في حوار مثير مع شيخ الامين يكشف عن منجم ذهب وعلاقته بحمـ.يدتي والإمارات ولم اعتقلته والمزيد.. ؟

متابعات _ عزة برس
في تصريحات مثيرة للجدل، كشف الشيخ السوداني الأمين عمر الأمين عن امتلاكه منجمًا للذهب تم تمويله من شركاء فرنسيين، قبل أن تُباع الشركة لاحقًا إلى جهة خليجية، مؤكدًا أن نشاطه التجاري بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأنه كان أول من أدخل شركة فرنسية للتنقيب عن الذهب إلى السودان في عام 2013، وفق ما ورد في مقابلة مطولة أجراها مع أصداء سودانية مع داليا الياس.
الشيخ الأمين أقر بوجود علاقة تربطه بدولة الإمارات، مشيرًا إلى أنه يعمل معهم في إطار ما وصفه بـ”شغل خاص”، وكشف عن تفاصيل وساطته بين الرئيس السوداني السابق عمر البشير والإمارات، حيث استدعاه البشير وطلب منه إعادة العلاقات بين البلدين، وهو ما تحقق عبر ما وصفه بالدبلوماسية الشعبية. وأكد أن تلك الوساطة تمت بنجاح، وأسهمت في عودة العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي خلال فترة حكم البشير.
وفيما يتعلق بعلاقته بقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، نفى الشيخ الأمين أن يكون قد لعب دورًا في توطيد العلاقة بين حميدتي والإمارات، موضحًا أن علاقته بالإمارات كانت قد انتهت قبل زيارة حميدتي لها. وأشار إلى أن حميدتي زار مسيده أكثر من مرة برفقة شقيقه عبدالرحيم، وكان يحضر حلقات الذكر ويغادر بهدوء، واصفًا إياه بأنه رجل صوفي يطوف على المساجد.
الشيخ الأمين تحدث أيضًا عن ملابسات منعه من دخول الإمارات، موضحًا أنه تم اعتقاله لفترة قصيرة بعد اتهامات بوجود علاقة له مع المخابرات القطرية، في وقت كانت فيه العلاقات بين الإمارات وقطر متوترة. وأكد أنه أُطلق سراحه بعد التحقيق، نافياً وجود أي أدلة تدينه، مشيرًا إلى أن من وصفوه بأنه سيُسجن مدى الحياة كانوا مخطئين، وأنه عاد إلى السودان بعد فترة من الاعتقال دون أن توجه له أي تهم رسمية.
وفي رده على الاتهامات التي تربطه ماليًا بقوات الدعم السريع، شدد الشيخ الأمين على استقلاله المالي، مؤكدًا أن كل ما يملكه من أموال وممتلكات، بما في ذلك منزله في لندن، تم شراؤه قبل تأسيس قوات الدعم السريع، وأنه لا يتلقى أي دعم منها. وأضاف أن تمويله يأتي من نشاطاته التجارية والدعوية، وأنه يمتلك مدارس داخلية وشركة تقنية في دبي، لكنه يتجنب الخلط بين الدعوة والتجارة.
الشيخ الأمين اختتم حديثه بالتأكيد على أن ظهوره الإعلامي جاء نتيجة لما وصفه بـ”الهجمة المنسقة” التي تعرض لها، وأنه اضطر لكشف تفاصيل حياته الشخصية بعد تصاعد الاتهامات، مشددًا على أن دعوته ترتكز على أساليب حديثة تستهدف الشباب، وأنه يسعى إلى إعادة صياغة الخطاب الديني بما يتناسب مع أدوات العصر، مستشهدًا بمشاركته في كأس العالم في قطر كمبادرة دعوية تهدف إلى جذب الشباب نحو القيم الإسلامية.
كشف الشيخ الأمين عن بدايات علاقته بالطريقة المكاشفية، مشيرًا إلى أن الشيخ عبد الباقي المكاشفي، المعروف بصلاحه، كان سببًا في انجذابه إلى هذا المسار الروحي. أوضح أنه التقى بالشيخ في الثمانينات أثناء امتحانات المرحلة الثانوية، حيث تأثر بأسلوبه وبدأ معه رحلة روحية استمرت لسنوات. كان الشيخ عبد الباقي قد نصحه بعدم السفر إلى روسيا للدراسة الجامعية، وبدلاً من ذلك وجهه إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة، مؤكدًا له أن الخرطوم هي المكان الأنسب له، نظرًا لقدرته على التواصل مع الشباب وفهم لغتهم.
أشار الشيخ الأمين إلى أن الطريقة الصوفية التي تبناها كانت تهدف إلى كسر الصورة النمطية عن المتصوفين، خاصة في الخرطوم، حيث تختلف النظرة الاجتماعية عن تلك الموجودة في الأقاليم. تحدث عن تفاصيل دقيقة تتعلق بالمظهر العام، مثل عدم ارتداء الجلابية نفسها صباحًا ومساءً، لأن سكان الخرطوم يميزون بين التفاصيل، ويعاملون الناس وفقًا لمظهرهم الخارجي. ضرب مثالًا على ذلك بموقف في بيت عزاء، حيث يُستقبل الشخص القادم من ركشة بطريقة مختلفة عن القادم بسيارة فاخرة، حتى وإن كان الأول حافظًا للقرآن ومدير جامعة. وأكد أن الشيخ المكاشفي كان يرى أن الدين والتصوف يستحقان الاحترام، ويجب ألا يُنظر إليهما بدونية، ولذلك نصح أتباعه بالاهتمام بمظهرهم وركوب سيارات جيدة، وهو ما ساهم في جذب عدد كبير من الناس.
وعن تأسيس المسجد، أوضح الشيخ الأمين أنه واجه في البداية رفضًا من الجيران، لكن مع مرور الوقت تحول المسجد إلى قبلة للناس، وأصبح الجيران أنفسهم من خدمته. أشار إلى أن الحرب كشفت عن معدن الناس الحقيقي، وأن التكية كانت قائمة بشكل مصغر قبل اندلاعها، لكنها لعبت دورًا محوريًا بعد بدء النزاع. تحدث عن بداية العمل في التكية خلال شهر رمضان، حيث كان الشباب المتعلمون يشاركون في إعداد الطعام وتقديمه، ومع تصاعد الحرب وإغلاق المحال والمستشفيات، قرر البقاء لخدمة الأهالي، خاصة كبار السن الذين رفضوا مغادرة منازلهم. أشار إلى أن الشباب وقفوا معه، وأنه رفض فتح باب التبرعات حتى لا يُتهم بالاسترزاق من الحرب، مؤكدًا أنه أنفق من ماله الخاص، وأن كل ما قدمه موثق.
استعرض الشيخ الأمين تفاصيل عمل التكايا، مشيرًا إلى وجود ست تكايا في الجريف وثلاث في الفاشر، بالإضافة إلى تكية في شرق النيل، وأن الثورة أنتجت ثلاث عشرة تكية لا تزال تعمل حتى اليوم. اعتبر ذلك ردًا للجميل لبلد أدرك عظمتها بعد مغادرته لها، خاصة بعد أن أصبح يُنظر إلى السودانيين كنازحين ولاجئين. أبدى أسفه لظهور تجار الأزمات الذين رفعوا أسعار الإيجارات بعد الحرب، مؤكدًا أن التكية لعبت دورًا أساسيًا في دعم الأسر.
وفيما يتعلق بظهوره في فيديو مع أفراد من قوات الدعم السريع، نفى الشيخ الأمين تلقيه دعمًا منهم، مؤكدًا ثقته في جهاز المخابرات السودانية من الجندي حتى الفريق. أوضح أن وجوده في منطقة خاضعة لسيطرة الدعم السريع لمدة تسعة أشهر فرض عليه التعامل معهم، خاصة أنه كان مسؤولًا عن 1500 أسرة. أشار إلى أنه طلب لقاء قائدهم، وتم اللقاء في المسيد، حيث ناقش معه الوضع، وأكد له أن لا وجود للجيش في المنطقة، وأنه مستعد للمغادرة إذا طُلب منه ذلك. طلب توفير ارتكاز لضمان سلامة المواطنين أثناء التنقل، خاصة في ظل وجود نقاط تفتيش قد تعرضهم للخطر.
