الهجوم الأعـ.ـنف.. بيان ناري من الحرس الثوري الإيراني
تقرير إخباري: قتلى بموجة قصف إيرانية على إسرائيل "أقوى وأكثر تدميرا" من سابقاتها

وكالات _ عزة برس
وصف الحرس الثوري الإيراني صباح اليوم (الاثنين) الموجة الجديدة من الصواريخ التي أطلقها على إسرائيل خلال الساعات الماضية بأنها كانت “أكثر قوة وتدميرا” من سابقاتها.
وتُعدّ هذه الموجة هي الثامنة ضمن إطار عملية المسماة “الوعد الصادق 3″، التي أطلقتها إيران ردا على الهجوم الإسرائيلي الذي يستهدف أراضيها منذ فجر الجمعة، وتحدثت تقارير إعلامية عن سقوط ثمانية قتلى بالهجمات الإيرانية الأخيرة.
— “الهجوم الأعنف”
وقال الحرس الثوري في بيان أصدره بالتزامن مع الموجة الثامنة من العملية إنه شن “موجة جديدة من الهجمات الصاروخية جو-جو”.
وأكد البيان أن هذه الموجة “كانت أكثر قوة وتدميرا من ذي قبل”، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا).
وذكر البيان أنه تم استخدام “أساليب حديثة” خلال هذه العملية أدت إلى “تعطيل” أنظمة القيادة والسيطرة التابعة لإسرائيل، مشيرا كذلك إلى “تعطل” أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات لإسرائيل، بحيث “استهدفت بعضها البعض”.
وأضاف أن “المبادرات والقدرات المستخدمة” في هذه العملية أدت إلى تحقيق “أقصى قدر من الضربات الصاروخية” على أهداف في إسرائيل، “رغم الدعم الشامل من الولايات المتحدة والقوى الغربية وامتلاك أحدث تكنولوجيا الدفاع”.
ووصفت وكالة ((تسنيم الدولية)) هذا الهجوم بأنه “الأعنف” من بين الموجات السابقة للهجمات الإيرانية حتى الآن.
وأطلقت إيران نحو 350 صاروخا باليستيا على إسرائيل منذ يوم الجمعة، وتم اعتراض الغالبية العظمى منها، وفقا لإحصاءات جديدة للجيش الإسرائيلي نشرتها صحيفة ((تايمز أوف إسرائيل)).
وأُطلق نحو 40 صاروخا في القصف الأخير حوالي الساعة الرابعة صباحا، حيث ضربت وسط إسرائيل ومنطقة حيفا.
وكانت هناك ثلاثة مواقع تأثير رئيسية في الهجوم الليلي، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 95 آخرين، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى مقُتل أربعة في بيتح تكفا، وثلاثة في حيفا، وواحد في بني براك.
وفي المجمل، قُتل 24 شخصًا في الهجمات الصاروخية الباليستية الإيرانية منذ يوم الجمعة، بحسب الصحيفة.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، فقد تألف كل قصف إيراني من حوالي 30-60 صاروخا. ويقول مسؤولون عسكريون إن إيران سعت إلى إطلاق المزيد من الصواريخ، مئات الصواريخ في كل مرة، لكن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي على منصات إطلاق الصواريخ الباليستية في إيران تعطل هجماتها.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه تم تدمير ثلث منصات إطلاق الصواريخ في إيران منذ بدء العملية، وتدمير أكثر من 20 صاروخا باليستيا قبل إطلاقها كرشقة من إيران باتجاه إسرائيل.
وتواصل إسرائيل شن ضرباتها في إيران في إطار عمليتها “الأسد الصاعد” ضد إيران، وأعلنت استهداف مقرات قيادة تابعة لفيلق القدس في طهران، كما أعلنت “القضاء” على أربعة مسؤولي استخبارات إيرانية من بينهم رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري.
— إسرائيل تقصف طهران مجددا
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للاعلام العربي افيخاي ادرعي في بيان اليوم إن “طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو، أغارت بتوجيه استخباراتي دقيق من هيئة الاستخبارات العسكرية، على مقرات قيادة تابعة لفيلق القدس والجيش الإيراني”.
واتهم المتحدث عناصر فيلق القدس باستخدام مقرات القيادة هذه بهدف التخطيط لعمليات “إرهابية” ضد دولة إسرائيل عبر “وكلاء النظام الإيراني” في الشرق الأوسط.
