الخرطوم ـــ عزة برس
قال القائد مصطفي نصر الدين تمبور رئيس حركة تحرير السودان لدى استضافته اليوم بمركز اشراقات الغد للدراسات والتنمية في تنوير حول رؤية حركة تحرير السودان حول الراهن السياسي والأمني والاقتصادي بحضور مجموعة من قيادات الحركة للشؤون التنظيمية والسياسية والتنفيذية والإعلام أن دوافع الحروبات في السودان معظمها اقتصادية بسبب الفقر ونقص والتنافس على الموارد مما دفع الكثير من ابناء الوطن لحمل السلاح ضد النخب الحاكمة في المركز على مر الحكومات منذ الإستقلال.. وقال إن فاتورة الحرب ظلت باهظة جدا تمثلت في تدمير البنيات التحتية وإعاقة مشروعات التنمية والتطوير الأمر الذي جعل كل هذه القضايا من أولويات التفاوض في جوبا لأجل الوصول إلى مشتركات وطنية مؤكدا أن البلاد الان بحاجه الى جمع الصف الوطني وتطوير الخطاب السياسي ونبذ العنف وطرح رؤية واضحة تخاطب جذور المشكلة السودانية وتعالج مشكلة معاش الناس.. مؤكدا غياب المشروع الاقتصادي الواضح في الواقع السوداني.. مشيرا إلى نقاش مستفيض تم في جوبا أثناء المفاوضات عن الواقع الاقتصادي وكيفية الاستفادة من الموارد وتحقيق النهضة والتنمية مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية هي أزمة وطنية تتطلب تحرك جميع الأطراف لتدارك الانهيار الاقتصادي الذي لا تستحق البلاد أن تكون فيه..داعيا إلى معالجة الاختلالات الاقتصادية بتنفيذ الدولة سياسات مالية راشدة وتنويع مواعين الإنتاج ورفع الانتاجية والاهتمام بالقطاع التقليدي..
وقال تمبور أن اجازة قانون الحكم الاقليمي في هذا التوقيت مهم جدا واستحقاق بإمتياز نصت عليه اتفاقية جوبا يحدد مستويات الحكم وطبيعة العلاقات بين الولايات خصوصا بعد انعقاد مؤتمرات الحكم والادارة في الولايات وبحضور الكثير من أطراف العملية السلمية.. مشيرا إلى تردي الأوضاع الإنسانية في دارفور بعد مغادرة البعثة المشتركة الأمر الذي قاد إلى كثير من التفلتات متمنيا التوفيق لحاكم الإقليم القائد مني اركو مناوي ومساعديه من ولاة ولايات دارفور.. مؤكدا أن كل حركات الكفاح المسلح التي ناضلت ضد النظام السابق كان همها المواطن السوداني وقضايا معاشه وإزالة كافة أشكال الظلم والتهميش والاضطهاد المنظم نافيا أن تكون حركات الكفاح حركات إقليمية همها فقط مواطن منطقتها.. مشيرا إلى كثير من الجماهير التي تقف مع هذه الحركات في كافة مناطق السودان في الشرق والوسط والشمال والغرب.. وقدم تمبور تنويرا عن ملف الترتيبات الأمنية واصفا تنفيذه بالبطي حتى الآن مؤكدا على بذل مزيد من الجهود مع حكومة الانتقال حتى يسير هذا الملف المهم جدا إلى الأفضل.. مشددا على الدور الكبير الذي ينتظر أن تلعبه قيادات الإدارة الاهلية خصوصا في إقليم دارفور لعقد المصالحات وتحكيم صوت العقل للوصول إلى سلام دايم وأوضاع إنسانية وامنية مستقرة.. وقال تمبور أن التحديات التي تواجه البلاد جسيمة تتطلب من الشعب مساندة الحكومة الانتقالية لتجنب الانزلاق نحو الهاوية داعيا الأحزاب السياسية للتسامي على المرارات التاريخية.. مؤكدا أن تنفيذ سلام جوبا وعودة النازحين وتحقيق التنمية مرتبطة بنجاح الحكومة في تحقيق السلام الشامل..
وتناول تمبور الأوضاع في إقليم دارفور مؤكدا أنها في حاجة ماسة لجهود الشركاء لإعادة ما دمرته سنوات الحرب من خلال تنفيذ اتفاقية السلام.. راهنا التعافي في دارفور بتنفيذ الترتيبات الأمنية حتى لا ينهار الاتفاق.. مشددا على ضرورة التمسك بالحوار وصولا إلى بر الأمان وتجنيب البلاد المنزلقات الخطيرة..
وحذر تمبور في ختام حديثه من الاستقطاب الحاد وتفشي خطاب الكراهية ورفض الآخر مؤكدا أن الوطن للجميع..
جدير بالذكر أن عديد من البروتوكولات والاتفاقات سيتم تنفيذها في الايام القادمة بين الحركة ومركز اشراقات الغد في مجالات التدريب والتأهيل وشروحات اتفاقية السلام..