الأخبار

تأملات .. جمال عنقرة يكتب : الفريق كباشي ..(شفنا فيك ملامحنا)

عندما وقعت أحداث الحتانة المشينة أثناء زيارة ابننا عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي لمنزلنا للمعاودة بعد وعكة صحية اصابتنا تجاوزتها بسلام بفضل الله تعالي، فعندما وقعت تلك الأحداث التي كان ابطالها صبية من أدعياء الثورة، تلقيت عددا لا حصر له من الإتصالات والرسائل، تشجب كلها ذاك الفعل القبيح وتعلن وقوفها وتضامنها مع الفريق كباشي، فجاءت الواقعة بعكس ما كانوا ينشدون، واظهرت إعجاب ومحبة الشعب لهذا الضابط العظيم.
ولما ظهر في الفترة الأخيرة كتاب عشاري العنصري الجاهلي، وكال فيه السباب النتن للضابط العظيم، وللقوات المسلحة، وللسواد الأعظم من أهل السودان، تجددت النصرة الشعبية للضابط العظيم، وتعاظمت أكثر عندما راجت في الاسافير مواقف شامخة للضابط العظيم الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، تؤكد غيرته العظيمة لشرف الوطنية والعسكرية اللذين لا يدانيهما شرف، ثم تجددت الرسائل والاتصالات بي من كل حدب وصوب، تعلن النصرة والوقوف مع الضابط العظيم، والذي صار أكثر من يجسد آمال وأحلام أهل السودان جميعا، المدنيين قبل العسكريين، وأولاد البحر قبل أولاد الغرب.
وشهادتي في الضابط العظيم ليست مجروحة، ففضلا عن صلة القرابة التي تجمعني معه وتتيح لي معرفة ما لا يعرفه آخرون، فتعود معرفتي المباشرة له إلى نصف قرن من الزمان، خمسين عاما بالتمام والكمال، عندما جيء به من الدلنج بعد أن أصابه كسر في رجله، وكان وقتها لا يزال طالبا في الثانوي العام، وكنا نعرف والده كباشي، ونزل مع والده في بيت ابن خالتنا، وخالة والده أيضا الرقيب أول الطيب احمد آدم ابن خالتنا بخيتة بت ريحان في قشلاق الهجانة بالأبيض، وكما أشرت في مقال سابق إلى أن جدة والده لأمه حبوبة بخيتة شقيقة جدي لوالدتي الشيخ جبارة عمر أحد أشهر الرموز المؤسسة لمدينة أم روابة عروس النيم، وأحد اقطاب الطريقة التيجانية، وجدنا جبارة كان قد بايع الإمام المهدي عليه السلام في قدير، وشارك في تحرير الخرطوم، ثم شارك في كرري وأم دبيكرات، وكان معه في تلك الرحلة الجهادية الوطنية شقيقه نيل، وابن عمه ريحان، وهؤلاء هم أجدادي واجداد الضابط العظيم الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، ولقد قدمت هذه الأسرة عشرات الأبطال للعسكرية السودانية، لعل اشهرهم أخي الشهيد العقيد داود ريحان بطل ملحمة قوقريال المسجلة ضمن ملاحم البطولات العسكرية السودانية.
الفريق أول ركن شمس الدين كباشي له سجل حافل بالبطولات والمواقف، والتميز والانضباط منذ أن كان طالبا حربيا، ومعلوم أنه كان في السجلات ثاني الدفعة ٣١ في الكلية الحريية، ولم يتفوق عليه الأول في شئ سوي البيادة، ولكنه ظل يحتل المقدمة بعد ذلك لم يفارقها في إمتحان عسكري أو أكاديمي، ويعلم العسكريون جميعا أنه كان معلما مميزا ومتميزا، وكان في ذات الوقت مقاتلا شرسا، واستراتيجيا عميقا، وهو الوحيد من العسكريين في مجلس الثورة الذي كان عضوا في هيئة قيادة الجيش قبل الثورة، فلقد كان يحمل رتبة الفريق باستحقاق، وكان نائبا لرئيس هيئة الأركان للتدريب.
ومن المواقف المشهودة للفريق كباشي أنه لما اعتدت مجموعة متفلتة تحمل السلاح علي مواطنين عزل في جنوب كردفان ذهب إلى هناك، وقاد الجيش بنفسه لدحر أولئك المتفلتين، ويقنهم درسا لن ينسي، وأكد لهم بيانا بالعمل أن الجيش يعلو، ولا يعلي عليه. وكانت تلك رسالة تطمين للمدنيين والعسكريين معا علي حد سواء.
وأذكر عندما راج في الاسافير، وفي بعض وسائط التواصل الإعلامي، وفي كثير من المواقع أن هناك مبادرة تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة ليتخلي السودان عن منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا مقابل ثمانية مليارات من الدولارات، ليتم استثمارها زراعيا بخيرات إسرائيلية، وايادي حبشية، فبينما صمت الجميع عن ذلك، شد الضابط العظيم الفريق أول ركن شمس الدين كباشي الرحال إلى الفشقة، وادي صلاة العيد مع القوات المرابطة في ذاك الثغر العزيز، ثم خاطبهم بعد الصلاة معلنأ رفضهم لمبادرة بيع الفشقة، فؤاد مشروع البيع الرخيص في مهده، وعلا مقامه عند الجيش والشعب معا، وصار أكثر من يحمل سمت الشعب السوداني وأفضل من يعبر عنه، ويحمل ملامحه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!