– بعيدا عن التوجهات السياسية وتقاطعاتها الا ان اسناد منصب الوالي لقيادات الخدمة المدنية من فصيل قدامى الضباط الاداريين امر يستحق الوقوف وتقديم السند للفكرة ..
– الطيب محمد الشيخ الامين العام الاسبق لحكومة الخرطوم والوالي المكلف لولاية كسلا السابق رجل سجل موقف يحسب لصالحه وكما يقال: “الرجال مواقف” .. والرواية المتواترة تقول: عندما تولى ايمن نمر منصب والي الخرطوم وجد الطيب الشيخ امينا عاما للحكومة وقد اتى به للمنصب وزير الحكم الاتحادي – والي الخرطوم المكلف انذاك د. يوسف الضي حيث كان قبلها مديرا تنفيذيا لمحليتي امدرمان وبحري ..
– جاء نمر يحمل غبنا على كل ماهو قديم صالحا ام طالحا .. ظالما او مظلوما .. واتبرى دون مشاورة الامين العام للحكومة الطيب الشيخ باصدار قرارات صادمة بقائمة من الاعفاءات عن التكليف الاداري وهذا عرف لم يسبقه عليه احد من قبل .. فقد عرفت الحقب السياسية المختلفة الفصل من الخدمة بمسميات مختلفة من قبيل التطهير وكنس اثار مايو والاحالة للصالح العام وازالة التمكين ولكن ان يعفى موظفا بالخدمة المدنية من التكليف الاداري هذا ما لم يحدث قبل الوالي نمر .. وشرحا للعبارة: “انت في الدرجة الاولى او الثانية مدير ادارة عامة “فجأة” تبقى لافي ساكت بدون اعباء وتجي تصرف الماهية اخر الشهر هههه” ..
– المهم في الامر ان الامين العام للحكومة الطيب الشيخ وبحكم الاختصاص امتعض من قرار الوالي نمر باعفاء عدد ٣٤ ضابط اداري تنفيذي جلهم قامات وكفاءات ادارية تميزا في الاداء المهني والاخلاق وجعلهم بدون اعباء بمجلس الحكم المحلي ..
– اما الموقف الذي اتخذه الطيب الشيخ تجاه الولي “نمر” صياغته لمذكرة دفع بها لوزير الحكم الاتحادي وقتذاك استنكر فيها اجراءات “نمر” التعسفية وعدم مشورته في امر من اختصاصاته كامين عام للحكومة ..
– اتخذ الوالي ايمن نمر قرارا متعجلا باعفاء الطيب الشيخ من منصب الامين العام للحكومة ردا على موقفه الشجاع تجاه زملاءه بالخدمة المدنية وتجاوزه في اتخاذ قرار من اختصاصه ..
– عقب اقالة نمر للطيب الشيخ تم تكليف الاخير واليا مكلفا لولاية كسلا في اعقاب اضطرابات دامية اشتعلت في الولاية احتجاجا على تعيين الوالي عمار انذاك .. وقد نجح الطيب الشيخ في اعادة الهدوء والاستقرار لولاية كسلا وذلك بحكم خلفيته “التكنوقراط” وتوافقه مع قوى الخدمة المدنية في مسافة واحدة اساسها الاداء المهني والبعد عن التكتلات السياسية والحزبية مما جعل هناك تناسقا انعكس على ايجابا على الاداء المؤسسي بالولاية ..
– نحسب ان الطيب محمد الشيخ يعد نموذجا ل”التكنوقراط” مثله مثل سلفه الاستاذ/ احمد عثمان حمزة الذي وضع بصمة مهنية احترافية واضحة بالخرطوم رغم قصر المدة التي قضاها امينا عاما للحكومة واليا مكلفا ..