أكد الشيخ الأمين خلال حولر أجرته الإعلامية “داليا الياس”أنه لم يكن بحاجة إلى دعم من الجيش أو الدعم السريع، وأنه كان يسعى فقط لخدمة المواطنين. أشار إلى أنه يمتلك منزلًا وحديقة في لندن، وكان بإمكانه الظهور في بث مباشر لدعم أي جهة، لكنه اختار البقاء في السودان وسط الرصاص والدانات، يعالج الجرحى ويدفن الموتى. تحدث عن ابنته الطبيبة التي شاركت في علاج المصابين، وكادت أن تُصاب بقذيفة أثناء وجودها في المنزل. شدد على أن ما يقوم به هو عمل وطني، وليس سعيًا لمنصب أو شهرة، مؤكدًا أنه يوزع المياه على الناس في مناطق متفرقة، ويعمل لساعات طويلة، وقد استشهد أربعة من شبابه خلال هذه الفترة.
أعاد الشيخ الأمين عمر الأمين التأكيد على أن تعامله خلال فترة الحرب كان مدفوعًا باعتبارات إنسانية بحتة، مشددًا على أن التنسيق مع استخبارات الجيش تم بهدف حماية المدنيين وتقديم المساعدات الضرورية في ظل ظروف بالغة التعقيد. وأوضح أن استخبارات الجيش تعاملت معه بمهنية عالية، مدركة أن دوره لم يكن سياسيًا أو عسكريًا، بل إنسانيًا بامتياز، حيث أشار إلى أن بعض سكان منطقة ود نوباوي لم يتمكنوا من الوصول إلى المسيد بسبب الاشتباكات، وعندما تمكن من الوصول إليهم، وجدهم قد فارقوا الحياة وكانت جثثهم في حالة تحلل. وأضاف أن رفضه للتعامل مع القوات المسيطرة على المنطقة كان من الممكن أن يؤدي إلى اغتياله برصاصة لا تساوي ثمنها، ولذلك اختار الحكمة حفاظًا على أرواح المدنيين.
وفي معرض رده على الاتهامات التي طالته بشأن علاقته بقوات الدعم السريع، نفى الشيخ الأمين بشكل قاطع تلقيه أي دعم مالي أو لوجستي منهم، مؤكدًا أنه كان يرفض الإعانات التي تُعرض عليه، بل إنه كان مستعدًا للعودة بها إن اقتضى الأمر. وأوضح أن الظروف الإنسانية التي عاشها المواطنون كانت قاسية إلى درجة أن قبول أي نوع من الطعام، حتى لو كان محرمًا شرعًا، يصبح ضرورة تبيح المحظورات، مشيرًا إلى أن الناس كانت تموت جوعًا، وأنه كان يضطر إلى بذل جهود مضنية لتوفير الغذاء، وهو ما اعتبره نوعًا من الجهاد.
وفي سياق حديثه عن الحرب، شدد الشيخ الأمين على أنه لا يملك الحق في إصدار الفتاوى أو إطلاق الاتهامات، معتبرًا أن ذلك يتطلب درجة عالية من الوعي والتجرد. كما تطرق إلى الحملات الإعلامية والتنمر التي تعرض لها خلال مسيرته، مستشهدًا بما واجهه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من اتهامات باطلة رغم رسالته السماوية، مؤكدًا أن كل صاحب نعمة محسود. وأشار إلى أن شيخه كان يردد دائمًا أن الإنسان كلما ارتقى زادت أعداد الحاسدين، داعيًا إلى التحلي بالصبر ومقابلة الإساءة بالإحسان، وضرب مثالًا بشخص ظل يشتمه لسنوات، ليتفاجأ لاحقًا بأن والد ذلك الشخص كان يتلقى العلاج في المسيد لمدة ثلاثة أشهر.
وختم الشيخ الأمين حديثه في حوار ( أصداء سودانية) بالتأكيد على استعداده للمحاسبة العلنية، قائلاً إنه إذا ثبت عليه أي تهمة تتعلق بالإضرار بالوطن، فإنه يطالب بمحاكمته في سوق أم درمان، مشددًا على أن الله وحده يعلم حقيقة ما كان يقوم به من أعمال خلال فترة الحرب
السودان نيوز