المقالات

بُعْدٌ و مسَافَة ..مصطفى ابوالعزائم بكتب : فلتدم أنت أيها الوطن

هذه الروح العظيمة التي ظهرت فينا مع ظهور النتائج الكارثية للسيول والفيضانات التي ضربت الكثير من المناطق والمدن والقرى ، في ولايات السودان المختلفة ، هي روح التعاضد والتكافل الكامنة في دواخلنا ؛ هي روح النفير كما عرفها السودانيين دائماً وأبداً ؛ لذلك لم يكن هذا التدافع لنصرة المنكوبين والمتضررين بالأمر الغريب ، فحتى الشباب تطوعوا بسواعدهم ووقتهم ، وكانوا كما نريد لهم دائماً ، لأنهم ساروا لعشرات الكيلومترات ، في المناطق التي إنقطعت فيها الطرق الرابطة بين المناطق الغارقة والمنكوبة وبين بقية المناطق الأخرى ، ساروا يحملون المؤن والإغاثات والدواء ، إلى أهلهم المنكوبين ، لا يرجون جزاءً ولا شكوراً .
وحتى على مستوى المجموعات في التطبيقات الإلكترونية ، تحرك أعضاء تلك المجموعات يتدافعون من أجل مساندة الأهل في كل ولايات السودان ، حتى أنه وفي مجموعة واحدة تحمل إسم نادي رجال الأعمال ، ويشرف عليها الأخ الكريم الأستاذ زاهر الصديق ، وتضم في عضويتها العشرات من رجال المال والأعمال ، تمكنت عضوية تلك المجموعة من جمع عشرات المليارات في وقت وجيز لمساندة أهلنا الذين تضرروا جراء السيول والفيضانات والأمطار الأخيرة .
وقبل أيام قليلة دشن القطاع الخاص مبادرته لدرء آثار السيول والامطار برعاية القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، وهي مبادرة ولدت بعد لقاء جمع لجنة رجال الأعمال يوم السبت الماضي ، وإجتمعت بعدها اللجنة مع ممثلي بعض المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات في كل من المناقل وكسلا وسنار ، والنيل الأبيض والجزيرة ونهر النيل ودارفور ، ليعلن رجل الأعمال الصادق جلال تدشين المبادرة وانطلاقة القوافل الإغاثية للمناطق المنكوبة ، والتي بدأت في مرحلتها الأولى بخمس قوافل إنسانية ، لخمس ولايات متأثرة ، وقد تضمنت القوافل مواد إيواء وأغذية ، وزيوت هايدروليك ، ومواد بترولية خاصةً الجازولين ، وتوفير الآليات وغير ذلك مع دعم مالي عاجل بلغ مائة مليون جنيه ، إضافة إلى حبوب تعقيم مياه الشرب .
المرحلة الثانية ستشمل إسهام كل القطاع الخاص في عملية إعادة البناء والإعمار ، وهذه في تقديرنا تحتاج إلى نفرة عامة ، نفرة تستنفر عزيمة الشباب وإرادتهم في فعل الخير .
أثبتت قطاعات شعبنا كلها بلا إستثناء أننا شعب واحد ساعة المحن ، وأثبتت القوات المسلحة السودانية أنها فصيل متقدم ، بمواقفها التي وقفتها منذ اللحظات الأولى لظهور بوادر الآثار المترتبة على أخطائنا القديمة والموروثة ، من سوء تخطيط ، وسوء رقابة أو متابعة ، حتى حوّلنا نعمة الخريف بسوء عملنا إلى نقمة ، وقد وقف رئيس أركان القوات المسلحة ، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين في المقدمة عند إنطلاق قوافل الدعم والإسناد ، وقد أثبتت القوات المسلحة السودانية بل وكل الأجهزة النظامية بمختلف تكويناتها ومسمياتها تلاحمها وتفاعلها مع كل حدث ، كما قال رئيس إتحاد أصحاب العمل السوداني الأخ الكريم هشام السوباط ، وإستحق هو وكل أعضاء إتحاد أصحاب العمل السوداني الإشادة من قبل القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، والتي نقلها للسوباط وإخوانه في الإتحاد ، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين ، والذي قال لهم أنه يبلغهم تقدير القائد العام لهذه الإستجابة السريعة والهمة العالية لإنجاز هذا العمل ..
وحق لنا أن نفخر كلنا بسودانيتنا وأن نقول : نحن بالروح للسودان فدىً .. فلتدم أنت إيها الوطن .. أنا سوداني أنا .

Email : sagraljidyan@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *