قالت وكالة بلومبيرغ للأنباء، إن السلطات السودانية حققت مع عشرات الموظفين الروس في شركة تعدين محلية، وذلك على خلفية شبهات تهريب ذهب من السودان. وأشارت الوكالة الدولية إلى أن ذلك يعد “انتكاسة محتملة” لطموحات موسكو في السودان.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”بلومبيرغ”، عن أن السلطات السودانية اعتقلت موظفًا روسيًا واستدعت العديد من الموظفين الروس لاستجوابهم هذا العام، من قبل وحتى بعد زيارة وزير الخارجية سيرجي لافروف للخرطوم في فبراير الجاري
وقال المدير العام لشركة الصولاج للتعدين المحدودة رياض الفاتح لـ”بلومبيرغ”، إن (36) روسيًا كانوا من بين (58) موظفًا في شركته تم استجوابهم بشأن اتهامات بالتهريب وتقويض الاقتصاد، وذلك قبل إطلاق سراحهم.
وقال المدير العام رياض الفاتح إن شركة الصولاج اشترت في عام 2021 منشأة لمعالجة مخلفات الذهب مملوكة لشركة “مروي غولد” مقابل (1.8) مليون دولار. وشركة مروي غولد وهي شركة مسجلة محليًا تعدى إحدى شركات مجموعة “فاغنر” الروسية في السودان والتي فرض الاتحاد الأوروبي عليها عقوبات عدة مرات آخرها قبل أيام. وقال الفاتح إن الصولاج التي تدير الموقع بالقرب من عطبرة لا تربطها صلات بـ”فاغنر”.
وبرز اسم الصولاج في تقرير للصحفية نعمة الباقر لصالح شبكة “سي إن إن”، حيث قالت إن خمسة مصادر سودانية رسمية ووثائق تسجيل الشركة التي راجعتها “سي إن إن” تثبت أنها واجهة لمجموعة “فاغنر” الروسية – بحسب التقرير الصادر في تموز/يوليو من العام 2022.
وقال المدير العام للصولاج لـ”بلومبيرغ”، إن المدعي العام السوداني استدعى موظفين روس وسودانيين في الفترة ما بين 14 كانون الثاني/يناير و14 شباط/فبراير لمناقشة المزاعم. وقال إن منشأة معالجة الذهب خارج عطبرة أغلقت في السابع من شباط/فبراير الجاري.
وأضاف: “حتى لو قام شخص ما في الشركة بتهريب بعض الذهب، فإن هذا لا يعني أن كل الشركة تقوم بشيء غير قانوني”، وتابع: “تلتزم شركتنا بجميع القوانين واللوائح السودانية التي تنظم أنشطة التعدين في البلاد”.
وقالت المستشارة القانونية للشركة هويدا مرسال، إن رئيس الأمن بشركة الصولاج كان قد اعتقل في 14 كانون الثاني/يناير الماضي، واتُهم بحمل خمس كيلو غرامات من الذهب غير المشروع، وأوضحت مرسال أن الذهب “تم شراؤه من سوق عطبرة، ولم يتم تهريبه من المصنع”، وأضافت: “نعتقد أنه لا توجد قضية هنا بشكل أساسي”، مضيفة أنه تم تقديم استئناف.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد فرض عقوبات إضافية على شركة “مروي غولد” ضمن عقوبات إضافية قررها مجلس الاتحاد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري على مجموعة “فاغنر” الروسية، مرجعًا ذلك لـ”انتهاكات حقوق الإنسان” في السودان، بجانب جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وأوكرانيا.
وأضافت حزمة العقوبات الجديدة -بحسب مجلس الاتحاد الأوروبي- ما مجموعه (11) فردًا، وقال المجلس إن العقوبات الإضافية “قد تم إقرارها في ضوء البعد الدولي وخطورة أنشطة المجموعة، فضلًا عن تأثيرها المزعزع للاستقرار على الدول التي تنشط فيها” – بحسب تعبيره.
واستهدفت عقوبات الاتحاد الأوروبي الشركات المرتبطة بالمجموعة الروسية في السودان “إم إنفيست M-Invest” ورئيسها، بجانب شركة “مروي غولد Meroe Gold”، مرجعًا ذلك “لدورهم في التجارة غير المشروعة في الذهب والماس المنهوب بالقوة من التجار المحليين” – حد قوله.