وفي بيان ثان، قال ادرعي إن “طائرات حربية لسلاح الجو أغارت يوم أمس بتوجيه استخباري دقيق في منطقة طهران على مبنى تواجد داخله عدد من المسؤولين في أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام الإيراني”.
وأضاف أنه “تم في الغارة القضاء على رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري ونائبه إلى جانب رئيس هيئة استخبارات فيلق القدس ونائبه”، مشيرا إلى أن هؤلاء المسؤولين الأربعة لعبوا “دورا مركزيا في بلورة تقييم الوضع في ايران وفي التخطيط لأنشطة إرهابية ضد إسرائيل والغرب ودول المنطقة”.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن مساء الأحد مقتل رئيس جهاز استخباراته محمد كاظمي، ونائبه حسن محقق، وقائد ثالث بالجهاز في الهجمات الإسرائيلية على إيران.
وفي حادث منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح البحرية اعترض الليلة الماضية ثماني “قطع جوية مسيرة” أطلقت من ايران، مشيرا إلى أنه تم لأول مرة اعتراض مسيرة من خلال نظام الدفاع الجوي “البرق الدفاعي”.
ومنذ بدء العملية، بلغ عدد الطائرات المسيرة التي تم اعتراضها بواسطة سفن الصواريخ “نحو 25 مسيرة شكلت تهديدًا على مواطني إسرائيل”، بحسب البيان.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسع النطاق على إيران، طال أهدافا عسكرية ونووية في عملية أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، فيما ردت طهران على الهجوم، الذي أدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء والمدنيين بهجمات صاروخية على إسرائيل.
وحذر مسؤول إيراني من أن “الحرب قد تستمرُّ لأسابيع”، مشيرا إلى أن بلاده لم تكشف حتى الآن عن “كامل قدرتها”.
— “حرب خطيرة وصعبة”
وقال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي إن بلاده لم تكشف حتى الآن عن “كامل قدرتها”، تعليقا على النهج الإيراني الحالي في الرد على الهجوم الإسرائيلي.
وقال رضائي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء الأحد بثتها وكالة ((ارنا)) “نتصرف حاليا بضبط النفس، ولم نستخدم كامل قدراتنا؛ لدينا أدوات وأسلحة حديثة تظهر يوما بعد يوم، ورؤوس حربية أكبر”.
وأضاف “حتى الآن، لم نُظهر سوى جزء من هذه القدرة”.
ووصف هذه الحرب بأنها “خطيرة”، وقال إن “أمامنا حربا صعبة قد تستمر لأسابيع”، مؤكدا أن “انتهاء هذه الحرب وانتصارنا على إسرائيل سيغيران الجغرافيا السياسيةَ للمنطقة”.
وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة، قال رضائي، والذي تولى قيادة الحرس الثوري لسنوات، إن “الحكومة الأمريكية ساندت (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بإصدارها الإذن بالهجوم. وقد منح (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب هذا الإذن علنا. في الجولة السادسة من المفاوضات – عندما كنا مستعدين لعرض خطتنا – ظنّوا أننا سنوقف التخصيب، ودون دراسة الخطة، شجعوا إسرائيل على الهجوم”.
وأضاف “برأيهم، أصبحت إيران ضعيفة وستستسلم بضربة واحدة. سواء تفاوضنا أم لا، كانوا مصممين على الهجوم”.
واعتبر أن قرار المرشد الأعلى علي خامنئي بقبول المفاوضات غير المباشرة كشف عن هوية الولايات المتحدة وإسرائيل، وقال “لو لم نتفاوض، لاستخدموا أيديهم الخفية ذريعة، زعموا في الداخل أنهم يريدون تنظيم الاقتصاد الإيراني باستثمارات تبلغ تريليون دولار، واننا لم نسمح بذلك؛ وفي الخارج، زعموا أن إيران تسعى لامتلاك قنبلة ذرية”.
وتابع “الآن بات واضحا لشعبنا أن هدفهم لم يكن فقط إيقاف التخصيب وبرنامج الصواريخ، بل أيضًا السعي وراء أهدافٍ أكبر؛ أرادوا إدخال إيران في فلكهم وفلك إسرائيل للهيمنة على غرب آسيا”.
وجاء الهجوم الإسرائيلي قبل يومين فقط من الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي كان مقررا عقدها الأحد في سلطنة عمان.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية حسين كرمانبور الأحد إن 244 شخصا قتلوا في غارات إسرائيلية على إيران خلال الـ65 ساعة الماضية