بالأمس التأمت القمة العربية الإسلامية بالعاصمة السعودية الرياض والتي تهدف إلى توحيد المواقف العربية والإسلامية حيال قضايا المنطقة، فضلا عن بحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على أمن المنطقة واستقرارها.
أم القمة عدد مقدر من رؤساء ونواب الدول العربية والإسلامية ووفد حوالي أربعين أو أكثر من المدعويين من جملة تسعين دولة، تعاقبوا على المنصة وكل يدلي بدلوه ورؤيته، وقد اتفقت جميعها على تجريم إسرائيل وما تفعله في لبنان وغزة منذ عشرات السنين.
ومعروف أن قيام حرب أو عدوان على أي من الدول يؤثر على أمن المنطقة حولها جمعاء بل يتجاوزها بامتداد وتأثير بعضها على بعض، لذلك كان ذلك محور القمة الذي أمن عليه الحضور من قادة الدول.
قام على تقديم المنصة ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان ” بعد أن ألقى كلمة مقتضبة لكنها حاوية وشاملة وهو ذات الزمن الذي التزم به المتعاقبون على المنصة على طريقة ( خير الكلام ما قل ودل)، ثم ولكثرة المتحدثين خلفه وزير الخارجية “فيصل بن فرحان” في تقديم السادة الرؤساء.
كذلك كان للإعلام حضور طاغ حيث تمت الدعوة لعدد مقدر من وسائل الإعلام العربي والغربي داخل المملكة وخارجها وقبيل وانطلاق القمة كانت المداخلات والتوقعات تترى هنا وهناك، ثم وفي الجلسات الجانبية كانت حرب السودان وتداعياتها حاضرة خلال نقاشات خاصة بين الإعلام السوداني ورصفائه من الأخوة الإعلاميين بعيدا عن الكاميرات، ومثلما ناقش رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش مع بعض نظرائه حرب السودان على هامش القمة وشرح ما يجري، كان ذات النقاش يجري بعفوية بين الإعلام المحلي السوداني والخارجي.
استمعنا لكل كلمات رؤساء الدول ونوابهم بإصغاء تام لأهمية القضية كيف لا والمواطن الفلسطيني يتجرع كأسات الأذى من العدوان الإسرائيلي منذ عشرات السنين ولم تفلح كل الجهود في اثنائها اللهم إلا من هدن سرعان ما تنتهى لتعود الغارات والتشريد والقتل لأطفال قطاع غزة ومواطنها ما ألقى بظلاله لاحقا على لبنان ودول أخرى وجدت نفسها مجبرة وهي تزج في هذا الاقتتال وهو ما استدعى قيام هذه القمة التي تعتبر امتداد لقمة سابقة وقد تمخضت هذه عن توصيات عدة نتمنى أن تتنزل واقعا ملموسا ولو بنسبة متوسطة.
بالمقابل استعرض السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني عدالفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان “خلال مخاطبته القمة الأوضاع في المنطقتين والعدوان الإسرائيلي وما يعانيه الفلسطينين من ويلاته. ورغم أن أجندة القمة لم تتضمن أو تعرج على حرب السودان وانتهاكات الدعم السريع الا ان البرهان لخص المشكل وكشف أن ما يمارسه الدعم السريع لا يقل عن ما يفعله الصهاينة في البلدين بل أكثر منه كثيرا ذلك وسط حضور رئاسي وإعلامي كبير.
ثم وبعد انفضاض القمة جلس السيد رئيس مجلس السيادة إلى عدد من الرؤساء قبيل أن ينخرط في لقاء مغلق تمخض عن خطوط عريضة بينما نتوقع أنه ناقش تفاصيل أدق ومخرجات عميقة.
ظلت المملكة العربية السعودية وقبيل الحرب خلال كل الكوارث التي مر بها السودان تمد يدها بيضاء عبر مركز الملك سلمان الذي لم يألوا جهدا خلال الحرب، وعلى صعد أخرى وبخلاف منبر جدة الذي بادرت به المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية فإن ثمة تقارب حقيقي تجلى الفترة الأخيرة برز في عدد من المواقف والتصريحات.
تهتم المملكة وتنشط في المبادرات التي من شأنها جمع الصف وسلامة الإقليم ككل. ونتمنى أن تتمخض جهودها عن حلول أن لم تنهى الصراعات تطوى بعضا منها.