
بقلم: أنيس منصور – صحفي يمني
كشفت مصادر مطّلعة عن دورٍ إماراتي بارز في تعطيل اجتماع اللجنة الرباعية حول السودان، والذي كان من المقرر عقده في العاصمة الأميركية واشنطن، وذلك على خلفية خرق واضح لاتفاق مسبق بين الأطراف المشاركة.
وبحسب المعلومات، فإن الرباعية – التي تضم الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات – كانت قد توصّلت إلى تفاهم يقضي بعدم إعلان أي جهة سودانية لتشكيل حكومة جديدة، تجنّبًا لمزيد من التصعيد في المشهد السوداني المعقّد.
لكن الإمارات، وفي خطوة مفاجئة، شجّعت ميليشيا الدعم السريع وذراعها السياسي “تأسيس” على إعلان حكومة موازية، في تحدٍ صارخ لهذا الاتفاق، ما دفع بالأزمة إلى منحنى أكثر خطورة.
ووفقًا لتقارير دبلوماسية، فإن أبوظبي تعمّدت الذهاب إلى واشنطن وهي تُدرك مسبقًا أن إعلان حكومة “تأسيس” سيكون بمثابة لغم سياسي يُفجّر الاجتماع، مما أدى إلى تعثر جهود صياغة خارطة طريق تُفضي إلى وقف إطلاق النار والانتقال السياسي في السودان.
كما أشارت مصادر مطّلعة إلى أن الإمارات طرحت، قبل يومين من الاجتماع، مقترحًا بإقصاء القوات المسلحة السودانية من المشاركة في الفترة الانتقالية، مع احتمالية استبعاد الدعم السريع أيضًا، وهو ما فُسّر على نطاق واسع كمحاولة لإعادة تشكيل التوازنات السياسية والعسكرية لصالح حلفائها على الأرض.
وترى دوائر متابعة أن هذا التوجه الإماراتي ليس وليد اللحظة، بل يعكس استراتيجية طويلة المدى تتعلق بمصالح حيوية في البحر الأحمر، ومصادر المياه من نهر النيل، إضافة إلى سعيها للهيمنة على مناجم الذهب والموارد الطبيعية في السودان.
وتُشير تقارير استخباراتية صادرة عن دول صديقة للسودان إلى استمرار الدعم العسكري الإماراتي للدعم السريع، عبر شبكات إمداد نشطة تنطلق من كل من تشاد، وليبيا، وجنوب السودان، وهو ما يُهدد بتقويض أي جهود إقليمية أو دولية تهدف إلى إنهاء الحرب.