الأخبار

أجراس فجاج الأرض .. عاصم البلال الطيب يكتب : فى طبقات “ودمناوى” شهادات وأسرار

*جلسة

*جلسنا زملاء إلى القائد منى أركو ماوى بكل قبعاته ، فى مقر إقامته بمدينة بورتسودان ، تحت مظلة مركز الشريف للدراسات والإعلام والتدريب ، وما الشريف إلا القانونى الضليع ، والخبير السياسى والمجتمعى المميز والقطب الإتحادى بلباس القومية ، الراحل الأستاذ عثمان عمر الشريف ، ابنته الدكتورة شذى تسير على خطاه مهتمة بشأن السودانيين العام ، منشئة مركز الشريف بتؤدة وثبات ، واتخذت لأسباب أقواها ، صداقة تجمع بين القائد والأستاذ ، جلسة مع مناوى لتدشين نشاط المركز ، بلقاء مختلف بينه وعدد من الصحفيين محدود ، لضيق صالون الإستضافة وصغره فى عاصمة إدارية لازالت بالبركة تتسع لإستيعاب كل السودان ، حتى كامل إنصهار مكوناته بمختلف السحنات ، وتثبت التعايش ليس بشسع الجغرافيا ، ولا المليون مربع قبل وبعد التناقص بانفصال الجنوب ، وقد ضُيق وسعها بالخلاف والشقاق ، وتراكم طبقة عن طبقة من الأخطاء من لدن أيلولة الحكم للرواد الإستقلالين وخشيتنا حتى يوم الدين ، والعنونة التى تروقنى وصفا لجلستنا تحت مظلة الشريف ، طبقات ود مناوى ، إذ يقرر أبرز قيادات المرحلة المؤثرة ، وعن إطلاع واسع وقراءات بين السطور ، أن حكم السودان منذ إبتدأ تأسيس دولة ما بعد الإستقلال ، طبقات من الفشل حملها ميلاد جنين الدعم السريع المشوه ، وليس كل وصف حرفيا من بث شفة مناوى ، المتحدث بلسان المحلل و السياسى و القائد العسكرى ، يدخل ألى صالون اللقاء يتأبط كتابا أو إثنين ، ولكأنما اراد الإعلان عن القراءة ، وليوجه دعوة صريحة لمن يؤثر فيهم لأهمية الأقبال على الإطلاع ، دعوة تعبر عن رسالة مركز الشريف للدراسات والإعلام والتدريب ، المستحق دعما وسندا ومؤازرة ، إجلالا لرمزية الأستاذ ، وتقديرا لمجاهداته المختلفة لإعلاء سارية علم السودان ، وتحية للدكتورة شذى لبر أبوى من جنس العمل الشريف*
*القراءة*

*مازجا بين الصرامة وروح الدعابة التراجيكوميك ، يبتدر القائد مناوى قراءاته للمشهد بتسلسل هرمى يشف عن المذاكرة فى الأسفار حتى كتاب ميلاد حنا عن بنية الدولة والمجتمع فى مصر وقيامها على سبع ، ويصف وضعيته الراهنة ضاحكا بالحاكم المنفى ، سخرية ربما من مطلقى الإسم ، مستهدفي التخلص منه حاكما للإقليم ، حتى يخلو لهم وجه دارفور وإعلان دولتهم مباشرة ، ويبلغه نبأ إنعقاد إجتماع مصغر بإحدى دول الجوار الأفريقى وبعاصمتها الأنيقة محدود العدد ، ليضع خطة لإغتياله والدكتور جبريل إبراهيم . وباحترام يعيب مناوى على جيل الأزهرى ، وضعهم للعجلة خلف حصان السودان ، وإرهاقه بالسير بالمقلوب وعلى عجلة من الأمر ، دون دعوة لمؤتمر حوار وطنى ، ويتندر من إيراده مضطرا ، مفردة الوطنى وحتى الحوار للإستهلاك التاريخى لكل المسميات ، لم يجب الأزهرى والرفاق وفقا لأفادات مناوى ، على جملة تساؤلات جديرة بالطرح للإجابات ومن ثم وضع هياكل للحكم والإدارة ، وأولى التساؤلات التى تمنى لو طرحها الإستقلاليون إبتداءً ، من هم السودانيون وماهية الموارد وبيئتها وإحصاءاتها ، والسياسات الخارجية وبناؤها ، ووضعية القوات المسلحة وسائر قوى المنظومة الأمنية وهياكلها ، ومن ثم النظر فى تكوين المؤسسات المدنية لإرساء قواعد الحكم ، ويرى بهذا لا غيره يقطع الطريق أمام الأنقلابات ، والإكتفاء بالأحتجاجات من أجل التغيير للتطوير ، ويعيب كذلك على السياسى السودانى ، عدم بذل جهدا كافٍ والنزوع لأسهل الحلول ، ومؤدى ذلك التراكم من الفشل ، والإفضاء لإشتعال الثورة العسكرية فى الجنوب فى الخمسين من القرن الماضى مسبوقة بأولى سلمية مطلبية فى الأربعين من ذات القرن لم تحظ بالإستجابة ، فتلتها ثورات وحركات مطلبية ، مؤتمر البجا وجبهة نهضة دارفور ، ولا يتفق مناوى مع ما يتردد عن إستحواذ الشمال وهو يعانى ذات الأهمال، ويرد الأمر برمته لتراكم طبقات الفشل حتى إستيلادها للدعم السريع مولودا مشوها، جراء طبقات أخرى أشد فشلا ، تلاعب عرابوها خاصة الأطول حكما بالنار . ويعزى قمة الفشل والتسبب فى عناء اللحظة جراء الحرابة ، لعدم نضوج من آل إليهم الأمر بعد التغيير ، وعملهم بروح الإنتماء للسفارات وإعادة أنتاج تجارب الآخرين*

*الهبوط*

*والتعامل فى الفترة الإنتقالية بعد سقوط النظام ، براى مناوى يتطلب هبوطا ناعم ، لا ما يصفه بالأنجليزية ، كراش لاندنق Crashlanding يتسبب فى حرق الطائرة ، ولئلا يحدث هذا ، لابد من التعامل مع المتبقى بعد سقوط النظام بدلا من اللجوء لممارسات لجنة التمكين التى جعلت من مشهد التغيير محض إنقلاب مع تغيير الأرقام سدا للباب حتى مع التعامل معنا كداعمين لهم مهمين فى لحظات فارقة . ويمضى ليقول رؤيتنا للتعامل مع الأنتقال ،الإبقاء على المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية وإخضاعها للإصلاح ، ولكن بإذ قيادات الحرية والتغيير يسهمون فى زيادة طبقة فشل ، و يعدون بديلا موازيا هو الدعم السريع بهدف إبعاد الحركات المسلحة وإضعاف القوات المسلحة وترويض المشاركين معهم فى الإنقلاب ، وذلك لتطبيق الأتفاق الإطارى الذى حذرنا بأنه سيفضى لإثنين لا ثالث لهما ، إما الوضع تحت الإنتداب الدولى او الوقوع فى فوضى لاتبقى ولا تذر ، والنتيجة هى الحرب الواقعة الآن والتى سعينا لإيقافها بشتى السبل . ويكشف مناوى عن إرتحاله بعد إندلاع الحرب والسادة مالك عقار والدكتور جبريل إبراهيم لولاية سنار لعمارة الشيخ هجو واجتماعهم هناك بحضور التوم هجو للنظر فى أهمية إستمرار عمل مؤسسات الدولة ، واتخاذ عاصمة إدارية بديلة رشح هو شخصيا ود مدنى مع توزيع العمل الإدارى بين ولايات سنار والدمازين لولا أن الرأى الغالب رجح بورتسودان ، ويكشف عن تواصلهم من عمارة الشيخ هجو بسنار مع حميدتى فى محاولات لإستدراك ما يمكن تداركه ، ولكنه يرد مطالبهم بالإنتظار حتى تحقيق الهدف وقد كان حسب المعلن وليس من إفادات الجلسة مع مناوى إستلام البرهان او الإستسلام . وفى تلك الجلسة يفصح مناوى عن اتخاذ قرار الحياد مع اعتراض عقار واستبعاد حركتى حجر والهادى إدريس ، وتعزيزا لتسميتة طبقات الفشل ، يتهم مناوى مؤسسى قوات الدفاع الشعبى بالإتكاء على إرث تكوينات قبيلة مسلحة وإستقطابات حادة سابقة للإنقاذ ومتسببة فى إدخال عناصر غير سودانية تحت مظلة كبرى القبائل فى مناطق التماس ، مع تصوير حال الناس هناك تحريضا بماسكى قرون البقر ليحلب الآخرون ، التصوير يقودهم الآن للحلب قسرا ودفع الآخرين للإمساك بالقرون ، والنتيجة حرب مختلفة من الدعم السريع مدعومة دوليا ومسبوقة باستعدادات كبيرة جدا*

*التحذير*

*ويذكر مناوى فى جلستة تحت مظلة مركز الشريف ، تحذيرا أطلقه أمامه أحد اللاعبين الدوليين ذات لقاء قبل الحرب بسنتين أو ثلاثة ، بأن جهات تجهز الدعم لحرب بصورة كبيرة ولاتبدو له إستعدادات مقابلة ومتحسبة ، ويجيب عليه بأن الدعم قد يحدث زلزلة جراء كارثة طبيعية كبيرة لكنه لن يستطيع أن يحكم ، ويزيد بأنه إلتقى اللاعب المحذر بعد الحرب وذكره بالقول عطفا على الواقع والحاصل من تدمير وخراب بلا طائل جراء حرب الدعم التى مثلها كأية كارثة بركانية أو عاصفة فولاذية تحدث الخراب ولاتملك القدرات على البناء . توصيف بليغ لهذه الحرب . ويمضى مناوى ويقول لو استطاع حميدتى وفقا للمخطط أن يصل للحكم ، لوقعت نفس المصائب ، لأن العقلية للتملك وليس للحكم ومجموعته اسرية وقبلية محضة وهذا مما يدفعهم للمقاتلة مع القوات المسلحة وحيادهم عند الإبتداء مدروس وليس خبط عشواء . ويستبشر مناوى وفقا للقراءات بكل القبعات أن الحرب الآن تتدحرج للنهايات رغم إستمرارها فى غير ما جبهة ، وكما لحظات التكور مخاضها عسير ، فإنها فى حالة التدحرج اعسر ، الصخرة العاتية إذا تدحرجت من قمة جبل ساعة غضبة طبيعة لأوقعت افظع الخسائر ، هكذا يشبه مناوى تدحرج الحرب تدحرجا مؤلما ولكن العزاء لنهايات. وحتى ذلك الحين ستطغى آثار الحرب على كل فعل سياسى ومن الصعب إحداث إختراقات وهى مشتعلة على قول مناوى وحتى تضع أوزارها إما بالميدان او السلام ، والتلويح من قبل قيادات بتقدم لتشكيل حكومة منفى يراه بعين الإختلافات فى ما بين أصحاب الدعوة متعثرا، ويشير ان الدعاة إلى ذلك من ابناء دارفور بتقدم كلهم دعم سريع عدا عمر مانيس ، وحال الأعلان عن حكومة منفى بهذه الوضعية ، فهى حكومة دعم سريع*

*المطامع*

*ولايفوت مناوى جلسة مختلفة تحت مظلة مركز الشريف الذى جمعه به عن حب واحترام سوح العمل ، ويتطرق لما يتداول عن مطامعه فى السلطة ، ويكشف عن رسالة واتساب يحتفظ بها حتى اليوم فى الهاتف موجهة للبرهان والكباشى ، يقترح فيها بعد إندلاع الحرب للجنرالين وكلاهما داخل القيادة ، إستلام عقار لإدارة الحكم التنفيذى ، ويزيد عن تقدم جنرال كبير وعضو بمجلس السيادة باقتراح إليه فى يوليو ٢٠٢٣م ليتبوأ منصب نائب رئيس مجلس السيادة بيد أنه رفض ويجدد الآن الرفض ولو قدم إليه على طبق من فضة منصب الرئيس وهمه الآن الإسهام فى إنهاء الحرب والصراع ومن ثم التفرق لخدمة اهله عبر بوابة السودان الكبير ، وقبل خمسة شهور من الآن يقول طرح عليه المنصب مجددا ورفض مذكرا بمبرراته لرفض عضوية مجلس السيادة منذ الإبتداء وفق المشاركة باتفاق جوبا الأحرص على تنفيذه ، ورفض العضوية حرصا على الوجود بالأقليم لتقديم الخدمات وهذا ما يتوق إليه حال إستقرار الأوضاع فضلا عن أن غيابه مدعاة للدعم لتشكيل حكومة موازية ، ويندد مناوى بتدخل ما يصفها بالأيادى القذرة لإحداث حالة من الإرتباك ورفع معدلات الإستقطاب بالترويج للأكاذيب من وراء الكواليس ، ويحذر أن مثل هؤلاء سيتسببون فى الفشل فى الحرب . ويقر مناوى بانعقاد اجتماعهم كمسار دارفور بمنزل الدكتور جبريل حول تنفيذ اتفاقية جوبا وموضوع النائب اثير كمزحة ، ذلك أن الأتفاقية أصلا غير منصوص فيها على تولى الحركات منصب النائب الأول ، الاتفاق نص على احقية الحركات الموقعة على ٢٥%فى السلطة على أن تكون ال ٧٥% من نصيب مكونات الشعب السودانى ، وهذا ما أمنا عليه فى التعديلات الدستورية المقترحة المعروضة أمام مجلس الوزراء وشاركت فى جلستها بتوجيهات من البرهان للمجلس . وابدينا ملاحظاتنا فى أهمية النص فى التعديلات على تعزيز روح الشراكة والإحتساب لظروف الحرب وطغيانها على كل شئ وتضمين ما ينص على وجود مجلس تشريعى ، مشيرا عن عدم الممانعة على التعديلات بعد التوافق*

*المشتركة*

*وحول القوات المشتركة يؤكد القائد مناوى أن قوائم الدمج معدة من قبل الحرب ولو تم الأمر لقاتلت تحت مسمى القوات المسلحة ولكنها تقاتل الآن بذات النفس وتقدم الغالى والنفيس، والقوائم المقدمة للدمج فيها من أبدى البعض رغبة التسريح والعودة للأهل ، والإن بها من استشهدوا فى هذه الحرب فى مختلف انحاء القتال وبالفاشر الصامدة رغم الهجمات اليومية باسلحة متطورة والأنتهاكات الفظيعة ، ويرد باسما على الدعوات له عطفا على أقواله ليقدم نفسه قائدا قوميا ، بأن الإستجابه تجلب إليه مزيدا من المتاعب والبعض يضيق ذرعا بوجوده على ما هو عليه لخدمة أهله وعموم السودانيين المتداخلين ، وينادى مناوى بأهمية الإحتكام للسجل المدنى لإنهاء التداخلات والتقاطعات فى المناطق الحدودية لكفالة التعايش بسلام ووضع حد لكافة المظاهر والممارسات السالبة ، ويرد مشاكل الحدود القبيلة لحقبة الإستعمار ممثلا فعله بنصب جدار برلين الذى تم تشييده على حد توصيفه داخل البيت الواحد شاقا الأسرة لنصفين ، وهذا الحال وبسبب التقسيمات الحدودية منذ وقت الإستعمار يتجسد فى التداخلات فى الحدود بين السودان وتشاد وافريقيا الوسطى وغيرها ، وحسمها بالسجل المدنى المحكم وسياسات التعايش والتسامح والتداخل وتبادل المصالح واحتساب الحدود مجرد خطوط وفواصل مهنية. تحت مظلة الشريف وبكاميرا المبدع تركى يتأنق الجنرال مناوى بإفادات للتاريخ ولإستشراف حاضر يتراضى عليه الجميع*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *