متابعات- عزة برس
أصدر وفد الاتحاد الأوروبي في جنوب السودان، تحذيرا صارخا بشأن تدهور الوضع الأمني في البلاد، وخاصة في أعقاب الاشتباكات الأخيرة في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل.
ودعا الاتحاد الأوروبي قادة جنوب السودان إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع البلاد من الانزلاق مجددا إلى صراع واسع النطاق.
يأتي هذا النداء مع تصاعد التوترات في جوبا ومناطق أخرى، مما يهدد بانهيار اتفاق السلام الهش لعام 2018 بين الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس الأول رياك مشار.
وجاءت تصريحات الدبلوماسي الأوروبي، اليوم “الثلاثاء”، خلال ورشة عمل نظمتها آلية المراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية في العاصمة جوبا.
يوم الثلاثاء الماضي، أدت الاشتباكات بين الشباب المسلحين “الجيش الأبيض” والقوات الحكومية في مقاطعة الناصر إلى اعتقال حلفاء رئيسيين لرياك مشار في جوبا، بينهم وزير النفط ونائب قائد الجيش، وتم وضع بعضهم تحت إقامة جبرية.
وتتهم مجموعة الرئيس سلفاكير، الجيش الأبيض في الناصر، بالارتباط بقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بقيادة رياك مشار، وهو ادعاء نفاه معسكر مشار.
وعقب الاشتباكات، حاصر الجيش مقر إقامة مشار في جوبا، رغم عدم تقديم أي تفسير رسمي. وحذر أنصار النائب الأول للرئيس من أن هذه الخطوة قد تعرض اتفاق السلام لعام 2018 للخطر.
الجمعة الماضي تصاعدت التوترات الأمنية، عندما تعرضت مروحية تابعة للأمم المتحدة كانت تجلي جنوداً من القوات الحكومية لعملية إطلاق نار في ناصر، وأسفر عن مقتل قائد الجيش وجنود اخرين، بجانب أحد أفراد طاقم مروحية الأمم المتحدة.
وأكد تيمو أولكنن، سفير الاتحاد الأوروبي في جنوب السودان في حديثه اليوم “الثلاثاء” بجوبا، على الحاجة الملحة إلى آليات السلام لتعزيز الهدوء وتسهيل الحوار بين جميع أطراف اتفاق السلام.
وقال إن الأحداث الأخيرة في أجزاء مختلفة من البلاد، وخاصة في أعالي النيل، تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى آليات تدعم السلام، وتبقي قنوات الحوار مفتوحة، وتتجنب الإجراءات أو اللغة الأحادية الجانب التي قد تؤدي إلى تصعيد الموقف.
وأقر بوجود تفسيرات مختلفة للأحداث في أعالي النيل، لكنه أكد أن قادة جنوب السودان يجب أن يتحملوا المسؤولية لمنع المزيد من الصراع.
وأضاف “هناك تفسيرات مختلفة لما حدث في الأسابيع الأخيرة، ونأمل أن تقع المسؤولية بشكل واضح على عاتق قادة جنوب السودان لمعالجة هذه القضايا والتأكد أيضا من أنها لا تؤدي إلى المزيد من الصراع”.
ودعا المسؤول الأوروبي، مراقبي السلام، بما في ذلك آلية المراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية، إلى لعب دور أكثر نشاطا في معالجة انتهاكات وقف إطلاق النار.
وقال “نأمل أيضا أن تُسْتَخْدَم آليات مثل CTSAMVM في معالجة هذه القضايا التي تثير تساؤلات الآن حول أي جزء منها سيحدث”.
وأكد الدبلوماسي الأوروبي على الحاجة إلى قيام قادة جنوب السودان، وخاصة أولئك الذين وقعوا على اتفاق السلام لعام 2018، بحل خلافاتهم ومنع البلاد من الانزلاق مجددا إلى الحرب.
مع استمرار الصراعات في ولايتي أعالي النيل وغرب الاستوائية، وصف أولكون، الوضع في جنوب السودان بأنه معقد بشكل متزايد، وحث جميع شركاء السلام على مضاعفة جهودهم للحفاظ على الاستقرار.
يعد الاتحاد الأوروبي أحد المانحين الرئيسيين لجنوب السودان، حيث يقدم الدعم الإنساني والتنموي والاقتصادي.
في الساعات الأولى من صباح اليوم “الثلاثاء”، كتب قائد الجيش الأوغندي، الجنرال موهوزي كينيروغابا، على حسابه على موقع X (تويتر سابقا) أن القوات الأوغندية موجودة في جنوب السودان لحماية الرئيس سلفا كير وتأمين العاصمة جوبا.
وقال إن القوات الاوغندية دخلت الى جوبا منذ يومين لتأمين العاصمة، قائلا: “سنحمي كامل أراضي جنوب السودان كما لو كانت أراضينا، وهذه هي إرادة القائد الأعلى.