الجنرال عبدالخالق دورين في حوار مع “عزة برس : هناك “فبركة” لاحداث “الكنابي” وراءها جهات تسعى للفتنة..هناك تعديلات طفيفة على الوثيقة الدستورية وعازمين للتحول لحزب سياسي
لايمكن تكوين حكومة ”منفى” الا بالإرتزاق وهؤلاء(...) يريدون بيع الوطن رخصياً
القيادي بالتحالف السوداني رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان إقليم دارفور الجنرال عبدالخالق دورين في حوار مع “عزة برس”:
تحرير مدني والخرطوم يمثل إنتهاء النصف الأول من تطهير البلاد
حوار- عزة برس
أكد عضو الهيئة القيادية للتحالف السوداني رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان إقليم دارفور الجنرال عبدالخالق دورين ناصر، أن تحرير مدينة ود مدني يمثل بداية بزوغ فجر جديد للسودان اعطى دفعة معنوية للشعب السوداني للمضي قُدماً في تحرير كل شبر في البلاد من دنس مليشيا الدعم السريع، وبشّر الشعب بانه سوف يسمع بتطويق للمليشيا في العاصمة الخرطوم قريباً وأن مدن ومناطق أخرى في أقليم دارفور سترى النور في القريب العاجل.
واعتبر الجنرال دورين في حوار مع “عزة برس”، أنه حال تحرير العاصمة الخرطوم عقب تحرير مدني، يمثل انتهاء النصف الأول من تحرير البلاد من مليشيا الدعم السريع، وأشار إلى أن المليشيا انكسرت شوكتها بتدمير قواه الصلبة وأن ماتبقى منها لاتساوي شيئاً مقابل استعداد الجيش والشعب للقضاء عليها.
وافصح القيادي البارز أن هناك تعديلات وصفها بالطفيفة تمت في “الوثيقة الدستورية” وذكر بأنه لم يتم مس اتفاقية جوبا للسلام وظل متروك، وأكد بانه لايمكن تكوين حكومة منفى الا من خلال عملية الارتزاق، واعتبر أن من ينادون بهذه الحكومة يريدون بيع الوطن رخيصاً مجدداً، وأعاب وجود نحو 140 حزبا بالبلاد غير مستوفين لشروط التسجيل، وأكد أن التحالف وحركته عازمين عقب عمليات الدمج للتحول لحزب والانخراط في العمل السياسي والتعبير عن تطلعات الشعب السوداني.
س- في البدء ماهو تعليقكم على الانتصارات المتتالية للجيش والتحالف المقاتلة إلى جانبه؟
ج- اولاً اترحم على أرواح شهداء معركة الكرامة وعاجل الشفاء للجرحى وعودة حميدة للمفقودين، ونيابة عن رفقائنا في الهيئة القيادية العليا للتحالف السوداني وكل الضباط وضباط صف وجنود، ارسل إليكم التحايا وشاكر للإعلام الوطني الحادب على مصلحة الوطن في إبراز الحقائق ونقل المعلومات.
حين بدأت الحرب في الخرطوم نحن كنا اول من واجهنا المعركة في مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب كردفان بقيادة الشهيد البطل الجنرال خميس عبدالله أبكر وكان ليس أمامنا خيار سوى مواجهة الأمر أمامنا لجهة إيماننا أن هذه الحرب حرب للمليشيا الإرهابية واعوانها من عرب الشتات الذين كانوا ينووّن إذلال الشعب السوداني واحتلال البلاد ومواردها، وادرنا المعركة بحسب خبرتنا في غرب البلاد التي واجهنا بها عدة صراعات ومعارك مع مليشيا الدعم السريع الإرهابية.
كما أننا تفاجئنا بهجوم على مدينة الجنينة بقوة قوامها 16500 عسكري من كل المحاور فاستبسل شبابنا بكل قوة وثبات وقاموا لزهاء شهرين لم يتم هزيمتهم، لكن شاءت الاقدار عقب وفاة قائد الفرسان الشهيد البطل خميس عبدالله أبكر تراجع موقف المقاومة وتضامنا مع الجيش في الفرقة 15 مشاة وظللنا صامدين معهم حتى وقت انسحاب الفرقة.
س- من وجهة نظركم ماذا يعني تحرير مدينة ود مدني كقيمة عسكرية واستراتيجية؟
ج- مدني القلب النابط للسودان وهي موقع استراتيجي رابط عدة ولايات وسقوط هذه المدينة كان بالنسبة للشعب السوداني كابوس ولكن الحمدلله عندما تم تحريرها ليس هناك مالم يفرح حتى الذين تضامنوا مع المليشيا الإرهابية احسوا بالفرح وأن لم يظهروه.
ثانياً، مدينة ود مدني بالنسبة للخطة الاستراتيجية للدفاع عن السودان تعتبر بداية بزوغ فجر جديد للسودان مما يمنح دفعة معنوية عالية للشعب السوداني للمضي قدما في تحرير كل شبر من أرض البلاد دنسته المليشيا.
س- بوصفك قائد عسكري بارز هل فعليا هناك انهيار لمليشيا الدعم السريع؟
ج- هناك انهيار واضحاً وجليا لمليشيا الدعم السريع إذ أخذنا في الحسبان بداية معركة الكرامة والهجوم على الجيش كان بقوات قوامها 120 الف وارتال من المركبات القتالية والعتاد والآليات اجتاحوا كل المؤسسات والمرافق العسكرية والمدنية، ولكن الجيش وشعبه انتصر عليهم بحنكة وصبر وثبات دُمرت كل القوة الصلبة للمليشيا الإرهابية والعتاد والآليات، ومابقى من المليشيا مجموعات تسعى وراء الشفشفة وهي انكسرت شوكتها بفضل خطط قادة المؤسسة العسكرية والتفاف الشعب السوداني حول جيشه وهذا الالتفاف أقوى من اية قوة غاشمة، وماجرى في السودان كشف مدى قوة وصلابة الشعب السوداني والقوات المسلحة والقوات المشتركة
والأجهزة النظامية الأخرى ولجان المقاومة والمستنفرين.
س- عقب تحرير ولاية الجزيرة هل ثمة توقعات بإنتهاء الحرب في الربع الأول من العام الحالي لاسيما في العاصمة الخرطوم؟
ج- كل القوات التي شاركت في تحرير مدينة ود مدني ستذهب إلى العاصمة الخرطوم، والان هذه القوات على مشارف العاصمة وقريبا سنسمع بتطويق الخرطوم وبشريات جيدة اخرى، ومن ثم التحرك بعدة محاور لتحرير كردفان ودارفور، وتحرير حاضرة ولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم انتهاء للنصف الأول لتحرير البلاد من مليشيا الدعم السريع الإرهابية.
س- ماهو السر وراء وراء انسجام حركات الكفاح مع الجيش ومتى يتم دمجها في القوات المسلحة؟
ج- حين توقيع اتفاق جوبا لسلام السودان كان الشعب السوداني وصل لقناعة بأن ليس هناك دواعٍ للحرب في البلاد وكان سبب استمرار الحرب حينها وجود النظام السابق والذي بـ زواله غالبية حركات الكفاح المسلح وصلت لقناعة بالتوقيع على اتفاق سلام وبناء جيش وطني قومي لحماية البلاد وحدودها.
وهنا اطمئن الشعب السوداني، ليس هناك تخوف من وجود قوات الكفاح المسلح على الإطلاق خشية من تكرار تجربة تكوين قوات شبيهة لمليشيا الدعم السريع مرة أخرى، وحركات الكفاح شرعت لادراج قواته في نمر عسكرية وهناك نماذج لالاف القوات بالميادين نالت النمر العسكرية، وهنالك خطوة جادة نحو الترتيبات الأمنية وعقب انتهاء الحرب سوف يتم ادراج هذه القوات داخل القوات المسلحة لبناء جيش واحد لوطن موحد ، كما أن جميع حركات الكفاح المسلح تعمل وفق إمرة الجيش وليس بمعزل عن توجيهات القيادة وغرف العمليات العسكرية.
س- مارأيكم بشأن عقوبات الخزانة الأمريكية على الرئيس والقائد البرهان؟
ج- هذه العقوبات لن تؤثر على مجرى كفاح الشعب والتفافه حول جيشه لتحرير البلاد من مليشيا الدعم السريع الارهابية، لجهة أن هذه الحرب ليس بين الجيش ومليشيات التمرد أو القائد البرهان والمليشيا، وإنما بين الجيش والشعب السوداني الذي في خندق واحد بقيادة البرهان ضد مليشيا الدعم السريع الإرهابية، وهذه العقوبات لن تؤثر في عدم تحرير البلاد من مليشيات التمرد وأن كانت العقوبات على البرهان فالشعب السوداني كله البرهان وليس هناك إرادة أقوى من إرادة الشعب الذي لا تقهره تلك القرارات.
