المقالات

بازار محمد جاكت.. حين يلتقي الوطن تحت أضواء القاهرةبقلم : رندة المعتصم اوشي

كانت القاهرة في ذلك المساء الصيفي تتنفس دفئها الخاص، والنسيم الخفيف يتسلل بين أضواء المدينة ليعكس بريقه على شرفات منتجع عين الحياة بالفسطاط. الأضواء الملونة تلمع على صفحة الماء، وأصوات الموسيقى والضحكات تتداخل كأنها تمهيد لمشهد من فيلم عن الوطن.

بدعوة كريمة من الإعلامية وسيدة الأعمال فاطمة الهادي، دخلت إلى النسخة الثالثة عشرة من بازار محمد جاكت، فإذا بي أجد نفسي في قلب سودان مصغر، ينبض بالمحبة والترابط، ويحتضن في مساحاته روح الألفة.

منذ اللحظة الأولى، امتزج عبق البخور برائحة القهوة السودانية، وتراقصت الألوان في الثياب والمشغولات، بينما العناق والابتسامات كانت الجواز الحقيقي للعبور بين الأركان.

ركن فاطمة الهادي كان واحة خاصة وسط الزحام هدوء يلف المكان، رقي في التعامل، وبساطة لا تقل عن الأناقة. الأطفال يوزعون البطاقات بفرح طفولي، وفاطمة تدشن عطراً مخملياً باسم “فخامة”، وكأنها تقدم للزوار قطعة من ذوقها الخاص. تخفيضات لزيارة مركزها في المهندسين أضافت لمسة امتنان لكل من مر بها.

الأركان الأخرى شكلت لوحة فسيفسائية:

د.الاء ثروت عكست الجمال المخملي علي طاولتها وهي تقدم منتجات طبية مميزة برفقه والدها مهندس الطيران ثروت في لوحة تعكس ان الوالد هو السند الحقيقي دوماً.

سام، مصممة الثياب السودانية، أبهرت الحضور بقطع تحمل هوية الوطن وتفاصيله الراقية.

منوشه اسكارف ، التي جلبت الطرح المستوردة والعطور الأصلية، صنعت ركناً يتألق بالأناقة ويعكس ذوقاً عالمياً.

طاولات الأكل الشعبي السوداني أغرت الزوار بنكهات لا تنسى الإقاشي، المنقة بالشطة، القونقوليز، والعرديب بالملح والسكر وكل طبق كان يحكي حكاية بيت سوداني دافئ.

وعلى البنابر السودانية، كان ركن ارض السمر حيث جلس مهند وطارق يقدمان فناجين القهوة السودانية، تحيط بهم وجوه الزوار الذين وجدوا في تلك الجلسة لحظة صفاء وسط صخب المدينة. هناك جلسنا نتسامر: أنا، وللي مصممة الإكسسوارات، والإعلامية سماح خير، ود. فاطمة الخير، ود. ولاء السيد، وآلاء العطبراوي، والإعلامي محمد حبيب. واسفيريا العزيزة هايلين هاشم كان الحوار دافئاً كالقهوة، عابقاً كالبخور، ومليئاً بالضحكات.

اما ركن الاء العطبراوي للعطور فهو مميز كعادته من ناحية الديكور والتنظيم اما البخور والعطور فكانت تحكي قصه اخرى فوحان وثبات يدفعك للشراء حتي لاتضيع منك هذه الفرصه الجميلة. فتغتني العطر المميز ذو الرائحة الجذابة.

الإعلاميون أضافوا على البازار أناقة أخرى، وعدساتهم التقطت لحظات تبقى في الذاكرة. على لوحة المعرض، تزينت الصور التذكارية بفرح المشاركين، في مشهد يحفظ للمساء بريقه.

وغادرنا المكان جميعاً: أنا، وهديل علي، وحنين، محملين بعبق العطور، ودفء القهوة، وذكريات مساء صيفي جمعنا على حب الوطن.

شكراً جاكت… علي هذه الأمسية الرائعة التي اعادتنا للوطن بكل تفاصيله ، ورسمت على الذاكرة لوحة سودانية خالصة تحت سماء القاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *