الأخبار

مجمع الفقه: الدعـ.ـم السريع تقاتل بالوكالة عن الكفار والحرب تقترب من نهايتها

الخرطوم _ عزة برس

أكد مجمع الفقه الإسلامي أن الحرب في السودان تمضي نحو نهاياتها بهزيمة ساحقة للمليشيا ونصر مؤزر للجيش الوطني وكتائب الإسناد، مشيرا لدور العلماء تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الجهاد ضد المليشيا التي تقاتل نيابة عن الكفار، ووكالة عن غيرها، وأن ما فعلته المليشيا بالشعب السودان أكبر من أهل الحرابة الذين حدهم القتل مع الصلب.

وأكد البروفسور عادل حسن حمزة الأمين العام للمجمع في ندوة دائرة الثقافة والإعلام بالمجمع بعنوان: دور العلماء في معركة الكرامة، الدور المشهود والبارز للعلماء في معركة الكرامة برغم العقبات والمعوقات، مشيرا لدور علماء المجمع في الدعوي والتوعوي في مساجدهم والقنوت والدعاء لنصرة القوات المسلحة، لافتا لدور الدعاء في تثبيت وتوحيد صف الشعب مع القوات المسلحة.

وعدد حمزة ما تعرض له مقر المجمع بالخرطوم من تدمير وحرق لمسجده وقاعاته ومكتبته التي تضم أكثر من 5 ألف عنوان، ورغم ذلك استمر عمل المجمع عبر دوائره الفاعلة في إيصال فتاوى للمواطنين في قضايا الأحوال الشخصية من طلاق وزواج وميراث ووصية وغيرها، كما ظل مجمع الفقه حاضرا من بيانه الأول في الإسبوع الثاني من الحرب بتأكيده على وحدة السودان ووحدة القوات المسلحة وضرورة انهاء التمرد، وتوالت بيانات المجمع وفتاواه في كل المشاهد أثناء معركة الكرامة واللحظات العصيبة وانتهاكات المليشيا التي تمت في الجزيرة وسنار والخرطوم وكردفان ودارفور.

وأوضح الأمين العام للمجمع أن مجمع الفقه الإسلامي استمر في أداء رسالته في إعلان مواقيت الشعائر الشرعية مثل بداية رمضان وعيد الفطر وزكاة الفطر ومواقيت دخول الأشهر الهجرية وكافة الشعائر التي يقوم المجمع بتحديدها، مشيرا لمناشدات المجمع في رمضان وعيد الأضحى بتفقد الفقراء وسد حاجاتهم، بجانب فتاوى المجمع حول القضايا المستجدة مثل التعامل مع المال المنهوب وبيع وشراء المسروقات وكيفية التعامل مع مخلفات الحرب وبيان الحكم الشرعي في كل هذه القضايا.

وأعرب حمزة عن أمله أن تكون هذه الندوة فاتحة خير وأن تكون توصياتها ومخرجاتها سند للمجمع وتقوية لمكانته ومكانة العلماء وتمكينهم من إيصال صوتهم على النحو المطلوب، مشيرا لتأثير الحرب على علماء المجمع كغيرهم من السودانيين، وثمن دور الشيخ محمد الأمين اسماعيل ووصفه بأنه نموذج لدور علماء المجمع الذين تيسر لهم الوصول إلى الخطوط الأمامية ومخاطبة الجنود والضابط وتحريضهم على جهاد البغاة والمعتدين.

من جانبه أكد الشيخ الدكتور محمد الأمين إسماعيل عضو مجمع الفقه الإسلامي أن المجمع الذي يقوم بدور العلماء في البلاد قام بدوره رغم الظروف في استنهاض الهمم ورفع الظلم وتحريض الأمة عبر الكلمة والمنابر والأقلام على الجهاد بالمال والنفس والسنان لمن يملكون الأدوات، مشيرا لدور العلماء الريادي في نشر العلم وبيان الحق ووإحقاقه وإبطال الباطل ومحاربة الشبهات وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الجهاد ضد المليشيا التي تقاتل نيابة عن الكفار، ووكالة عن غيرها، وقال:” مافعلوه أكبر أهل الحرابة الذين حدهم القتل مع الصلب”.

