
…
أدهشتني حد البكاء هذه الرواية الواقعية العجيبة التي وقعت احداثها في فترة حكم الرئيس الاسطورة “جعفر محمد نميري” وتحكي الرواية : أنه في مايو من العام ١٩٧٦ أعلن السيد محافظ الخرطوم حينها
“مهدي مصطفي الهادي” عن خطة اسكانية درجة أولي بمنطقة شمال ام درمان (مدينة النيل) حاليأ وعلي الراغبين التقدم لسحب وملئ الإستمارة وقتها كان الرئيس “جعفر نميري” يسكن مع أهله بود نوباوي، حضر نميرى بنفسه الي مقر لجنة الاراضي وسحب استمارة التقديم وسجل بياناته فيهاالوظيفة رئيس جمهورية و متزوج
و ليس لديه ابناء ووالديه متوفيين،
ثم سلم الاستمارة الي لجنة الأراضي
وعليه حصل نميري علي 10 درجات
( 5 درجات له و 5 لزوجته بثينه خليل)
و محافظ الخرطوم “مهدي مصطفى”
لانه كان عاذب حصل علي ( 11 هو خمسة درجات و والده و والدته 6 درجات) وكان مواطن عادي (صاحب عربة كارو) من ضمن المتقدمين حصل هو و زوجته وابناءه العشرة حصل علي ٤٠ درجة نال
بها قطعة أرض مميزة بالمكان المخصص
اما كل من رئيس الجمهورية و محافظ الخرطوم لم يحصلوا على اي شيء
ويقول راوي القصة المسئول حينها في مصلحة الأراضي : اطلعت السيد
المحافظ “ مهدي“ على تفاصيل النتيجه
ولحظتها اتصل هاتفيا بنميرى وقال
له وكنت استمع للمكالمة يا ريس
اللجنه ادتني أنا 11 درجة وأدتك إنت
10 درجات وطلعنا الاتنين ( ملوص)
سأله “نميري” و هو يضحك: كيف اتقدمت على بى درجة ؟ فرد عليه “مهدي”
لأن والدي و والدتى على قيد الحياة وانت يتيم قبرين وماعندك غير خمسة درجات ليك والخمسه الباقيات حقات حرمكم الحاجة بثينه خليل وعندها إبتسم “نميري“ وقال الآن البلد في أيدي أمينة
و اضاف قائلاً : بلغ شكري وتقديري للجنة الأراضي. وأكد المحافظ “مهدى مصطفى” علي إنه لم تتم اى استثناءات بخصوص الأراضي طيلة عهد حكم ثورة مايو الا حينما حصل فريقنا القومى لكرة القدم على كاس افريقيا عام 1970 بالخرطوم و سلم النميرى الكاس للكابتن امين زكى و اصدر قرارا بمنح جميع اللاعبين قطعة ارض
لكل واحد منهم في الدرجة الاولى
وتؤكد الوثائق ويشهد التاريخ بأن رئيس الجمهورية “جعفر نميري” خرج من الحكم و من الدنيا كلها بدون قطعة ارض وخرجت جنازته من بيت ابن خاله ابوالحسن خليل ابوالحسن وتم دفنه خارج سور مقابر أحمد شرفي اما محافظ الخرطوم مهدي مصطفي والذي عمل فيما بعد امينا عاما مساعدا بالجامعة العربية فى تونس هو الآخر
خرج من مديرية الخرطوم بدون قطعة أرض حكومية و بعد تقاعده للمعاش
و مشاركة مع اخته اشتروا قطعة أرض
في الخرطوم بحري (حي الصبابى)
شرود ضوئى :
هذه الرواية الواقعية الذهبية التي وثقت لعهد زاهر خالي من أمراض الفساد وآفات المفسدين وتحكي عن طراز نادر وفريد
من القادة و الحكام و رجالات الدولة المتحصنين بالأمانة والشرف و النزاهة والزهد حكموا فعدلوا على نهج الفاروق
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فناموا نومة قرير العين في الدنيا والآخرة
آخر الكلآم بس والسلام :
مثل هذه المواقف المشرفة لقيادات الدولة في الزمن الجميل يجب أن توثق عبر أعمال درامية تخلدها وتمجدهم ولتكون مثال يحتذي به قادة الحكومات القادمة.