إعلامي مصري يكشف بالمستندات: 109 أعوام من مخططات تقسيم الشرق الأوسط من سايكس بيكو إلى خريطة نتنياهو

القاهرة – TEN TV / عزة برس
كشف الإعلامي المصري نشأت الديهي، خلال حلقة جديدة من برنامجه “بالورقة والقلم”، ما وصفه بـ”انفراد وثائقي” عن سلسلة من المخططات الدولية والإقليمية لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، تمتد منذ عام 1916 وحتى 2025، مستعرضًا بالوثائق والخرائط ما اعتبره “سبعة مخططات ممنهجة لتفتيت المنطقة جغرافيًا وسياسيًا”.
وقال الديهي إن هذه السلسلة بدأت باتفاقية سايكس بيكو التي رسمت حدود السيطرة الاستعمارية بين بريطانيا وفرنسا عقب انهيار الدولة العثمانية، مشيرًا إلى أن تلك الاتفاقية مهّدت لتأسيس الكيانات السياسية المعاصرة في بلاد الشام والعراق.
وأوضح الديهي أن المخطط لم يتوقف عند سايكس بيكو، بل شهد مراحل متعددة خلال القرن الماضي، تكررت خلالها محاولات إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن أحدث هذه المحاولات تمثلت في “خريطة بيبي” التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في إطار ما سُمي بـ”الشرق الأوسط الجديد”.
وأكد الإعلامي المصري أن ما يجري حاليًا في المنطقة من صراعات وتفتيت للدول ليس وليد اللحظة، بل جزء من مشروع طويل الأمد يستهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المشروع الجديد يتجاوز الحدود السياسية نحو خلق كيانات دينية وعرقية بديلاً عن الدول الوطنية.
وأشار الديهي إلى ما وصفه بـ”الهندسة القيصرية للمنطقة”، قائلاً إن القوى الكبرى تسعى لفرض واقع جديد باستخدام القوة العسكرية والضغوط الاقتصادية والسياسية، لضمان السيطرة على الثروات وممرات الطاقة، في ظل غياب ردع عربي حقيقي.
كما استعرض البرنامج خريطة متداولة لما يسمى بـ”ممر داوود”، تربط بين الجولان السوري وأراضي شرق الفرات وصولًا إلى كردستان العراق، في إشارة إلى طموحات توسعية إسرائيلية محتملة، قال إنها تحظى بغضّ طرف أو دعم ضمني من قوى دولية.
وفي ختام الحلقة، دعا الديهي إلى ضرورة إدراك الشعوب العربية لحجم التحديات المحدقة، وقراءة المشهد في ضوء تاريخه الطويل من التدخلات الخارجية، مؤكدًا أن الوعي القومي هو خط الدفاع الأول ضد محاولات إعادة تفكيك المنطقة.