منوعات

الحلقــة الثانية.. ( مرض الدِكتور فمن يُداويه) بقلم: أ. سليمان البري


عزم الدكتور سامي ان يذهب هو والاستاذ أحمد حتي يحضر (سيرة) العريس ويرى عادات وتقاليد اهل تلك القرية الأستاذ أحمد يدرّس في هذة القرية عدة سنوات وأخذ من طباعهم السمحة وملامحهم الريفية، جاء للدكتور حيث قال: يادكتور ( الليلة عاوزك تمشي معاي السيرة وتشوف العريس وكيف حفلاتهم)
تهيئا الدكتور ولبس جلابيته وشاله ومركوبه الجديد ( جنينة)
وذهبا يتجاذبان أطراف الحديث
أحمد قائلاً : والله يا دكتور الجلابية جايا معاك تب
بس خائفك تلقي (منى) وتشيل قلبك هههه
الدكتور يا زول انا ماعندي رائ في بنت نحن جينا لعمل وأداء رسالة يا أستاذ.
الأستاذ والله مُــني دي البشوفها كله بنسى الواجب والمستحيل
انت بتشوف وبراك بتجيني تسأل
(مني خليل) فتاة من حسان اهل القرية كل من ينظر إليها تصيبه لعنة العِشق ولكنها تعامل الناس ببراءة وطيب خاطر وتواضع جم.
وصل الشباب الدكتور وأستاذ أحمد مكان المناسبة ورحب بهم اهل البيت واهل القرية وقالوا لهم تعالوا افطروا اول بعد دااك تعالوا مع الشباب فقالا والله فاطرين جاهيزين وماعاوزين الا ســلامتكم
فرفضوا اهل البيت ذلك وحلفوا إلا يطيبــوا خاطرهم فوافقوا علي شرب القهوة فقط
(طبعاً يوم الســـّيرة مافي اكل عند اهل العريس إلا قدح صباحي كدة إسمه قدح العريس من يحضر يفطر ومن لايحضر لايلوم اهل الدار)
فاليوم توجـد عادة عندهم إسمها مسوح العريس وهي عادة قديمة كادت ان تندثر، وفيها يقمن اخوات العريس بإختيار مكان في البيت يسع الجميع رجالاً ونساء وهي ساعة من الزمن واذا لم يحضــرها الانســان فيتعبر نفسه لافائدة من مجـئيه المناسبة
بعد إختيار المكان المناسب يقمن البنات بفرش البساط ( الفرشات)
وقديماً توضع (حصيرة) يجتمع كل الشباب من الجنسين في هذا المكان ويجلس العريس متوسطاً ومعه وزيره ويوضع امامهم ( ريحة المسوح) وتجلس أخوات العريس واقاربه من البنات ويعملن علي وضع ( الضًريرة في منتصف الراس مع تقديمها قليلاً)
والبنت التي قوم بوضعها شرطاً يكون والديها علي قيد الحياة هي عادة هكذا فممكن من اخواته او اي اقاربه
وبعد وضع الضّريرة للعريس ووزيره يقمن بدلك العريس بالمحلب نهاراً وامام الملأ ( كان قديماً العريس يدلك جميع جسمه باستثنا ( مابينا السرة والركبة)
ووزيره يديه ورجليه فقط.
ويوضع علي أعينهم ( الكُحل)
وفي اثناء هذة اللحظة، كان الدكتور متواجد بتلك اللّـمة فلمح فتاة في قمة الجمال الريفي الذي يخلو من اي مُحسنات صناعية
من مكياج وغيره
ولكنه استدرك انه ضيف ويجب عليه كف النظر ، حاول جاهداً ان لا يعيده ولكن هيهات فقد كانت (مـُني) التي ذكرها الأستاذ له وهي تاخذ العقل والقلب معاً دون إستذان
فاسترق النظر وكرره عِدة مرات
حتي راته مُــني يُحدق فيها خِلسة
ـ فتفحصت وجهه ووجدته غريب ليس من اهل القرية
وكانت بجوارها صديقتها
فاطمة فغمزت لها ان هنالك شخص غريب ينظر لها نظرة فيها نوع من الاندهاش
وكانت فاطمة قد زأرت المركز الصحي يوم الافتتاح والتقت بالدكتور
فقالت لها انه دكتور سامي
رجل مهذب وخلوق
ولم يسترسلن في الحديث كثيراً
لان اليوم يوم فرح وطرب والكل مشغول مع الحفلة فكانت الحفلة في فناء بيت كبير وكانت بالدلوكة والعرضة المشهورة في كل بقاع السودان لوقت قريب
ومن الملاحظ كادت ان تندثر تلك الثقافة.
وفي وسط النساء اللائي يشكلن نصف دائرة والرجال يكملون نصفها الآخر
يعرض العريس ورفاقه بحماس ووقار وشيء من الفخر وتتغنّ النسوة بجميل الترانيم وأعذب الالحان واجملها
ففي هذه اللحظة

تابع بتعليق ليصلك الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!