الخطــوة أثـارت جـدلًا واسعًــا.. إعفـاء وزيـري (الخـارجية والأوقـاف).. تعديل جزئي أم تشكيـل جـديد!!. تعديــلات محــدودة مرتقبة ببعـض الحقــائب الوزارية
تداعيـات القرار رسمـت علامـات استفهـام كثيـرة؟؟؟

تقرير- محمد جمال قندول
بشكــــلٍ مفـــــاجئ، أجرى مجلـــس الـــوزراء تغييران على حقيبتي “الخــــــارجية والشــــؤون الدينيــــة والأوقــــــاف” مساء أمس الأول (الخميس).
الخطوة أثارت جدلًا واسعًا لا سيما أن وزيري الخـــارجية والشــــؤون الدينيــــة لم يمض على تكليفهما 6 أشهر، كما أن الأول وهو السفير الدكتور علي يوسف الشريف استطاع ترك بصمة واضحة في تجربته متقلدًا أعـــلى هـــرم الدبلوماسية الســـودانية.
تداعيات الإعفاء للوزيرين فتح باب التكهنات حول مغزى التوقيت والأسباب، وهل هو مقدمة لتشكيــــل حكومة وتسمية رئيس وزراء، أم أنه تعديـــــلٌ جــــزئي.
تعديــــلٌ جــــــزئي
التعديـــلات أخذت حيـزًا كبيـرًا من الاهتمام الإعلامي داخليــًا وخارجيــًا ورسمت علامات استفهام كثيرة مع تداول وكالات أنباء عن تعديــلات تشمل حقــائب وزارية أخــرى.
ويرى مراقبــون أن الخطوة لربما تعبر عن الاتجاه لتشكيـل حكومة جديدة وتسميــة رئيــس وزراء خلال الفترة القليلة القادمة.
غير أن مصادر متــطابقة تحدثت لـ(الكرامة) ونفــت الاتجاه لتسمية رئيس وزراء، وأكدت المصادر أن التعديــل الذي جرى أمس الأول “جــزئي”، وستعقبه تعديــلات محــدودة في بعض الحقــائب الـــوزارية.
وفي نوفمبر من العام الماضي، أجــرت الحكومة تعديـلًا جزئيًـا آنذاك قضـى بتعييـن وزراء “الخارجيـة، والإعـلام، والشـؤون الدينيـة والتـجارة”.
وتعالـت الأصـوات خلال الأشهر الأخيرة بضـرورة الاتجـاه لتسـمية رئـيس الـوزراء، وذلك لمقابلـة تحديـات مرحلة البناء والإعمـار ومـلء المـنصب الشاغر منذ نوفمبر 2021.
القــــرار السيـادي
خبراء سياسيون اعتبروا إعفاء وزير الخارجية ملمح آثار الكثير من الجدل لا سيما وان الرجل استطاع إحداث نقة في اداء الوزارة خلال الأشهر القليلة التي تقلد فيها المنصب
وفي خضـم المغـادرة المحتمـلة لعدد من الوزراء المكلفيـن لمناصبهم بالحكـومة السودانيـة وعـلى رأسهم وزيرا “الخـارجية والأوقـاف” اللذان تمت إقالتهما مؤخرًا وما رافق تلك الإقـالات من رسائـل شـكر وتصريحات، تزداد التسـاؤلات حول دلالات هذا التحـرك، وتوقيتـه الذي يتـزامن مع مرحـلة دقيـقة تمر بها البـلاد.
وفي هذا السيـاق، توجهنا بالســؤال للصحـفي والمحـلل السيـاسي د. إبراهيم شقـلاوي حول قراءتـه لهذه الإعفـاءات وما قد تعكسـه من مؤشـرات تتجـاوز البعـد الإداري.
شقـلاوي قـال إنّ ما جـرى لا ينبغي فهمـه كإجـراء روتـيني في سياق التبديـل الـوزاري المعتـاد، بل يجـب قراءتـه كجـزء من إعادة ترتـيب بنيـة القـرار السيادي والتنـفيذي في البـلاد في هذه المرحلة المهمة.
وأضاف د. إبراهيم أن إعفـاء وزيـري الخارجية والأوقاف، إلى جانب ترجيحـات بمغـادرة عدد من الـوزراء المكلفين الآخرين، يشير إلى اتجاه متعمد نحـو تجـديد الـدماء، وضبط إيقاع الأداء الحـكومي بما يتسق مع استحقاقات المرحلة الجـديدة والاستعـداد لإعادة الإعمار خاصةً بعد “معـركة الخـرطوم الكـبرى” التي شكلت لحظة فارقة في مسار الـدولة السـودانية والتي تشهد استعدادًا للانتقال للعاصـمة الخـرطوم عقب تحـريرها من ميليشيـا الدعم السـريع.
وذكر شقلاوي أن مغادرة وزير الخارجـية المكـلف الدكتـور علي يوسف الشريف – المعـروف باتـزانه المهني وزهده عن الأضواء – تُعد رسالة موجهة للخـارج بأن السودان بصدد الدخول في مرحـلة جـديدة من الحضـور الدبلـوماسي أكثر تحـديدًا للمـواقف وأكثر تعبيـرًا عن مصالحـه السيـادية في ظل بيئـة إقليميـة متغيـرة.
أما بشأن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فقد أشار شقلاوي إلى أن الإعفاء يحمل بعدًا رمزيًا واضحًا يتصل بالحاجة إلى خطابٍ ديـنيٍ جـامع ورشيـد يُسهم في ترسيخ السلم المجتمعي ويبتعد عن التجاذبات والاصطفافات، لا سيما في ظل ما تعيشه البـلاد من تحديات فـكرية وثـقافية تتـطلب حكمة في التـعاطي وروحًـا مؤسسيـة أكثـر رسـوخًا.
وختم شقلاوي حديثه بالتأكيد على أن هذه الإعفاءات رغم تباعدها في ظاهرها، تنطوي على رؤية سيـاسية موحدة تسعى إلى إعادة هيكلة السـلطة التنفيـذية بصورة واسعة بعيدًا عن الترقيع، استعدادًا لمرحلة قد تتطلب وجوهًا جـديدة قـادرة على التفاعل مع تعقيدات الداخل وعلى رأسها رئـيس وزراء يقـود الجهاز التنفيذي، بجانب متطلبات توازنات الخارج في سبيل تثبيت أركان الدولة واستعادة ثـقة المواطـن في مؤسسـات الحـكم…