
…
– من اهم الاستراتيجيات التي استخدمتها القوى الغربية في فصل جنوب السودان “استراتيجية” مبعوثي السلام وذلك بالتدخل المباشر في توجيه سير مفاوضات واتفاقيات السلام عبر شركاء واصدقاء الايقاد من دول “الترويكا” التي تضم “النرويج .. المملكة المتحدة .. الولايات المتحدة | لامريكية وقد لعب مبعوثي السلام في تلك المجموعة دورا كبيرا في دعم تقوية مواقف القوى السياسية المعارضة بالحركة الشعبية لتحرير السودان عن طريق تقديم الاستشارات وترتيب اجندة الحركة نحو انفصال سلس عبر طاولة المفاوضات…
– ظهر دور “الترويكا” في “نسختها الاولى” بكل مراحل التفاوض الحكومية مع متمردي جنوب السودان انذاك بدءا من وثيقة “ناكورو” المشبوهة مرورا باتفاق “مشاكوس” الاطاري وصولا الي منبر “الايقاد” وتوقيع اتفاق السلام الشامل ب “نيفاشا” في ٢٠٠٥ م…
– لم يتوقف دور الترويكا” عند حد توقيع الاتفاق بل تجاوز دورهم الي مراقبة تنفيذ اتفاق السلام وعملوا في تلك الاثناء علي جعل الوحدة “طاردة” بغير المأمول منها بان تكون جاذبة”…
– تكرر نفس ذلك المشهد لدور القوى الغربية ومبعوثيها في مجموعة “الترويكا” في “نسختها الثانية” بظهور بصماتهم الواضحة في توجيه خارطة الطريق التي وقعتها الحكومة السابقة مع قوى نداء السودان بالعاصمة الاثيوبية اديس ابيا والتي سبق التوقيع عليها جولات ماكوكية للمبعوث الامريكي للسلام وبيانات اصدرتها “الترويكا” بعد التوقيع عليها في 9 أغسطس ٢٠١٦ م حيث صدر بيان مشترك من قبل حكومات الولا يات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة والنرويج والاتحاد الأوروبي” رحبوا فيه انذاك بتوقيع اتفاق خارطة الطريق من قبل حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مني مناوي والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال وحزب الأمة القومي .. واكد البيان على اهمية توقيعهم علي خارطة الطريق واكدت ان هذه المجموعات اتخذت خطوة اولى مهمة في انهاء الصراعات في السودان والتوجه نحو عملية الحوار كاساس دائم في بلدهم .. كما رحبت الترويكا” حينها بدعم اعضاء تحالف نداء السودان للمجموعات المعارضة لخارطة الطريق واثنت على حكومة السودان بتوقيعها على اتفاق خارطة الطريق في مارس ٢٠١٦ م وبعد ذلك توضيح التزاماتها فيما يتعلق بادراج غيرها من الجهات المعنية في الحوار الوطني والاستمرار في دعم اي قرارات تم التوصل اليها بين الموقعين من المعارضة والية .. الى ان نكصت تلك القوى من المشاركة في الحوار الوطني الذي مثل لفتة سياسية بارعة من جانب الحكومة السابقة نفدت به بجلدها” من “طبخة” “الترويكا” لطعام تعده بطريقتها المعروفة عبر بوابة المفاوضات…
– كل ما ظهر توتر بين الحكومة والحركات المسلحة في ميدان القتالة او في جولات التفاوض لاحلال السلام بدات ايادي التدخل الغربي التدريجي عبر المبعوثين وخاصة “الترويكا” في توجيه الطرفين الي طاولة…
– المفاوضات التي تبدأ عادة ببندي “وقف العدائيات وتوصيل الاغاثة للمناطق المتاثرة بالحرب ومعسكرات النازحين ” ودخول مبعوثي “الترويكا” الغربيين الي حلبة التفاوض يجعل الحركات المسلحة في نشوة” بحكم ان “الترويكا” تتاهب | لان عبر المبعوثين لتمرير اجندتهم عبر التفاوض لتحقيق ما عجزوا من ادراكه عبر الحوار الوطني وميدان المعركة…
– تتجدد بيانات “الترويكا” عقب كل هجوم عسكري تبادر به الحركات المسلحة على الرغم من ان القوات الحكومية تلحق بها هزائم قاسية ولكنها تسارع الى دعوة الاطراف .. هكذا دون فرز الحكومة والحركات المسلحة” بالتوجه الفوري الى طاولة المفاوضات…
– في هذا الاتجاه اصدرت مجموعة “الترويكا” “الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة و النرويج” بالاضافة الى سفارات دول الاتحاد الأ وروبي المقيمة في الخرطوم بيانات عديدة عبرت فيها عن بالغ القلق ازاء ازمة دارفور والقتال بين الحكومة السابقة والحركات المسلحة تقول فيها ان حوادث العنف في الاقليم تؤكد الحاجة الملحة الى ان يضع الطرفان اللمسات الأخيرة لوقف الا عمال العدائية عن طريق التفاوض والاتفاق على العودة إلى المفاوضات السياسية المؤدية إلى سلام مستدام وذلك بدلا عن ادانتها لمنهج الحركات المسلحة وتعنتها واصرارها على ممارسة العمل الخارج عن القانون وقد اوضحت البيانات انه ليس هناك حل عسكري للصراعات السودانية وان الحلول العسكرية لم تؤدي الا الى دمار للسكان المدنيين ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس ووقف جميع الأعمال العسكرية و العودة الى وقف اطلاق النار المعلن من جانب الحكومة ووضع اتفاق مشترك لوقف الاعمال العدائية في اقرب وقت ممكن…
– “الترويكا” في نسختها الثالثة” وبنفس الملامح والشبه امتدت اياديها نحو توجيه الحكومة السابقة الى طاولة المفاوضات التي تدير من خلف كواليسها التخطيطية لارغام الحكومة بقبول مبدأ التفاوض مع قرب رفع العقوبات الا مريكية انذاك الا انها لم تسعفها السانحة بسقوط حكم الرئيس الاسبق البشير واستلام حكومة الفترة الانتقالية بواسطة المجلس العسكري الا نتقالي وقوى اعلان الحرية والتغيير…
– اطلت “الترويكا” في نسختها الرابعة بوجوه متعددة منها اصدقاء السودان وشركاء السودان وغير ذلك من المسميات التي تمارس بها الترويكا انشطتها الهدامة في البلاد .. وقد عملت “الترويكا” على تجزئة مفاوضات السلام بين حكومة الفترة الانتقالية والحركات المسلحة الى ثلاثة مراحل …
– الاولى تمهيدية مع بعض الحركات المسلحة وتم التخطيط لهذه المرحلة ان تفرض واقع المسارات الجغرافية لتقسيم البلاد حسب خطة الانفصال القادم .. ثم المرحلة الثانية ويقوم بخدمتها عبد العزيز الحلو باتجاه الدولة نحو العلمانية وفصل الدين عن الحكم اما المرحلة الثالثة:
– فهي المرحلة القادمة واوكلت هذه المرحلة لعبد الواحد محمد النور ويرجأ فيها اعتماد وثيقة الحكم الذاتي وتقرير المصير لاقليم دارفور وباقي مسارات البلاد التفاوضية …
– الترويكا اختارت الظهور بالشراكة في نسختها الخامسة بتشكيل الرباعية الدولية وذلك لوضع إطار إقليمي يسهل لها تمرير أجندتها واختارت لنفسها اسما جديدا (الرباعية ودول الترويكا) وفي أول بياناتها رحب بالإتفاق السياسي الإطاري بتوقيع دول “النرويج ، والمملكة العربية السعودية ، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة ، والولايات المتحدة” وذكرت أن الاتفاق كخطوة أولى أساسية تجاه تشكيل حكومة بقيادة مدنية، وتحديد ترتيبات دستورية لتوجيه السودان عبر مرحلة انتقالية تفضي إلى إجراء انتخابات. وأشادت المجموعة الرباعية بجهود الأطراف الرامية إلى حشد الدعم لهذا الاتفاق الإطاري هذا من مجموعة واسعة من الأطراف الفاعلة السودانية، بجانب دعوتهم إلى حوار متواصل وشمولي بشأن كافة القضايا ذات الاهتمام، والتعاون لبناء مستقبل السودان. وحثت كافة الأطراف السودانية على الانخراط في هذا الحوار بشكل عاجل وبحسن نية. ونوهت بأن الجيش قد أوضح استعداده للانسحاب من السياسة والانخراط بشكل بناء في الحوار الجاري الذي أفضى إلى حرب ضروس لازالت تؤججها وتدعمها بعض الدول الاعضاء بالمجموعة..
– الآن اعدت الترويكا ظهورها عبر النسخة السادسة لتمارس عنها الدور بالوكالة الرباعية وأمريكا بنفس الأجندات السابقة وأهمها إكمال مخطط فصل السودان إلى دويلات بعد أن هيئات الملعب خاصة بوجود دولة الإمارات التي تدعم التمرد بالسلاح والمال وتعد العدة الان لتوجيه الدعم السياسي وممارسة الضغوط..
– في كل نسخة تطل من خلالها “الترويكا” تكمل احدى اجندات الغرب لتقسيم السودان بالعمل على اعادة تقوية موقف الحركات المسلحة حتى تعود بافكار من قبيل فرض العلمانية وحق تقرير المصير والحكم الذاتي وغيرها من المدلولات التي تفسح المجال امام الحركات المسلحة لتكرار تجربة جنوب السودان واكمال مشروع تقسیم السودان الى دويلات .. ؟