س- ماذا عن الحديث حول تعديلات دستورية واضافات على انصبة اتفاق سلام جوبا؟
ج- نعم، تداول الكثير هذا الأمر وليس هناك تعديلات كثيرة تمت على الوثيقة الدستورية ولم يمس اتفاق سلام جوبا وهو متروك كما كان، هناك تعديلات طفيفة تمت لموائمة الوضع الراهن عقب تمرد مليشيا الدعم السريع واصطفاف جهات سياسية من خلفها وسيتم عرض تلك التعديلات على الشعب قريباً.
س- باعتباركم جزء مشارك في الحكومة ماتعليقكم حول الأداء التنفيذي؟
ج- الأداء التنفيذي الآن جيد والحكومة حكومة عظمة رغم الأزمة الموجودة من نقل العاصمة والوضع الاقتصادي وتغيير العملة وغيرها، إلا أني افتكر ان أداء حكومة الامر الواقع جيد وأن كان هناك بعض القصور الذي يمكن معالجته فيما بعد في الحكومة المقبلة باستيعاب الشباب والمرأة والكفاءات وفق دراسة للاخفاقات السابقة.
س- في السياق ذاته كيف تنظر للدعوات لتشكيل حكومة موازية؟
ج- افتكر تكوين حكومات ليس بالأمر السهل، الحكومة بالضرورة يجب أن تكون في أرض الواقع وبوجود شعب وموارد تسيير، وإذا قامت هذه الحكومة من أين لها بالاموال لتسييرها الا عن طريق الأرتزاق كما نلاحظ الآن كثير من القادة السياسيين يتجولون في دول المهجر من دولة إلى دولة ومن قاعة إلى قاعة، كن أين لهم ذلك.
أولئك الذين يسعون لتشكيل حكومة منفى هم الذين باعوا السودان ويردون بيعه مجددا رخيصاً، وإذا كانت هناك عقوبات من الخزانة الأمريكية يجب أن تكون على حكومتهم المزمع تكوينها.
س- ما تعليقكم على أحداث العنف بدولة الجنوب تجاه السودانيين هناك؟
ج- ماجرى في جنوب السودان ليس هناك أدلة انتهاك واضح وادلة بـ أين وكيف ومتى وقعت الانتهاكات ضد رعايا من دولة الجنوب متعاونيين مع مليشيا الدعم السريع، كان القصد من وراء ذلك فبركة صور ومشاهد بعيدة عن الواقع تم عرضها في منصات التواصل من مجموعات أرادة إثارة غضب الجنوبيين واحداث فتنة بين الشعبين الشقيقين.
بالمقابل هناك انتهاكات واضحة للشعب السوداني الذي لازم الصبر وضبط النفس، وهو يشكر على ذلك.
وهنا اناشد كل القوات النظامية والمقاومة الشعبية بأننا نمثل الدولة التي نعمل وفق رؤيتها وخططها ولا يمكن أن نتعامل كجماعات المليشيا المتمردة، واوصي نفسي وأوصيهم أن يتم التعامل مع كل من ارتكب أن تتم محاسبته وفقا للقانون.
س- ماهي خططم في التحالف والحركة للانخراط في العمل السياسي؟
ج- البلاد مقبلة على مرحلة سياسية مختلفة عن الفترات السابقة، ولكن للأسف وصل عدد الأحزاب 140 حزبا غير مستوفين لشروط التسجيل، وفي هذه المعركة اتضح حين جاء الوقت للدفاع عن الوطن الغالي اغلب هذه الأحزاب لم نجد منهم سوى القليل وأرى بانه يجب تصنيف الأحزاب من خلال وجودهم في معركة الكرامة للقوى المدنية التي دعمت وساندت السودان وشعبه.
اما حركات الكفاح المسلح سوف تتحول إلى عقب الترتيبات الأمنية والدمج والتسريح إلى أحزاب حتى تشارك في العمل السياسي بطريقة ديمقراطية ترضى طموح الشعب السوداني، ونحن في التحالف عبر عدة فصائل اعددنا دستورا يعبر عن ممارسة العمل الديمقراطي وأننا عازمين عقب الدمج بالتحول لحزب سياسي ديمقراطي يعبر عن تطلعات الشعب السوداني ونحن سعينا ونلتمس كيف يتم التحول من كفاح مسلح إلى تنظيم سياسي يعمل من أجل الشعب السودان وشعبه العظيم.