وقال الشيخ محمد الأمين أن الحرب في نهاياتها وأنها كانت مخططا لتجزءة البلاد ونزع الهوية ومحاربة ديننا وقيمنا، مشيرا لمسؤولية العلماء في بيان خطر الحرب لنعرات قبلية وعنصرية امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم:” ليس منا من دعا إلى قبلية”، ودعا لاستقلال كل المنابر لإفشال مخطط النعرات القبلية كما فشل مخطط الحرب.

وأكد الشيخ محمد الأمين أن على العلماء أن يتقدموا للقتال لأن الجهاد عزة للأمة وتركه يعني الذل، موضحا أن الجهاد بالنفس والمال ودعم المجاهدين من الجيش وكتائب الإسناد والتحريض على الإنفاق في سبيل الله، مشددا على أهمية مواصلة واستمرار الدعاء وقنوات النوازل وعدم التوقف عنه حتى بعد نهاية الحرب.

ودعا الشيخ محمد الأمين إلى عدم الخوف من المجتمع الدولي بعد كل ما فعلوه، حيث لم يشفقوا على الشعب السوداني طوال أيام الحرب، رغم الثمن الذي دفعه الشعب من الدماء الغالية عند الله وغيرها، داعيا الله أن يتقبل الشهداء ويرفع درجاتهم وأـن يشفي الجرحى ويرد المفقودين والأسرى.

وقال إن مجمع الفقه الإسلامي يقوم مقام الحاكم الذي يرفع الخلاف، مؤكدا على دور العلماء في ربط الأمة بالدين وربط الأرض بقيم السماء، وقال:” لابد من فتاوى حاضرة ومواكبة على الدوام في النوازل الكثيرة بعد الحرب وأن يكون العلماء على أهبة الاستعداد لبيان الحق”.

وأكد د. محمد الرشيد سعيد رئيس دائرة الشؤون الاقتصادية بالمجمع مساهمة دائرة الشؤون الاقتصادية في فتاوى المسائل المتعلقة بالربا والمعاملات المالية وأسواق الأموال المنهوبة، مشيرا للمشاركة الفاعلة للدائرة وعلمائها في الكثير من القضايا الملحة مثل تغيير العملة وحث المواطنين عليه .

ووصف د. آدم حامد من إذاعة الفرقان مجمع الفقه الإسلامي بأن صاحب التاريخ العريق ويحمل راية العلم، مشيرا لأهمية مشاركة العلماء داخل المجمع وخارجه في وسائل الاعلام المحلية والعالمية لأن لهم بصمة خاصة لا تتوفر عند غيرهم .

ودعا حامد العلماء لتقديم النصح لقيادة الدولة في كل المستويات، لأن التحديات على قيادة الدولة كبيرة وهم يحتاجون أن يكون أهل العلم أقرب لهم، مشيرا إلى أن الحرب قامت لطمس هوية الدولة، وقال:” لا بد من الضغط على المجتمع الدولي والدول التي تمول التمرد لكف أيديهم عن بلادنا وشعبها”.

وأوصت الندوة في ختام أعمالها بضرورة مشاركة العلماء من داخل وخارج المجمع في النصيحة والتوجيه على أعلى المستويات لقيادة الدولة، وشددت على أهمية إحياء سنة الدعاء والتضرع إلى الله والإقبال عليه، وأن تكون فتاوى المجمع حاضرة ومواكبة على الدوام للتعامل مع النوازل الكثيرة التي استجدت بعد الحرب.

وطالب مشاركون في الندوة دائرة الثقافة والإعلام بالمجمع لعمل مقاطع قصيرة لعلماء المجمع في كافة القضايا لأثرها الكبير في الناس، ودورها في التوعية والتثقيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *