هنالك صراع خفي و جلي يقوم بين جمعين : جمع الجماعة التي لا تملك الا مردود عملها و تجميعة القلة التي لا تملك الا ما حرم الله, و هو العيش المرفه على حساب العالمين و العاملين.
و هكذا تتكدس الاموال و يكتنزها القلة الباطلة و الملاء السئ في مقابل تكدس الفقر و الحاجة لمن يقوم بالعمل و الكسب, و هذا هو التناقض الاساسي بين من يعمل و يجتهد و يكد و يتعرق و ياخذ في النهاية الاقل, و بين من ياتي بالكروموسومات و مردوفا على بغال السلطة الممتلئة و فرمانات اهل السلطان الوثيرة و لا يعملون و ياخذون بعد ذلك الاكثر و تجدهم يمتعضون من نقصان اسطول فارهاتهم واحدة او تاخر اثاثات احدى مكاتبهم العاطلة عن العمل اسبوعا. , و لا يدري الناس بالبلاد هل هم داخلها ام خارجها, و في واقع الامر فكل ذلك سواء’ حيث لا يحس لهم اثرا و لا ركزا, سوى السارينات ليزداد الضجيج و الجعجعة و لا نرى طحنا.
و هؤلاء هم سبب العوز و الفقر و الازمات و الملمات التي تعصف بنظام الانتاج و الازمة الاقتصادية’ مما يولد الحاجة للثورة’و بالتالي الانطلاق نحو الحرية.
ان لب الدين ليس هو العبادات من وضوء و غسل و جنابة و زواج و طلاق و انما المعاملة و السلوك و حسن الخلق و العدالة’ و ليس تقليدا اعمى لزمان ليس بزماننا ’ فان التقليد يبطل العبادة’ و مقولة ما ترك الاولون للاخرون شئيا هي مقولة باطلة و مضلة من اساسها’ و هذا هو ابن تيمية يقول لا تقلدونا و لكن تعلموا مثل ما تعلمنا.
لن تتقدم الامم دون اصلاح ديني و ثقافي و فكري’ ان خطورة عدم التجديد الديني و التفكير الحديث في امور الحياة يؤدئ الي تقليل اثر الدين في الحياة و اظهاره للناس بعدم المواكبة و هو من هذا براء’ و بالتالي يؤدي الي تركه و الكفر به كما حدث في اوروبا و الشرق الاوروبي.
ان البيعة الشهيرة في الاسلام لم تكن دينية فقط و انما قبول الرسول او الامام حكما و الانضمام له و حمايته’ و بالتالي كانت انتخابا لراس الدولة و ذلك من نوع الاختيار الحر و الترشح و الديمقراطية.
الم يكن صلى الله عليه و سلم يطلب تجديد البيعة عند المدلهمات ’ و ذلك هو االاستفتاء عينه’ اليست الشورى هي تسيير ذاتي للمجتمع و مؤسساته.
ان الاسلام اخوة في الدين و اشتراكية في الدنيا’ كما قال بن الخطاب رضي الله عنه( ما من احد الا له ففي المال حق’ فمل و بلاؤه و الرجل و حاجته).و هو تصديق لما قاله امير المؤمنين علي كرم الله وجهه( ما تمتع غني الا من جوع فقير) و عليه و في ظل هذا التراث الضخم نكون كممن بيده مصباح كهربائي لم يشغله’ بينما يمشي و هو يتخبط في الظلام و يا له من ظلام.
ان سياسة الولاء و البراء و تقديم اهل النسب و المصاهرة و المحسوبية و الواسطة التى عمت بلادنا ’ و ما نراه من تطفيش للكوادر المؤهلة و مطاردة و ملاحقة اهل العلم و المعرفة لصالح اصحاب الحلاقيم الكبيرة و العقول الصغيرة سيؤدئ في النهاية الى صدام ما بين ظلام الظلم و حقيقة الحق و دون شك فان هتافات ( هي لله) لن تحل احدا’ من ايدي رفعت بالدعاء و احيانا بالاخاء كما قالوا حديثا و لكنهم نسوا و تناسوا ’ ان من اكل و شرب و نما لحمه من اكل السحت و نهب المال العام و حج و اعتمر من الحرام و اموال اليتامى و المساكين’ فانى يستجاب له.
اترك رد