خلال لقائه مع الصحفيين بالقاهرة في 7 أغسطس الماضي دافع رئيس الوزراء عن تأخر تشكيل حكومته رغم تكليفه في 19مايو الماضي، واوضح رئيس الوزراء أنه لم يتأخر ولكنه حرص على اختيار وزراء من الكفاءات الوطنية المستقلة، وأجرى معهم مقابلات شخصية، وأن أي وزير سيتم مراجعة عمله بعد 3 شهور، وكل وزير تقل نسبة أدائه عن 80% سيتم تغييره.
بالطبع لم تكتمل مقاعد مجلس الوزراء بعد..فلا تزال الحكومة بلا وزير خارجية وبلا وزير للبيئة والإستدامة.
الحكومة حتى الآن ليس لديها برنامج ولم تجتمع لإقرار أي خطة حسب أول اجتماع رسمي لها في الخرطوم مؤخرا.
الوزراء الذين أدوا اليمين وباشروا مهامهم يعملون ببرنامج خاص بهم أو بلا برنامج أصلا، لأن الحكومة تمضي بتحركات وخطوات لم يعتمدها مجلس الوزراء..إذن كيف سيحاسبهم رئيس الوزراء على برنامج لم يتم إقراره بطريقة رسمية وقابل للقياس.. أم سيحاسبهم على الإجتهاد والتحركات المنفردة فمنهم من نفذ زيارات خارجية وآخرون في رحلات داخلية ومنهم من يقابل ويودع في مكتبه.
في وقت الحروب تعمل الحكومات بخطط طوارىء والتعاطي مع الأزمات والاختناقات..نرجو أن يستعجل رئيس الوزراء بطرح برنامج حكومته،وتشكيل مجموعات عمل وزارية لحل القضايا الملحة بالأزمة الإقتصادية والمعاشية وكيفية تحريك عجلة الإنتاج وسوق العمل وخاصة نحن في موسم زراعي يبشر بانتاجية عالية.
بالإضافة إلى مجموعات عمل أخرى خاصة بالصحة والتعليم والكهرباء والمياه وتهيئة البيئة لعودة النازحين واللاجئين،وترسيخ السلم الإجتماعي والتعايش السلمي.
التباطؤ في تحرك الحكومة وسعيها الخجول في التعامل مع الأزمات الراهنة ،وغياب الخطاب السياسي والإعلامي سيضعف ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة وتراجع الأمل في “حكومة الأمل”،وسيترك فراغا وطبيعة الحياة لا تقبل الفراغ.
