وكالات _ عزة برس
شهدت أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية في العاصمة السعودية الرياض، لقاءات ثنائية عقدها مسؤولون لبحث منع اتساع الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، وسبل وقف الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة والعدوان على لبنان.
وانطلقت القمة العربية الإسلامية، الاثنين، بالرياض، لبحث وقف الإبادة بقطاع غزة والعدوان على لبنان، وتأتي “امتدادا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر/ تشرين 2023″، وفق بيان للخارجية السعودية.
لقاءات ثنائية مع ميقاتي
وفي لقائهما على هامش القمة، بحث رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، ونظيره اللبناني نجيب ميقاتي، جهود منع اتساع الصراع بالشرق الأوسط.
وقال بيان صادر عن مكتب السوداني، إن اللقاء “شهد استعراض آخر التطورات في مجريات العدوان الصهيوني المستمر على لبنان وغزة، والجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب، ومنع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط”.
وجدد السوداني “تضامن العراق الكامل مع لبنان وشعبه الشقيق، ووقوفه إلى جانب كل الجهود الرامية لحماية الشعب اللبناني وسيادته على أرضه، في ظرف حساس وحرج إزاء ما يتعرض له من عدوان”.
كما أكد “مُضي العراق في إرسال مواد الإغاثة والمساعدات بما يعضد من صمود الشعب اللبناني”، وفق المصدر نفسه.
من جانبه، أعرب ميقاتي عن تقديره لمواقف العراق “الداعمة والمبدئية إزاء لبنان”، مؤكداً على “ضرورة تكثيف الجهود والعمل العربي والإسلامي المشترك لوقف العدوان على لبنان وغزة”.
وأضاف مكتب السوداني أن رئيس الوزراء العراقي التقى أيضا رئيس النظام السوري بشار الأسد، وأكد الجانبان “ضرورة تنسيق المواقف والخروج بمقررات حاسمة خلال القمة؛ من أجل إيقاف العدوان الصهيوني المستمر على غزة ولبنان، وكذلك وجوب أن تتحمل الدول الكبرى والمنظمات الدولية مسؤولياتها تجاه التجاوزات التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد المدنيين في الأراضي المحتلة ولبنان”.
في السياق، عقد ميقاتي جلسة مباحثات ثنائية مع عاهل الأردن عبد الله الثاني، إذ أكد الأخير على “دعمه للبنان في مواجهة المحنة الصعبة التي يمر بها”.
وشدد ملك الأردن، وفق بيان صدر عن مكتب ميقاتي وصل الأناضول، على “استمرار الأردن في دعم الجيش اللبناني لتمكينه من تنفيذ مهامه في الجنوب”.
وأشار البيان ذاته، إلى أن ميقاتي بحث في لقائه مع ولي عهد الكويت صباح الصباح العلاقات الثنائية، حيث شدد الأخير على “وقوف الكويت إلى جانب لبنان على الصعد كافة”.
لقاءات عاهل الأردن
بالإضافة إلى لقائه ميقاتي، بحث الملك عبدالله مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سبل “إنهاء الحرب الإسرائيلية (الإبادة) على غزة ولبنان”، مشددا على أهمية “تعزيز الاستجابة الإنسانية للكارثة التي يعيشها الأهل في قطاع غزة”.
كما تم التأكيد على “تلاقي وجهات النظر بين المملكتين حيال التطورات في المنطقة وضرورة تعزيز العمل العربي المشترك لاستعادة الاستقرار في الإقليم”، وفق بيان الديوان الملكي الأردني.
وفي بيان منفصل، قال الديوان الملكي إن عاهل الأردن عقد جلسات ثنائية مع الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس، ومنصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات، وتم التباحث في “ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وخفض التصعيد في المنطقة”.
وحذر الملك من “استمرار الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة”، داعيا إلى “تعزيز الاستجابة الإنسانية وضمان وصول المساعدات الإغاثية والطبية دون تأخير أو اعتراض”.
وأشار إلى “التبعات الخطيرة للإجراءات (الإسرائيلية) أحادية الجانب في الضفة الغربية، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس”، وفق المصدر نفسه.
واستضافت الرياض، الأحد، اجتماعا وزاريا عربيا إسلاميا تحضيريا للقمة العربية الإسلامية لبحث سبل التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة ولبنان، بحسب ما نقلته الخارجية السعودية.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها “حزب الله”، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 146 قتيل وجريح فلسطينيين، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ تشرين الأول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و189 قتيلا و14 ألفا و78 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء الأحد.