
في فيديو غير واسع الانتشار أعلن محمد حمدان دقلو انه يقوم بمواجهة نفسه ويسعى إلى حل الخلاف مع مصر عبر التفاوض محملاً اسباب الأزمة مع القاهرة لسلطة مجلس السيادة بزعامة الفريق أول عبد الفتاح البرهان
وزعم حميدتى انه يقوم بحماية حدود مصر والسودان وليبيا وتشاد كما يعمل على مكافحة الإرهاب والجريمة والمخدرات وهو بذلك يقدم مبررات لاحتلاله وسيطرته على المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا وتشاد
ولكن مالم يذكره حميدتى تلك الأسباب الحقيقية لهذه العملية المفاجئة والتي قام فيها بتهديد الأمن القومي لأربع دول دفعة واحدة ولماذا اختار حميدتى أن يهرب من قلب السودان بأفضل قادته إلى تلك المنطقة الاستراتيجية ولم يستميت بقواته لاستعادة الخرطوم حتى يحقق حلمه بحكم السودان الكبير والواقع أن الرجل لا يتحرك خلف تحقيق أحلامه هو ولكنه يندفع لتنفيذ و تحقيق أحلام كفيله الإقليمي والدولي
وحميدتى الذي يطلب من مصر الصفح عنه لأنه أساء إليها بتحريض من البرهان ورجاله ينسى مجموعة من الحقائق الاستراتيجية التي تحكم السياسية المصرية في كل زمان مع جميع الدول العربية وخاصة السودان الذي يقع في قلب الأمن القومي المصري
أول هذه الحقائق هو الحفاظ على وحدة السودان وحميدتى يسعى عمليا إلى تقسيم السودان على أساس قبلي ومناطقى وهو ما يعني فتح الطريق أمام الفوضى الخلاقة التي تحول السودان إلى خطر وتهديد استراتيجي لمصر وجميع دول الجوار
ثانياً الحفاظ على مؤسسات الدولة السيادية وخاصة الجيش والاستخبارات وحميدتى كان اصل تمرده يقوم على تدمير الجيش والاستخبارات وتفكيكهما مما يفتح الف ممر للتجسس والعمالة ويحيط مصر بحزام استخبارى من ممثلي الاستعمار الجديد ووكلائهم في المنطقة
ثالثا الحفاظ على استقلال البلاد وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وإضافة إلى تمرد حميدتى على الدولة السودانية مستنداً على الدعم الخارجي فإن نقل النزاع إلى المثلث الحدودي لمصر يشكل ذروة عملية تسليم القرار السياسي والسيادة الوطنية إلى الكفيل الاستعماري الجديد الذى يستعد الآن لابتلاع الدول الأربعة التى سيطر حميدتى على أهم منطقة استراتيجيه في حدودها
واضح من خلال كلام حميدتى الاخير لمحاولة التصالح مع مصر وعرض التفاوض معها والتزامه لأبناء الشعب السوداني بعدم التحالف مع اللصوص والمجرمين مرة أخرى أن هناك خطة خداعية جديده قد وضعت للرجل لتحسين الصورة امام أهم فاعلين في السودان فبدون ثقة الشعب السوداني لن يكسب خطوة واحدة في طريق تحقيق أهدافه بالسيطر ة على السلطة الثروة في البلاد
كما أن مصر أثبتت أنها العائق الاستراتيجي لتنفيذ مخططاته التي وضعت في عواصم الغرب الاستعماري واخيرا اذا اراد حميدتى فعلاً أن يقوم بالمصالحة مع مصر والشعب السوداني فعليه أن يكشف لنا وللدول الأربعة وللأمة السودانية الاتى
1/ لصالح من قام باحتلال المثلث الحدودي وماهو الثمن وهل يعد ذلك تجديدا لعقد الارتزاق الذي وقعه منذ سنوات مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 350 مليون دولار
2/متى سيقوم بتسليم هذه المنطقة الاستراتيجية لكفيله ومن هو هذا الكفيل وكم ستتحمل الدول الأربعة من ضحايا وماهى محطات التجسس التى سيتم زرعها في هذه المنطقة
3/ اذا كان سيتخلص من المجرمين والمرتزقة فبمن سوف يستعين لاستمرار تمرده وتحقيق الخطة الاستعمارية الكبرى في تهجير أبناء السودان الأصليين واستبدالهم بالساعات والمرتزقة من أقصى الدول الأفريقية
واخيرا يجب أن يعلم حميدتى ومن خلفه أن التاريخ لا يعطي الفرص الكبيرة مرتين وانه فى غفلة من الزمن شارك في حكم السودان وجاء تمرده ليشطب نفسه من دفاتر التاريخ وان زمنه بالفعل قد انتهى بتمرده على الدولة السودانية وثوابتها المشتركة مع مصر