الخرطوم _ عزة برس
في الوقت الذي صوب رئيس الجبهة الشعبية لتحرير والعدالة الأمين داؤود وابل من إنتقادات لاذعة لإتفاق جوبا لسلام السودان وطالب بمراجعة وتقييم الاتفاق بشكل واضح لا لبس فيه، كشف رئيس الآلية السياسية لقوى الحرية والتغيير-التوافق الوطني- مني أركو مناوي عن تسوية سياسية تجري في المطبخ السوداني لحل الأزمة الحالية بالتوافق السياسي بعيداً من المطابخ في الموائد الخارجية .
وكشف مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية السوداني فضل عدم ذكر اسمه إن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قلب الطاولة على كافة الأصوات التي تسعى لتجميد إتفاق جوبا لسلام السودان بأن الاتفاق أوقف القنابل التي تتساقط في رؤوس المدنيين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق مشيرًا إلى أن الذين يرفضون إتفاق جوبا لسلام السودان لم يذوقوا مرارة الحرب.
وذكر المصدر الدبلوماسي إن مناوي قال للمبعوث البريطاني روبرت أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم في حضور السفير البريطاني لدى السودان جايلز ليفر ان رؤية وموقف قوى الحرية والتغيير- التوافق الوطني لحل الأزمة السياسية الحالية بتجميع كافة المبادرات من القوى السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة الحقيقيين في مبادرة واحدة تحمل تطلعات الشعب السوداني، تضع في طاولة الآلية الثلاثية لتسهيل التوافق بحضور المجتمع الدولي لتدشين التسوية النهائيةللأزمة السودانية .
يرى الخبراء أن مناوي كشف للاتحاد الأوروبي ودول الترويكا أبعاد الصراع بين الأطراف السياسية في السودان مشييراً إلى أن البريطانيين تفهموا أن يكون الحل سودانياً وان يساند المجتمع الدولي ما يخرج من توافق سياسي لإستعادة مسار الإنتقال مع ضرورة مراعاة عامل الوقت وأهمية تسريع وتيرة التفاوض للتوصل إلى توافق بشأن قضايا الإنتقال السياسى.
وأكد الخبراء أن ما ذهب إليه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان في حديثه مع المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويذر على ضرورة إنجاز التوافق الوطني، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، والعودة للمسار الانتقالي بعد انسحاب المكون العسكري من العملية السياسية يصب في آليات التسوية للخروج من الأزمة الراهنة .
واعتبر المراقبون ان المبعوث البريطاني روبرت أكد بما لا يدع مجال للشك اهتمام بريطانيا بدعم عملية التوافق السياسي عبر الآليات المتفقة عليها بين الأطراف السودانية بمثابة دعم بريطاني أن الحل ينبع من السودانيين أنفسهم معربا عن أمله في إن تتوصل الأطراف بأسرع ما يمكن لإتفاق يقود لتشكيل حكومة مدنية تقود المسار الانتقالي في البلاد.
