المقالات

زوايا المرايا.. د.زينب السعيد تكتب: السفارة السودانية بمصر رؤية جديدة

لم تكن جمهورية مصر العربية من قبل تضم جاليه سودانية بنفس الحجم والتباين ،كان اغلبهم طلبه أو أسر قليله لاتتفاوت حاجاتهم اكثر من احتياجات الطلبة ،لابل كان الدخول للسودانيين ضمن اتفاقيه الحريات الاربعه ،وحين تأتي للسفارة الكائنة في شارع الشاطوري بحي الدقي تدخل بسهوله ويسر ولاتجد كبير عنت ولا ازدحام ولاصفوف ،تغيرت الظروف بعد الحرب الجائرة علي السودان ونزحت مئات الالاف من الأسر السودانية بكل مكوناته شيب شباب أطفال نساء رجال لمصر وتغير المكون مع تغير الظروف وبالتالي تغيرت الاحتياجات ،سيما بعد فقد معظم الأسر لاوراقهم الثبوتية ضرورة إلحاق الابناء بالمدارس والجامعات والبحث عن أعمال لان الحرب المستعره في السودان جعلت من جمهورية مصر الشقيقة مكان للاستقرار ومتابعة الحياة التي لاتتوقف بتعاقب الليل والنهار …موت …زواج طلاق ..ووو غيره ضاقت الشوارع المؤدية الي السفارة بأصحاب الحاجات وتكدس المواطنين في الصالات الضيقة ،وانفتح علي طاقم السفارة محدود العدد سيل منهمر من الطلبات والاحتياجات ولكن لان من لايشكر الناس لايشكر الله أود أن اسجل صوت شكر للسفارة السودانية بجمهورية مصر ممزوج بخالص الدعوات من أصغر موظف حتي القمة (السفير الإنسان المهذب الخلوق الفريق عدوي )الذي طالما شهدته يتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه ولايفتر والذي سيسجل التاريخ انه في عهده استطاع ان ينتزع (من براثن الاسد )مبني جديد للسفارة غايه في الروعة والنظام بمنطقة التجمع الخامس (يليق بالإنسان السوداني) ،سيسجل لهم التاريخ هو وطاقمه علي رأسهم سكرتيرة مكتب (الأستاذة دعاء النحلة الملبية لحاجات الناس ذات اللطف الأسر والاحترام للصغير والكبير ،والتي تجيد فن التعامل وتنظيم الثواني والابتسامة وهي في قمة الضغط )مرورا بالقنصل الصبور الذي يجلس حتي المساء لامضاء آلاف الأوراق بعد أن تنسقها (نجلاء )التي يزدحم في رأسها العشرات في مكتبها الضيق فلاتكاد تبين من بينهم …تحية تقدير لكل طاقم السفارة في كل المكاتب فقد كانوا بحق (دولة كاملة )وحكومة ترعي الشؤون في ظل ظروف قاسية لقد نجحوا في تحمل ضغط العمل ،وتنوع المطلوبات وتعدد المهام (ذات الاصطاف مقابل الالاف يوميآ بلاكلل ولاملل في تلك المساحة التي لاتسع الانفوس كبيرة تعرف معني كلمة وطن …دبلوماسية رفيعة بحق ،من الأبواب ماهر وعلاء وصحبهم ومن شبابيك القنصليه عيسي والرفاق …مكان التصوير شباب يقضون اكثر من ساعة في طفل واحد (لأخذ صورة فوتوغرافية لرقم وطني اوجواز )!!صحيح ان كل مايفعلون من ضمن اختصاصهم ومهامهم ولكن لان تخدم عشرة أشخاص لايستوي وخدمة الف بذات الصبر والتحمل …
بعض الناس يقايس الأشياء والمواقف علي نفسه ويبحث عن نقص وعثرات الآخرين ولايري الا النصف الفارغ من الكوب …اتحدى سوداني واحد ذهب الي السفارة ولم يقض مطلبه ..اما المعاناه فتلك لسبب واضح (انت لست وحدك صاحب الحاجة)وثانيآ ضيق المساحة ..والتي بفضل الله وجد لها حل جزري وسيجد المواطن السوداني مايستحق من احترام بدل الوقوف في الطرقات وتحت ظلال الأشجار…هي نقلة نوعية تتماشى مع اعمار السودان ووضع المواطن في مقامه المستحق …شكرا سعاده السفير وكل طاقم السفارة فقد اثبتت الايام انكم نموذج للدبلوماسية ..
زاوية أخيرة ..
إيّاك أن يهزمك أحد أو تهزمك الڪلمات ..
فما قيل عنك لا يُنقِص منك..
وما جهلوه عنك لا يعڪسك
قيمتك في ذاتك لا في أفواه النّاس ..
وانتصارك الأڪبر أن تبقى واقفاً ..
حين تظن الحياة أنّك ستنحني ••

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *