشيوعي منصرف بكلياته الآن لتخطئة الآخرين والهجوم عليهم، فلماذا لا يقدم لنا بدائله لتطوير العمل الثوري والنضالي لإسقاط الإنقلاب ؟! حتى مرحلة العصيان المدني الشامل لا يقول لنا الحزب ماهي خططه للوصول لها؟
– أنا أرى في الختام إستحالة انتظام الحزب الشيوعي في عمل جماعي ثوري مع آخرين، لذا أقترح عليكم أن يكون هناك إتفاق جنتل مان مع القوى السياسية الأخرى، مضمونه أن يناضل كل طرف بما يراه صواباً، وألَّا يهاجم بعضكم البعض، ولا يخوِّن، ولتكون الكلمة النهائية لهذا الشعب.. رأيكم شنو؟
…………………………
علي مالك عثمان