الأخبار

شئ للوطن.. م.صلاح غريبة يكتب : تنسيق الجهود العسكرية والإعلامية: رؤية شاملة نحو استقرار السودان

Ghariba2013@gmail.com

في خضم التحديات الراهنة التي يواجهها السودان، يأتي اللقاء التنسيقي الذي عُقد في ود مدني بتاريخ 1 يوليو 2025 بين قيادات القوة المشتركة بالمحور الشرقي وقوات درع السودان ليؤكد على أهمية التكاتف والتكامل بين مختلف القوى الوطنية. هذا اللقاء، الذي جمع اللواء يحيى حسن النيل ورفاقه مع اللواء أبوعاقلة محمد أحمد كيكل، لم يكن مجرد اجتماع روتيني، بل كان فرصة لمناقشة قضايا حيوية تمس جوهر الأمن والاستقرار في البلاد.
يُعدّ التنسيق العسكري الفعّال حجر الزاوية في أي عملية تهدف إلى بسط الأمن وتحرير الأراضي. ما ناقشه الطرفان حول سبل تعزيز الجهود المشتركة للتحرك نحو دارفور وكردفان يعكس إدراكًا عميقًا لضرورة توحيد الصفوف لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. إنّ الإشادة بالروح المعنوية العالية للمقاتلين وثقتهم في قدراتهم ليست مجرد كلمات، بل هي مؤشر على الإصرار والعزيمة التي ستمهد الطريق لتحرير ما تبقى من مناطق. فالعمليات الميدانية تتطلب تخطيطًا دقيقًا، وتنسيقًا لوجستيًا، وتبادلًا للمعلومات يضمن تحقيق الأهداف بأقل الخسائر، وهو ما يسعى هذا التنسيق لتحقيقه.
في عصر المعلومات، أصبحت الحرب الإعلامية لا تقل أهمية عن الحرب على الأرض. تصاعد أنشطة الغرف الإعلامية المضللة التي تسعى لبث الفتن والكراهية وتشويه صورة القوات يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب استراتيجية إعلامية وطنية موحدة. الاتفاق على أهمية توحيد الخطاب الإعلامي الوطني والتصدي المنهجي لتلك الحملات هو خطوة في الاتجاه الصحيح. يجب أن يتجاوز الإعلام دوره التقليدي ليصبح أداة فعّالة في ترسيخ وحدة الصف الوطني، وتوضيح الحقائق، وبناء الثقة بين القوات والمجتمع السوداني الواعي. فالمواطن السوداني يستحق أن يعرف الحقيقة وأن يكون محصنًا ضد محاولات التضليل التي تستهدف النسيج الاجتماعي للبلاد.
إنّ حفظ الأمن والاستقرار في المناطق المحررة ليس مجرد هدف تكتيكي، بل هو ضرورة استراتيجية لتهيئة الأجواء لمرحلة البناء والإعمار. فالنصر العسكري لا يكتمل إلا بفرض الأمن وترسيخ السلم الاجتماعي الذي يسمح بعودة الحياة الطبيعية للمواطنين، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية. هذا يتطلب جهدًا مشتركًا من القوات الأمنية، والمؤسسات المدنية، والمجتمع المحلي لضمان عدم عودة مظاهر الفوضى وعدم الاستقرار. التركيز على هذه النقطة يدل على رؤية بعيدة المدى لقيادات القوات تدرك أنّ تحقيق السلام الدائم يتطلب أكثر من مجرد العمليات العسكرية.
التأكيد على ضرورة الإسراع في الانطلاقة نحو دارفور وتحرير كل شبر من أرض الوطن يجسد التزامًا عميقًا بمسؤولية حماية الوطن والوفاء لتضحيات الشهداء. إنّ ثقة الشعب في القوات المسلحة السودانية هي رأس مال لا يُقدّر بثمن، وهذه الثقة يجب أن تُقابل بالإنجازات على أرض الواقع. كل جندي وضابط وقائد يسهر على حماية الأرض وصون العرض يستحق الشكر والتقدير، لجهودهم وتضحياتهم هي الضمانة لوحدة الصف وحماية الوطن.
في الختام، يمثل هذا اللقاء التنسيقي نقطة ضوء في مسيرة السودان نحو الاستقرار. إنه يؤكد على أنّ الحلول الشاملة تتطلب تضافر الجهود العسكرية والإعلامية والمدنية. فالسودان يستحق السلام والازدهار، وهذا لن يتحقق إلا بوحدة أبنائه وتكاتف جهودهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *